كيرا نايتلي: في بيئة ذكورية يصعُب على المرأة أن توصل صوتها

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:04
تتمنّى كيرا نايتلي لو أن أحداً علّمها الفشل. تبحث هذه الممثلة (32 سنة) راهناً عن مدرسة لابنتها البالغة من العمر سنتين. وبينما كانت تجول على الخيارات التعلمية المتوافرة في مسقط رأسها لندن، لاحظت تشديداً لافتاً للنظر على تعليم الفتيات فوائد عدم النجاح من المرة الأولى أو حتى الرابعة.
قالت هذه الممثلة وهي تهز كتفَيها بخفة: «أعتقد أن هذا أمر مذهل لأنني لم أحظَ بأمر مماثل عندما كنت صغيرة. أعاني اليوم لأنني أرغب في أن يكون كل ما أقوم به مثالياً. الأخطاء مهمة بالتأكيد».
ولكن كم من الأخطأ تستطيع أن ترتكب ممثلة رُشحت مرتَين لجائزة أوسكار وتُعتبر نجمة من نجوم الأفلام الذين يستقطبون عدداً كبيراً من المشاهدين، ومدافعةً صريحة عن حقوق المرأة، ووجهاً يمثِّل منذ فترة طويلة عطور Coco Mademoiselle من شانيل؟
فانيسا كرافت من «إيل» تحدثّت إلى هذه النجمة وجاءت بالتالي.
توضح نايتلي بصراحة ساحرة أنها تسير على الدرب ذاته مثلنا جميعاً، محاولةً اكتشاف الحلول وتقديم أفضل أداء ممكن. على سبيل المثال، فيما كانت تناقش أداءها في دور الكاتبة الفرنسية «كوليت» في الفيلم الذي يروي سيرة الأخيرة الذاتية، ويحمل اسمها (يتلقى راهناً مراجعات مذهلة)، ويتيح لشخصيتها التعبير عن نفسها كامرأة متحررة تختبئ وراء اسم مستعار، كان من البديهي أن يُثار موضوع عثور نايتلي على دربها الخاص في الحياة. أجابت: «لطالما كنت واثقة مما أمثّله. إلا أنني لم أعرف دوماً السبل إلى نقل ذلك من خلال عملي. في بيئة ذكورية، يصعب على المرأة أن توصل صوتها وأن تُفهم الآخر رأيها».

راودتها شكوك كثيرة حيال هذه المسألة تحديداً عندما كانت أصغر سناً. فقد حرصت، مثلاً، على التفوّه «بالكلمات المناسبة» فحسب في الاجتماعات. إلا أنها حققت تقدماً كبيراً مذ كانت مراهقة وحققت شهرة عالمية مع أعمال مثل Bend It Like Beckham وPirates of Caribbean.

تابعت هذه الممثلة موضحةً: «مع نمو ثقتي في قدراتي كممثلة، ما عدت أواجه صعوبة في القول: أجيد ما أقوم به وأتقن عملي وأملك رأياً يستحق أن يسمعه الآخرون». تنشغل نايتلي أيضاً بـ«قضايا مهمة» مثل إنقاذ الكوكب، على غرارنا كافةً، وإن لم أكن واثقة تماماً من ذلك. منذ أن رُزقت نايتلي بطفلة، صارت تفكّر كثيراً في الأرض التي سترثها ابنتها. لذلك تسعى جاهدةً إلى الحد من استهلاكها البلاستيك ومقدار اللحوم التي تتناولها عائلتها (تخبر أنها وزوجها الموسيقي جيمس ريتون ليسا نباتيين، إلا أنهما خفضَا مقدار استهلاكهما اللحوم إلى «مرة أسبوعياً»). تؤكد أن هذه الخطوات «ربما لا تكون كافية»، إلا أنها ترفض بذل جهود تفوق طاقتها. قالت: «الوعي بحد ذاته مهم. لم أكن لامبالية يوماً. إلا أنني أقدِّم إسهامات صغيرة ببطء ورفق. وهذه بداية بالتأكيد».

أجابت كيرا نايتلي عن الأسئلة التالية أيضاً:

قضايا وعطر

محور مجلة «إيل» لهذا العدد «النشاطية اليومية». هل تقومين بأعمال خيرية؟

أقوم بأقل مما أرغب فيه. أولي أهمية كبرى للجمعيات الخيرية التي أعمل معها. قمتُ برحلات عدة مع منظمتَي أوكسفام واليونيسف بغية جمع التبرعات. نعيش مرحلة مثيرة للاهتمام لأن كثيرين يعون تماماً المشاكل التي يواجهها العالم، ما يمنح عدداً كبيراً من الناس فجأةً الطاقة ليقولوا: «كيف يمكنني أن أساعد؟». هذا ما أشعر به بالتحديد.

لكنك تستغلين المنصة التي تملكينها على الأقل لتتكلمي عن هذه القضايا.

هذه مرحلة مذهلة نظراً إلى كثرة الكلام عن المرأة وشؤونها. لم يسبق أن عولجت هذه المسائل. ومن الجيد خوضها راهناً.

هل تتعاطين مع شخصية في إعلان عطور بطريقة مختلفة عن شخصية في فيلم؟

أتعاطى مع هذه المسألة بعفوية أكبر. لا أعرف عادةً ما الإعلان الذي سأصوره مع «شانيل» إلا عندما أصل إلى موقع التصوير صباحاً. لا يكون هدفي في الأفلام الظهور بأجمل مظهر. أما في الإعلانات، فأستطيع «مطّ شفتي قدر ما أشاء» لأنها تدور حول «كيف نجعلك تبدين بأبهى حلة؟».

