هل صحيح على مائدتنا لحوم قتيلة؟

نشر في 23-03-2018
آخر تحديث 23-03-2018 | 00:05
تُرى هل نكتفي بالحمية النباتية الهرمونية التي لم تسلم من الأضرار؟ أم أن الأمل موجود في زيادة التحقق والفحوصات اللازمة في دراسة ما يوجد على الأرفف من لحوم أبقار وغنم وماعز ودواجن صحية، وزراعة عضوية، وتسخير كل سوق الغذاء لمصلحة المرضى أولا، ووقاية الأجيال القادمة من نزيف الأمراض الغريبة ثانياً؟!
 د. روضة كريز من أكثر الدول العربية التي زرتها أو أقمت فيها أكثر من سنتين، والمثقفة صحياً وجدتها هي دولة الكويت، وقد انتشر مؤخرا فيديو لأحد الزملاء الكويتيين مشكورا على غيرته، وهو ينقل حقيقة العالم الخارجي من دول إسلامية وغير إسلامية وعن طريقة ذبح الأبقار والدجاج عندهم بالخنق أو الصعق أو شفط الدم من الوريد مباشرة حتى لا يخسر الحيوان من وزنه! بل تقول شركات وحكومات أخرى تابعة لهذه النجاسة مبررة ذلك "إنه رحمة للحيوان واختصار لوقت التعذيب النفسي إلى أن يساق إلى سكين الذبح"، وهو عذرٌ أقبح من ذنب!

وضع ربنا تبارك وتعالى صحتنا في اللحوم على حدود آية "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ" ولكن أين أصبحت الحقيقة؟ وأين البدائل الصحية أمام الأطفال في طور النمو وكبار السن؟ وماذا سيكون الرد الفعلي للمسؤولين في هذا البلد؟

كثيرة هي التساؤلات بصدد نشر البدائل الصحية، وإيجاد حل صحي ليكون في متناول اليد، وكيف تكون الذبائح على مائدتنا صحية، وهي من محال اللحوم والدواجن أو في الأسواق المركزية، حيث يتوافر فيها كل أنواع اللحوم المذبوحة داخل البلاد أو مستوردة من الخارج مذبوحة، ولا نعرف شيئا عن طريقة ذبحها وتخزينها! وكيف لنا أن نتحقق من شرعيتها الروحية وصلاحيتها الصحية، أم نكتفي بأكل الأسماك؟

ومن هذا المنبر أضع هذه الأسئلة كفرد عادي (وليس من مرآتي المهنية) يعيش في بلد مثقف عالمياً وصحياً، كما أني أثق أن المسؤولين من البلدية والصحة لا يقصرون في مراقبة مسالخ البلاد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة ماء وغذاء الجميع. حيث تدار لقاءات ودورات توعوية وثقافية لحماية المستهلك من أي خداع مباشر، في الغذاء والدواء.

ولكن يبقى السؤال واردا على سفرتنا: هل نكتفي بالحمية النباتية الهرمونية التي لم تسلم من الأضرار؟ أم أن الأمل موجود في زيادة التحقق والفحوصات اللازمة في دراسة ما يوجد على الأرفف من لحوم (أبقار وغنم وماعز ودواجن) صحية، وزراعة عضوية، وتسخير كل سوق الغذاء لمصلحة المرضى أولا، ومن ثم وقاية للأجيال القادمة وحمايتها من نزيف الأمراض الغريبة التي يُخترع في تسميتها، ويُغالى في سعرها ثانياً!

معا يمكننا أن نحصل على طعام وشراب صحيين دون الخوف من أمراض غريبة، ونرحم أنفسنا وأجيالنا من التسمم الغذائي والدوائي ونشتري سعادتنا لعمر صحي أطول!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top