بغداد تضرب داخل سورية بعد هجوم مباغت لـ «داعش»

● الأسد يمهل التنظيم لإخلاء اليرموك
● موسكو تتخوف من خطة لحكم ذاتي في درعا

نشر في 20-04-2018
آخر تحديث 20-04-2018 | 00:05
دروز في القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان يحتفلون بعيد الجلاء قبل أيام (رويترز)
دروز في القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان يحتفلون بعيد الجلاء قبل أيام (رويترز)
في خضم التحذيرات الأميركية من عودته إلى أراضي خلافته المنتهية، باغت تنظيم "داعش" مدينة الميادين بمحافظة دير الزور بهجوم واسع أسفر عن مقتل العشرات من قوات الرئيس بشار الأسد، واستدعى تدخّل سلاح الجوي العراقي لوقف تقدمه بضربات عدة داخل الأراضي السورية.
بعد أسبوع من تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بالدفاع عن بغداد عبر الحدود، نفّذ الجيش العراقي أمس ضربات جوية عدة داخل الأراضي السورية، تزامنا مع هجوم مفاجئ شنه تنظيم «داعش» على مدينة الميادين الحدودية، أسفر عن مقتل نحو 25 عنصرا من قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائها.

ووفق بيان للحكومة العراقية، فإنه «بناء على أوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي نفذت قواتنا الجوية البطلة ضربات جوية مميتة ضد مواقع عصابات داعش الإرهابية في سورية من جهة حدود العراق».

وأوضح المتحدث باسم الجيش، العميد يحيى رسول، أن الضربات الجوية المركزة، التي تزامنت مع وجود وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي في بغداد لبحث الهجوم الثلاثي للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على دمشق في 14 أبريل، نفذت بواسطة مقاتلات «F16» بالتنسيق مع حكومة الأسد.

وفي وقت سابق، شن «داعش» هجوما مفاجئا على الميادين بمحافظة دير الزور تمكن بموجبه من الوصول إلى أطراف المدينة وقتل نحو 25 عنصرا من قوات النظام وحلفائها المنتشرين في المنطقة.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن الهجوم هو الأكبر للتنظيم منذ طرده من الميادين في 14 أكتوبر الماضي، مؤكدا خسارته 13 عنصرا.

وإذ نفى مصدر عسكري في دير الزور «وقوع أي هجمات على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات»، الذي يقسم المحافظة إلى قسمين، أشار إلى أن «مواقع الجيش تتعرض لقصف متقطع من الضفة الشرقية، حيث يتمركز داعش، ما يستدعي رداً بالأسلحة المناسبة».

عمليات ومهلة

وشهدت دير الزور العام الماضي عمليتين منفصلتين، الأولى قادها النظام بدعم جوي روسي وتمكن بموجبها من استعادة كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات، والثانية شنتها قوات سوري الديمقراطية (قسد) بدعم أميركي وطردت خلالها التنظيم من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية.

وفي جنوب دمشق، أفادت صحيفة «الوطن» الموالية عن إمهال النظام مقاتلي «داعش» 48 ساعة للموافقة على الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود على بعد ثمانية كيلومترات من وسط العاصمة، محذرة من أنه «في حال رفضهم فإن الجيش والقوات الرديفة جاهزة لشن العملية العسكرية وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة واستعادة السيطرة عليها».

حكم ذاتي

من جهة أخرى، نقلت وكالة نوفوستي الروسية شبه الرسمية، عن مصدر عسكري دبلوماسي لم تذكر هويته أمس قوله إن «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» يحاولان توسيع الأراضي الواقعة تحت سيطرتهما في جنوب سورية، لإنشاء حكم ذاتي بالمنطقة تحت رعاية الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الخطة تشمل هجوما منسقا على القوات الحكومية في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة بحجة انتهاكها وقف تصعيد العنف واستخدامها السلاح الكيماوي.

وأوضح المصدر، لوكالة «نوفوستي»، أن الجانب الروسي أبلغ ممثلي الولايات المتحدة والأردن العاملين في إطار مركز المتابعة المشترك بعمان بوقائع هجمات الفصائل على وحدات النظام في هذه المناطق، وأيضا بوادي نهر اليرموك، محذرا من عدم اتخاذ الإجراءات الهادفة لاستقرار الوضع والقضاء على الإرهاب.

العاصمة درعا

وقال المصدر: «في بداية أبريل وجهت الأركان المشتركة لجبهة النصرة دعوة إلى قيادة الجماعات الأخرى العاملة في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة لتنسيق أعمالهم لشن هجوم على القوات الحكومية في آن واحد»، مبينا أن المسلحين يخططون للسيطرة على مدينتي درعا والبعث والمناطق المجاورة لهما، وهدفهم النهائي هو «إنشاء حكم ذاتي مستقل عن دمشق، برعاية الولايات المتحدة، وعاصمته في درعا، على غرار المناطق الكردية شمال شرق سورية».

وأكد أن عدد المسلحين في الجماعات المتضامنة يتجاوز حاليا 12 ألفا، ولديهم عدة مئات من المعدات العسكرية وعشرات من راجمات الصواريخ حصلوا عليها عبر الممرات الموجودة على الحدود الإسرائيلية والأردنية، لافتا إلى قوافل «المساعدات الإنسانية» تصل إلى هذه المنطقة بانتظام عبر الحدود الأردنية تحت رقابة الولايات المتحدة لا غير، ولا أحد يعرف ما فيها.

هجوم وتحقيق

وبينما بحث الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الروسي​ الوضع في ​سورية​ بعد الهجوم الثلاثي عليها، أكد مصدر عسكري سوري، لوكالة أنباء «تاس»، أن النظام سلم الروس صاروخين سليمين لم ينفجرا وفي حالة جيدة، خلال الضربة الأميركية الفرنسية البريطانية على مواقع في دمشق ردا على الهجوم الكيماوي المفترض على مدينة دوما في 7 الجاري، موضحا أنه تم نقلهما إلى موسكو جوا يوم الثلاثاء.

وفي وقت أشار مبعوث «الكرملين» إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف استمرار التحضير للقاء «أستانة 9»، أوضح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن اللقاء الجديد سيعقد في 14 و15 مايو المقبل.

بدورها، أعلنت المتحدثة باسم «الخارجية» الروسية ماريا زاخاروفا أن القوات الحكومية السورية عثرت على حاويات كيماوية وقنابل غاز أوروبية الصنع في دوما، موضحة أن الحاويات تحوي الكلور ومصدرها ​ألمانيا​ والقنابل مصنوعة في سالزبوري البريطانية.

وغداة تعرّض مهمة استطلاعية تابعة لها لإطلاق نار، أعلنت إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن عن مشاورات يجريها خبراؤها مع السلطات السورية والشرطة العسكرية الروسية للسماح بنشر فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدوما.

وأوضحت الإدارة الأممية أنه يفترض أن يسمح لبعثة تقصي الحقائق بالانتشار في «مواقع محددة في أقرب وقت ممكن»، موضحة أنه خلال الزيارة السابقة واجه فريقها الأمني والشرطة الروسية المرافقة له «أولا تظاهرة سلمية كبيرة»، وفي موقع آخر «وقع انفجار وإطلاق نار من أسلحة صغيرة»، فغادر الموقع «تحت غطاء وحماية روسية، وعاد سالما الى دمشق».

back to top