هل تفضلين امتلاك خزانة من العطور المتنوعة أم تستخدمين دوماً عطراً واحداً يميّزك؟

تبدو لي فكرة خزانة العطور غريبة، فلم أسمع بها سابقاً. أعتقد أن من المهم بالنسبة إلي، نظراً إلى عملي، أن أعتمد عطراً ثابتاً كي أتمكن من التمسك بهوية وسط التغييرات التي أمرّ بها.

مواهب

هل تملكين مواهب فنية غير التمثيل؟

كنت أرسم دوماً. لكن الغريب أنني توقفت عن ذلك منذ بضع سنوات. إلا أنني عدت إليه أخيراً. أعتقد أن العمل المبدع الذي أقوم به علنياً ومعروضاً إزاء الجميع ويحظى بانتقادات كثيرة. لكن الرسم موهبة خاصة بي وحدي. لا أسمح لأحد بالاطلاع على لوحاتي. أستمع إلى كتب مسجلة وأرسم.

يبدو هذا جواً حالماً.

يشعرني بأنني في نعيم. تتباطأ أفكارك وتركّز على القصة. لم أتمكن يوماً من ممارسة التأمل. إلا أن هذا تمرين تأمل كافٍ بالنسبة إلي. أستمتع به كثيراً.

ما الكتب المسجلة التي استمعت إليها؟

أستمع راهناً لكتاب The Beauty Myth (خرافة الجمال) لناومي ولف. أدركت أنني أملكه في مكتبتي منذ مدة ولم أقرأه. استمعت قبله إلى كتاب The Silk Roads (طرق الحرير) [لبيتر فرانكوبان] وSapiens (العقال) [ليوفال نواه هراري].

كنت آمل بأن تذكري أعمالاً لجيلي كوبر مثلاً.

منذ ولادة طفلتي، لاحظت أن قراءة الكتب تدفعني إلى النوم. لكني أهوى المطالعة. لذلك بحثت عن كتب مسجلة على شرائط اعتدتُ الاستماع إليها عندما كنت صغيرة. فكرت: «ثمة كتب كبيرة أود مطالعتها، إلا أنني أعرف أنني سأغفو في غضون ثوانٍ». أدرك اليوم أنني أستطيع الاستماع إليها. وهذا أمر مذهل بالتأكيد.

هل تملكين هوايات أخرى مثل النوم في مكان العمل؟

لا أقوم بذلك مطلقاً. يبدو لي هذا الأمر غريباً جداً ولم يخطر في بالي حتى اليوم. لكن الطعام يستحوذ على جزء كبير من اهتمامي. أعتقد أنني أنفق الكثير من مالي على مأكولات عالية الجودة. وتنتشر في محيط منزلنا محال تبيع أطعمة لذيذة.

عالم هادئ

هل تخصصين الوقت لتدللي نفسك في منتجع ترفيهي؟ ذكرتِ سابقاً أن تصرفاتك صبيانية بعض الشيء.

خلال عملي، يتعرّض جسمي ووجهي لكثير من اللمس. لذلك أرفض في أوقات فراغي القيام بأي أمر. لا أرغب حتى في تمشيط شعري.

قرأتُ في مقال أنك كثيرة النشاط وانطوائية في آن. تنجزين كثيراً من الأعمال، إلا أنك تحتاجين بعد ذلك إلى الاعتزال في كهفك. هل هذا جزء من حياتك هذه؟

نعم، إنه كذلك. ألجأ دوماً إلى حديقتي في الجهة الخلفية من منزلي لأنني أعتبرها عالمي الهادئ. أحتاج إلى مساحتي الخاصة.

هل من شخصية أديتها ولازمتك؟

كلا، أعيش الشخصية خلال التصوير. ولكن في اليوم الأخير، أتخلص منها بالكامل. أشبّه ذلك بالعطر. تضعينه، تستمتعين به، ثم يزول تدريجياً.

عروض

لا شك في أنك تتلقين عروض عمل كثيرة. كيف تختارين المشاريع التي تودين تنفيذها؟

أتبع حدسي دوماً. لذلك أؤكد لك أنني لا أملك أدنى فكرة. يشكّل العمل الجديد الذي أختاره غالباً رد فعل تجاه عمل أنهيته لتوي... لكنني أستطيع دوماً حسم رأيي بكل وضوح ما إن أنتهي من قراءة النص. وإذا اضطررت إلى التفكير في المشروع، فهذا يعني أنني لن أختاره.

إذاً، لا مجال للتردد.

هل أبدو ساذجة؟ لكن هذه الطريقة الوحيدة التي أدير بها أعمالي. أركّز على ما يثير اهتمامي في تلك المرحلة. لا أعرف إلامَ أطلع في المستقبل. لذلك أبدو مريعة في تعاملي مع مديري أعمالي.

طفولة

هل تملك كيرا نايتلي ما تود قوله للفتاة التي كانت عليها في السادسة عشرة من عمرها؟ تقول في هذا المجال: «أنصحها بأن تستمتع أكثر. كنت جدية جداً. لم أكن مراهقة عادية. شعرتُ بانزعاج كبير في تلك المرحلة من حياتي وبدت لي السنوات الأولى من عشريناتي محيرة جداً. سعيت باستمرار إلى أن أكون مثالية ومحبوبة. لكن حياتي انقلبت رأساً على عقب في الخامسة والعشرين. لا أعرف السبب. أعتقد أن لذلك علاقة بتركيبتي. صرت أفكر: «تسير الأمور كافة على خير ما يُرام». أظن أنني اكتشفت أن ارتكاب الأخطاء جزء لا يتجزأ من الحياة».

تختم: «لولا ذلك لأصبحت حياتنا مضنية ومستحيلة بالتأكيد».

إذا اضطررت إلى التفكير في مشروع ما فهذا يعني أنني لن أختاره

أنفق الكثير من مالي على مأكولات عالية الجودة
back to top