وثيقة لها تاريخ : تقرير بريطاني مفصل في عام 1906م بعد لقاءات مع الشيخ مبارك

نشر في 30-03-2018 | 00:05
آخر تحديث 30-03-2018 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
الكثير من التقارير والوثائق التي أعدت خلال فترة حكم الشيخ مبارك لم تنشر حتى الآن، وهي متوافرة في أرشيف المكتبة البريطانية في لندن. هذه التقارير، سواء كانت باللغة العربية أو الإنكليزية، تتضمن معلومات مهمة تنير الطريق للباحثين، لإزالة الغموض الذي يلف بعض الأحداث التي وقعت في تلك الفترة، وتساعد في فهم مجريات التطورات وتفاصيلها، بل إنها تعيننا على فهم الكيفية التي كان الشيخ مبارك يفكر بها، ويتخذ فيها قراراته. وقد وقع بين يدي قبل عدة سنوات، وأنا أبحث في الملفات الفيلمية (microfilm) في المكتبة البريطانية، تقرير باللغة الإنكليزية أعده المقيم البريطاني في مدينة بوشهر الإيرانية والمسؤول عن المعتمدين البريطانيين في دول الخليج العربية الميجر بيرسي كوكس (Percy Cox) من أربع صفحات باللغة الإنكليزية، يتحدث فيه عن لقاءات مع الشيخ مبارك تناولت عدة موضوعات لخصها وأبدى رأيه حولها.

وأجد اليوم أنه من المفيد والمناسب أن أشارك القراء الكرام تفاصيل هذا التقرير الممتع، الذي أعتقد أنه لم ينشر من قبل، وإن كان قد نشر فلا أظن أن من نشره تناوله بالشرح والتفصيل.

في هذا التقرير الذي كتبه كوكس بعد أربعة لقاءات مع الشيخ مبارك في مقر الوكالة البريطانية في الكويت بتاريخ 18 مارس 1906، وحضور المعتمد البريطاني في الكويت الكابتن نوكس، تناول كوكس موضوعات مهمة جداً تتعلق بالاستقرار في منطقة الخليج، وكيفية مواجهة النفوذ العثماني المهيمن على معظم المناطق العربية.

في بداية التقرير الموجه من كوكس إلى وزير الدائرة الخارجية في حكومة الهند (البريطانية)، يقول المقيم البريطاني أنه زار الكويت في الأسبوع الذي سبق إعداد التقرير، ومكث فيها ثلاثة أيام التقى خلالها بالشيخ مبارك ثلاث مرات، ثم التقيا بعدها مرة رابعة بتاريخ 7 من نفس الشهر في مقر الوكالة البريطانية لقاء مطولاً، موضحاً أنه تسلم من الكابتن نوكس ملاحظات حول هذه اللقاءات وضمنها في التقرير.

والقارئ للتقرير بتفاصيله يلمس، من خلال الأسلوب الذي كتبه فيه المسؤول البريطاني، الإعجاب الكبير بشخصية الشيخ مبارك، إضافة إلى الثقة والارتياح العميق في التعامل معه، بل ان التقرير يكشف لنا أكثر من ذلك، ويؤكد أن الشيخ مبارك كان يمتلك رؤية شاملة للاستقرار في المنطقة قدمها للإنكليز دون أن يكون لهم إدراك أو تفكير بها قبل أن يتقدم بها الحاكم الكويتي آنذاك.

سأكتفي بهذا القدر في مقال اليوم، ولكن قبل أن أختمه أود أن أشير إلى أن الميجور كوكس (1864-1937) كان لاعباً أساسياً في تشكيل منطقة الشرق الأوسط آنذاك من خلال وظيفته كضابط في الجيش الهندي البريطاني، وقد عمل في عدد من المناطق العربية منها الصومال، والعراق التي كان سفيراً فيها، وطهران، وغيرها. ويعتبره البريطانيون من أهم الشخصيات السياسية التي تركت أثراً بالغاً على سياسة بريطانيا في المنطقة العربية، خصوصاً منطقة العراق والخليج وإيران.

back to top