كيم سيراً على الأقدام إلى «بيت السلام» للقاء مون جاي

• أول زعيم شمالي يطأ أرض الجنوب منذ 65 عاماً سيزرع شجرة صنوبر ترابها من «بايكتو» المقدس
• ترامب يتحدث عن 4 مواعيد و5 أماكن لقمته المرتقبة... وسيول وواشنطن تعلقان المناورات السنوية

نشر في 27-04-2018
آخر تحديث 27-04-2018 | 00:05
طلاب في سيول يرفعون صورة كيم ومون فرحاً بقمة اليوم    (رويترز)
طلاب في سيول يرفعون صورة كيم ومون فرحاً بقمة اليوم (رويترز)
تعقد الكوريتان الشمالية والجنوبية اليوم، أول قمة بينهما منذ أكثر من عشر سنوات، وهي القمة الثالثة منذ اندلاع التوتر بين شطري شبه الجزيرة الكورية، الذي استمر نحو 68 عاماً.
في خطوة ذات قيمة رمزية عالية، يلتقي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون اليوم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن عند الخط العسكري الفاصل، الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية قبل عقد قمتهما التاريخية.

وعندما يعبر كيم الخط الفاصل سيراً على الأقدام، سيصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية قبل 65 عاماً.

وسيلاقي مون قبل ذلك ضيفه الشمالي عند العوائق الاسمنتية، التي ترسم الحدود بين الكوريتين في المنطقة المنزوعة السلاح، وفق ما قال سكرتير الرئاسة في الجنوب ايم جونغ-سيوك.

وتأتي هذه القمة الثالثة من نوعها، بعد لقاءين عُقدا بين الكوريتين في بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007، وهي ناتجة عن جهود دبلوماسية حثيثة شهدتها شبه الجزيرة في الأشهر الأخيرة.

وسيلي هذه القمة لقاء تاريخي آخر منتظر بترقب كبير بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ومن المفترض أن تكون مسألة الترسانة النووية الكورية الشمالية مدرجة على لائحة الأولويات التي سيتم بحثها.

ومنذ وصول كيم إلى الحكم في أواخر عام 2011، إثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية، وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.

ففي عام 2017، أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الأقوى حتى الآن، واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية.

لكن منذ أن أعلن كيم جونغ-اون في الأول من يناير مشاركة بلاده في الألعاب الاولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في الجنوب، شهدت الكوريتان تقارباً كبيراً.

وحذر ايم أن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق وقال: "التوصل الى اتفاق حول نزع السلاح النووي في وقت حققت برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية تقدما كبيرا، سيكون مختلفا في طبيعته عن اتفاقات نزح السلاح المبرمة في التسعينيات وبداية العقد الأول من الألفية". وتابع: "هذا ما يجعل هذه القمة صعبة بشكل خاص"، مضيفا أن "الأمر الأكثر حساسية سيكون رؤية مدى قدرة الزعيمين على الاتفاق حول إرادة نزع سلاح (الشمال) النووي"، وكيف "سيُدون ذلك على الورق".

ففي الماضي، كان مفهوم "نزع سلاح شبه الجزيرة النووي" يعني بالنسبة لبيونغ يانغ مغادرة 28500 عسكري أميركي موجودين في الجنوب، وإزالة المظلة النووية الأميركية، وهذان أمران غير واردين بالنسبة إلى واشنطن.

وحسب سيول، من الممكن أن يبحث الزعيمان في ابرام معاهدة سلام لوضع حدّ رسميا للحرب الكورية (1950-1953)، التي انتهت باتفاق هدنة بحيث لايزال البلدان عمليا في حالة حرب.

وقد تتم مناقشة أيضا استئناف عمليات لمّ شمل العائلات التي تشتت بسبب الحرب.

وأبلغ مون رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنه سيثير موضوع المخطوفين من قبل عملاء من كوريا الشمالية، بهدف تدريب جواسيس بيونغ يانغ، الأمر الذي تعتبره طوكيو حساسا جدا.

«بيت السلام»

وبعد لقائهما عند الخط الفاصل اليوم، سيذهب الزعيمان الكوريان سيراً على الأقدام باتجاه "بيت السلام"، وهو مبنى من الزجاج والاسمنت يقع في الجهة الجنوبية من قرية بانمونجوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح، والتي تم فيها توقيع الهدنة.

وسيوقع كيم دفتر الزوار قبل بدء الاجتماع الصباحي، حسب ايم. وسيتناول الوفدان الغداء بشكل منفصل، بحيث يعبر وفد الشمال الحدود عائدا إلى منطقته لتناول الطعام.

