هل يسهم الصوم في علاج داء هنتنغتون؟

نشر في 20-03-2018
آخر تحديث 20-03-2018 | 00:00
No Image Caption
قد يعود الحدّ من استهلاك الطعام فترات معينة من اليوم بالفائدة على مَن يعانون داء هنتنغتون، حسبما تشير دراسة جديدة.
اكتشف الباحثون، بعدما درسوا نماذج من داء هنتنغتون في الفئران، أن اتباع برنامج غذاء صارم يشمل السماح للقوارض بالحصول على الطعام طوال ست ساعات من اليوم فحسب قاد إلى تراجع كبير في معدلات بروتين طافر من المعروف أنه يؤدي دوراً في داء هنتنغتون.

قادت الدراسة داغمار إيهرنهوفر التي عملت آنذاك في مركز الطب الجزيئي والعلاجي في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا. ونُشرت النتائج في مجلة ActaNeuropathologica Communications.

داء هنتنغتون حالة عصبية تقدمية تشير التقديرات إلى أنها تصيب أكثر من 30 ألف شخص في الولايات المتحدة. وتظهر عموماً بين سن الثلاثين والخمسين.

تشمل الأعراض حركات لاإرادية، ومشاكل في الحركة، وإعاقة معرفية. للأسف، لا يتوافر اليوم أي علاج شاف لداء هنتنغتون، أو علاجات تبطئ تقدمه. فلا تحقق الأدوية المستخدمة اليوم أي هدف سوى مساعدة المريض على التحكّم في أعراض حالته. على سبيل المثال، يسهم دواء يُدعى تيترابينازين في التخفيف من الرُّقاص.

اختبار تأثيرات الصوم

ينجم «هنتنغتون» عن طفرة تصيب جينة هنتنغتين (HTT) ويرثها المريض عن أحد والديه. تؤدي عموماً إلى إنتاج شكل طافر من بروتين هنتنغتين يُدعى mHTT. وتشير البحوث إلى أن mHTT يعمل مع بروتينات أخرى على تعزيز تقدّم هذا الداء.

ركّز معظم الدراسات التي بحثت عن علاجات جديدة على استهداف جينة هنتنغتين. لكن إيهرنهوفر وزملاؤها طرحوا فكرة أن الحد من معدلات بروتين mHTT ربما يشكّل إستراتيجية بديلة.

في الدراسة الجديدة، أظهر الفريق أن الصوم المطوّل كل يوم يسهم في الحد من معدلات mHTT في الدماغ.

كشفت دراسات سابقة أن الصوم يعود بالفائدة على حالات عصبية تقدمية أخرى، مثل التصلب المتعدد. لذلك سعى هذا الفريق لتحديد ما إذا كانت هذه الإستراتيجية مفيدة أيضاً لمَن يعانون داء هنتنغتون.

توصل الباحثون إلى اكتشافاتهم بدراسة نماذج من هذا الداء لدى الفئران. حدّوا من حصول هذه القوارض على الطعام، وهكذا لم تستطع تناوله إلا خلال فترة الساعات الست عينها كل يوم لتصوم الساعات الثماني عشرة المتبقية.

الصوم يحدّ من معدلات mHTT

كشفت الدراسة أن الحد من استهلاك الطعام يُطلق لدى الفئران عملية تُدعى الالتهام الذاتي، وهي عملية تنظيف ذاتي في الخلايا تعمل على التخلص من أية عناصر متضررة أو غير ضرورية.

شملت النتائج المباشرة لعملية الالتهام الذاتي، التي حفزها الصوم، تراجع معدلات mHTT في أدمغة القوارض.

علاوة على ذلك، اكتشف الباحثون أن الفئران التي حملت نسخة معدلة من جينة هنتنغتين لم تُصب بأعراض داء هنتنغتون وتمتعت بمعدلات أعلى من عملية الالتهام الذاتي. ويعود ذلك إلى واقع أن هذه النسخة المحدددة من الجينة سلبت بروتين mHTT «القدرة على الانشطار» أو الانقطاع في مواضع معينة.

يؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يشير إلى أن «موضع انشطار» mHTT يؤدي على الأرجح دوراً في عملية الالتهام الذاتي.

يعتقد الفريق عموماً أن الصوم أو استهداف موقع انشطار بروتين mHTT يشكّلان إستراتيجيتَي علاج واعدتَين لمن يعانون داء هنتنغتون.

تذكر إيهرنهوفر: «ندرك أن أوجهاً محددة من الالتهام الذاتي لا تعمل بالشكل الصحيح في حالة مَن يعانون داء هنتنغتون».

يوضح دايل مارتن، باحث في الدراسة أسهم في وضع تقريرها وعمل أيضاً في مركز الطب الجزيئي والعلاجي في جامعة كولومبيا البريطانية خلال إجراء البحث: «داء هنتنغتون اضطراب مدمر لا علاج له في الوقت الراهن».

تابع: «نحتاج إلى المزيد من الدراسات. ولكن ربما يجني المريض بعض الفائدة من خطوة بسيطة كتعديل البرنامج الغذائي. أو قد يكون هذا التعديل مكملاً لعلاجات بلغت راهناً مرحلة التجارب السريرية».

دراسات كشفت أن الصوم يعود بالفائدة على حالات عصبية تقدمية عدة
back to top