لبنان: ضغوطات على المرشحين المعارضين لـ«حزب الله»

سجن رجل دين شيعي مرشح في بعلبك ساعات... وجعجع يعتبره معتقلاً وليس موقوفاً

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:05
الحريري مستقبلاً القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري مستقبلاً القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري أمس (دالاتي ونهرا)
في تطور لافت، أوقف الأمن العام اللبناني بعد ظهر أمس الأول، المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك-الهرمل الشيخ المعمم عباس الجوهري، وأحاله إلى النيابة العامة في جبل لبنان للتحقيق معه ثم اطلق سراحه بعد ساعات .

ورجحت مصادر متابعة أن "تكون أسباب توقيف الجوهري سياسية انتخابية، لأنه مرشح ضد لائحة حزب الله في البقاع الشمالي، وتجزم أن الهدف من هذا التوقيف منع الأخير من استكمال ترشيحه، ريثما تنتهي مهل تسجيل اللوائح".

وأضافت المصادر، أنه "تم استدعاء الجوهري من أجل اتمام معاملة عاملة منزلية لديه ليتم توقيفه وإحالته إلى القضاء، على خلفية إعارة منزله في تعلبايا لشخص من آل الموسوي، واستخدمه الأخير في تجارة الممنوعات، علماً أنه تم سابقاً استجواب الجوهري في هذه القضية وأطلق سراحه كون لا علاقة له بالموضوع".

وأكدت مصادر شيعية مستقلة، أن "توقيف الجوهري يأتي في سياق ما يتعرض له المرشحون المعارضون من ضغوطات واتهامات، وتهديدات منذ بداية العملية الانتخابية، إذ لا صوت يعلو فوق صوت حزب الله، الذي أكّد على لسان أمينه العام أخيراً أنه لن يسمح بالخرق وخصوصاً في البقاع". وتساءلت: "هل أصبح كل معارض للثنائية الشيعية وتحديداً لحزب الله مستهدفاً؟"

كما كتب المرشح لخوض الانتخابات النيابية في بنت جبيل الصحافي علي الأمين (مناهض لـ"حزب الله")، عبر صفحته الخاصة على "فيسبوك: "حجز الجوهري لا نفهمه إلا كرسالة لكل المعترضين على حزب الله. لن نخاف ولن نهابكم". وأضاف: "ما هو المشترك بين الشيخ حسن مشيمش والسيد محمد علي الحسيني والشيخ عباس الجوهري: وحدهم من رجال الدين الشيعة في تاريخ الجمهورية تم توقيفهم وسجنهم والمشترك الثاني: معارضون لحزب الله".

وأفاد المكتب الإعلامي للشيخ الجوهري في بيان أمس: "نحن على يقين بأن ذلك الملف المسخ هو فبركة دنيئة من مراهقين هواة لم يرتقوا بالفبركة إلى مستوى متقدم"، وأضاف: "ما حصل بالأمس (الخميس)، يؤشر إلى بدء مرحلة جديدة مفتوحة على استعمال كل أنواع الأسلحة المحرمة، إن انكشاف البقاعيين أخلاقياً وأمنياً، يُعيدنا إلى عهد الوصاية الغابر الذي كان يفبرك ويتهم جزافاً".

في السياق، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "توقيف الجوهري في هذا الوقت بالذات هو اعتقال وليس توقيفاً، خصوصأ أن الشيخ عباس هو مرشح عن أحد المقاعد الشيعية في دائرة بعلبك – الهرمل ويلعب دوراً فاعلاً في التحضير لإحدى اللوائح في المنطقة". وتابع: "الجدير ذكره أنه تم اعتقال الشيخ عباس عشية يوم الخميس في آخر 24 ساعة فعلية يتم فيها تحضير الأوراق الثبوتية وكل ما يلزم لتسجيل اللوائح الانتخابية، آخذين بعين الاعتبار أنه أيام الجمعة والسبت والأحد لا تلتئم عادة لأي هيئة اتهامية، وبالتالي يكون اعتقال الشيخ عباس هو بمنزلة منعه من الترشح على أي لائحة انتخابية، وبالتالي إسقاط حقه بالترشح".

وأشار جعجع إلى أن "توقيف الجوهري بهذا الشكل وبدون أي مبرر فعلي ولا أي تهمة فعلية وبملف فارغ بعد أن اطلع عليه محاموه لا يمكن اعتباره إلا تدخلاً سافراً في العملية الانتخابية الحالية في دائرة بعلبك-الهرمل تحديداً".

في موازاة ذلك، أعلن رئيس الحمهورية ميشال عون أن "العلاقات اللبنانية - السعودية عادت إلى ما كانت عليه إيجابية وطبيعية جداً"، مطمئناً أعضاء مجلس الأعمال اللبناني - السعودي، الذين زاروه قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، أن "ما من أمر يمكن أن يكدِّر العلاقات بين البلدين".

كما أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد لقائه عون أمس، أن "ما يقوم به رئيس الجمهورية والحكومة والمؤسسات الدستورية، "عزز الثقة الدولية بلبنان، الذي على رغم صغره، فإنه عنصر استقرار في المنطقة ونقطة لقاء، ويجب أن يبقى كذلك".

وأضاف: "البلد مفلس كما أبلغني الرئيس، وهذا يعني انه في حاجة للجميع لضبط المال والفساد. وعلى من سيدخلون المجلس النيابي أن يعرفوا أن الأإمر ليس نزهة ترفيهية، بل عليهم أن يتحملوا مسؤولية بلد في حال الخطر. نحن في حالة غير عادية ونريد أشخاصاً غير عاديين. مشكورة الدول التي تهتم بنا، ولكن إن لم يبن الرب البيت عبثاً يتعب البناؤون".

back to top