وقال ايم إن مون وكيم سيزرعان معا قبل جلسة بعد الظهر شجرة صنوبر "ستمثل السلام والازدهار عند خط ترسيم الحدود، الذي يعتبر رمز المواجهة والانقسام منذ 65 عاماً".

أما بالنسبة للتراب الذي سيُستخدم لزرع الشجرة، فسيكون من جبل بايكتو، وهو مكان مقدس بالنسبة لكوريا الشمالية، ومن جبل هالا في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية.

وبعد توقيع الاتفاق، من المتوقع صدور بيان مشترك. وقال سكرتير الرئاسة في الجنوب "قد نسمّيه إعلان بانمونجوم".

وسيضم الوفد الشمالي حسب إيم، شقيقة الزعيم كيم يو جونغ، وهي مستشارته الأقرب التي حضرت الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب في فبراير الماضي.

وسيكون الرئيس الفخري لكوريا الشمالية كيم يونغ نام، الذي رافق شقيقة الزعيم إلى الألعاب الشتوية، في عداد وفد بلاده أيضا إلى القمة التاريخية.

ولفت ايم الى أنه "على عكس ما حدث في الماضي، يضمّ الوفد عدداً من كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين".

وقال: "لم نتوقع ذلك. نعتقد أن هذا يعني أن كوريا الشمالية ترى الأمر ليس فقط على أنه قمة بين الشمال والجنوب انما من منظور قمة مع واشنطن".

وعشية القمة، قررت سيول وواشنطن تعليق تدريباتهما العسكرية المشتركة السنوية، حسب بيان صدر عن الجيش الكوري الجنوبي.

«الأطلسي»

وفي بروكسل، أشاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ بتصريحات كيم حول وقف التجارب النووية، لكنه رفض اي رفع للعقوبات الدولية عنه من دون قيامه "بتغييرات ملموسة".

وفي بكين، ذكرت وسائل إعلام رسمية، أمس، أن كيم اعتذر بشدة إلى الرئيس شي جينبينغ عن مقتل 32 سائحاً صينياً في حادث تحطم حافلة هذا الأسبوع، مؤكداً في رسالة أن شعبه "يغمره الحزن".

وفي واشنطن، تحدث الرئيس دونالد ترامب عن 3 أو 4 مواعيد ممكنة للقائه الزعيم الكوري الشمالي المرتقب خلال الأسابيع المقبلة، لافتا إلى أن هناك 5 أماكن قيد الدرس.

وأكد مستشار الأمن القومي جون بولتون أن ترامب قد يلتقي مون جاي قبل قمته مع كيم، بهدف السعي إلى اتفاق على نزع السلاح النووي.

موقع التجارب النووية غير صالح للاستخدام

اعتبر علماء زلازل صينيون في دراسة أن موقع التجارب النووية الكوري الشمالي قد يكون غير قابل للاستخدام، بسبب انهيار جزئي للجبل الذي كان موجوداً فيه خلال التجربة الأخيرة في سبتمبر.

والتجربة النووية الكورية الشمالية السادسة والأخيرة، والأقوى حتى اليوم، تسببت في الثالث من سبتمبر في هزة أرضية بلغت قوتها 6.3 درجات، وشعر الناس بها حتى في الصين. وكانت بيونغ يانغ أكدت أنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية.

وأدت التجربة الى انهيارات ارضية وهزات ارتدادية حملت بعض الخبراء على الاعتقاد بأن جبل مانتاب، الذي أجريت التجارب تحته، يمكن ان تصيبه لشدة القوة "متلازمة الجبل المتعب".

وتنطبق هذه المتلازمة على موقع أضعفت بنيته الجيولوجية انفجارات نووية متكررة تحت الأرض.

وكشفت دراستان شارك فيهما خبراء صينيون أن هزة ارتدادية بقوة 4.1 درجات قد وقعت بعد 8 دقائق من التجربة ادت الى انهيار صخور داخل الجبل.

«المصافحة التاريخية» الساعة 9:30

تحدثت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية عن تحديد موعد المصافحة بين زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ورئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، خلال القمة التاريخية اليوم.

ونقلت وكالة "يونهاب" للأنباء في كوريا الجنوبية أن المصافحة بين الرجلين ستكون في الـ9:30 صباحا بالتوقيت المحلي، في الخط الفاصل العسكري في قرية الهدنة الحدودية بانمونجوم.

back to top