صباح الناصر: الأمير حوّل الكويت إلى بلد كبير بعطائه

رعى حفل تكريم رموز العمل الخيري الكويتي في مجلس اللوردات البريطاني

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:03
أكد وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة الحاكمة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد أن سمو أمير البلاد نجح في تحويل الكويت من بلد صغير في مساحته إلى بلد كبير بعطائه وحاضن للقمم والمؤتمرات الاقتصادية والإنسانية الفاعلة في العالم.

وأعرب الشيخ صباح الناصر، خلال رعايته حفل تكريم رموز العمل الخيري الكويتي أمس الأول بمجلس اللوردات البريطاني، عن فخره واعتزازه بأن تقام هذه الاحتفالية الطيبة في رحاب هذه المؤسسة البرلمانية العريقة، متقدماً بخالص شكره وتقديره لعضو مجلس اللوردات، اللورد محمد ألطاف شيخ، لدعوته الكريمة للحديث عن جوانب الخبرة الإنسانية في الكويت.

وأشار إلى أن تتويج الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد قائداً للعمل الإنساني، ولدولة الكويت كمركز إنساني عالمي، جاء بفضل مبادرات سموه التاريخية ونظرته الاستراتيجية الثاقبة وتعاونه الوثيق مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، متقدماً إلى سموه بالشكر والتقدير على دوره الرائد في قيادة مسيرة العمل الإنساني.

اقرأ أيضا

تجذُّر الخير

وذكر أن «أهل الكويت، حكاما ومحكومين، جُبِلوا منذ القدم على حب الخير وتعظيم قيم التكافل والتراحم والبذل والعطاء وإغاثة الملهوف، فلم تمنعهم قسوة الحياة وشظفها، حينئذ من أن يقدموا كل عون ومساعدة لذوي الحاجات فكانوا أهل نجدة ومروءة»، مضيفاً: «ها هو شعب بلادي الأصيل يواصل العطاء بكل سخاء وإقدام في ظل الوفرة المالية والثروة النفطية، في برهان ساطع على تجذر حب الخير في نفوس أهل الكويت في أوقات الشــــدة والرخــــاء ســواء بســـواء».

ولفت الناصر إلى أنه «على هذا المنهج واصل أبناء الكويت المسيرة الإنسانية، فأسسوا العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية والأهلية ووصلت هذه المؤسسات بمشاريعها الإنسانية إلى مختلف أنحاء العالم»، موضحاً أن المؤسسات الخيرية الكويتية تعمل وفق منظومة من اللوائح والقوانين والأدوات الرقابية التي تكفل وصول المساعدات إلى مستحقيها من دون أي تمييز على أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو الدين».

ترسيخ التنمية المستدامة

وأفاد بأن التجربة الإنسانية الكويتية خبرة ممتدة عبر التاريخ، فعلى مدى عشرات السنوات وهي تحرص على ترسيخ قواعد التنمية المستدامة وتقديم الدعم والقروض للمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية والتنموية في المجتمعات الفقيرة»، مشيراً إلى أن «تجربة الكويت في العمل الإنساني تبتغي مرضاة الله سبحانه وتعالى ثم خدمة الإنسانية، حتى غدت الكويت واحدة من أهم الدول المانحة في العالم».

وأضاف أنه «في الوقت الذي تجتاح العالم توترات وصراعات لا تكاد تتوقف، ومع ما تفضي إليه من ضحايا بالملايين يبرز الدور الإنساني الرائد لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد»، مبيناً أن سموه فتح أبواب دولة الكويت على مصاريعها لاستضافة العديد من المؤتمرات الدولية الاقتصادية والمانحة للدول الفقيرة والمنكوبة.

وأشار الناصر إلى أن من أبرز هذه الأعمال استضافة الكويت مؤتمر إعادة إعمار وتنمية شرق السودان في عام 2010 والذي بلغت تعهداته 3.5 مليارات دولار، منها 550 مليوناً تعهدات كويتية، بينما بلغ إجمالي تعهدات مؤتمر المنظمات غير الحكومية الذي احتضنته البلاد أيضا لنفس الهدف 120 مليون دولار»، كما استضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية مانحة متتالية لدعم الوضع الإنساني في سورية ودول الجوار، وبلغت تعهداتها نحو ثمانية مليارات دولار.

وذكر أن الكويت شاركت كذلك في رئاسة ورعاية المؤتمر الرابع الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن لدعم سورية والذي بلغت تعهداته 10 مليارات دولار، وكان نصيب الكويت منها 1.6 مليار دولار».

وبيّن أن قيمة تعهدات المنظمات غير الحكومية خلال المؤتمرات الأربعة الموازية التي استضافتها دولة الكويت بلغت نحو 1.6 مليار دولار، بالإضافة إلى مبادرات كويتية عديدة لإغاثة ضحايا الزلازل في باكستان وتركيا ومنكوبي المجاعة والتصحر في الصومال.

ولفت الناصر إلى أنه «تسامياً على جراحات الماضي، احتضنت دولة الكويت في فبراير الماضي المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق بمشاركة عشرات الدول والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي، وبلغت تعهداته نحو 30 مليار دولار من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب ضد ما يسمى داعش»، مؤكداً أن الكويت تعهدت خلال هذا المؤتمر بملياري دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات، إلى جانب 337 مليوناً تعهدات من مؤتمر المنظمات غير الحكومية، لتوجيهها إلى تمويل برامج إنسانية إيوائية وإغاثية وتعليمية وصحية.

علاقات وثيقة

بدوره، أكد رئيس مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية عبدالعزيز البابطين أن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى التسامح والمحبة ومساعدة الآخرين، مبيناً أن الكويت ممثلة بشقيها الرسمي والشعبي لا تزال تقدم الخير للجميع دون النظر إلى الدين أو العرق أو اللون.

ولفت البابطين إلى أن العلاقات الكويتية - البريطانية من أوثق العلاقات السياسية وأقدمها في الجزيرة العربية، مبيناً أن بريطانيا قدمت خبراتها في العلوم والصناعات وتخطيط المدن والاقتصاد فكانت نهضة الكويت وارتقاؤها واستقلالها بالتعاون معها.

وأوضح أن الكويت بادلت هذا التعاون عبر المبادرة بالاستثمار البشري والاقتصادي في بريطانيا، حيث أرسلت آلاف الطلبة للدراسة فيها وأنشأت فيها أول مكتب استثمار خليجي وتستثمر فيه أكثر من 200 مليار دولار.

وأفاد بأن التعاون انتقل إلى الاستثمار الإنساني في بريطانيا، حيث تقوم المؤسسات الخيرية الكويتية وشخصيات المجتمع المدني بالمساهمة في مختلف المشاريع الإنسانية بتبرعات مالية دون شرط أو قيد.

وأشار إلى عدد من المشاريع مثل التكفل بعدة مقاعد في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة اكسفورد وبناء مراكز إسلامية ودور إيواء للنساء اللائي يخرجن من بيوتهن لخلافات حادة ومشاريع مساعدة المشردين وإرسال العديد من العلماء الذين يدعون للوسطية والاعتدال إلى مختلف المدن البريطانية.

أما سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان فأكد أهمية الدور الإنساني الذي تؤديه الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم بما يعكس الوجه المشرق لدولة الكويت.

وقال الدويسان لـ «كونا» إن الكويت ممثلة برأس الدولة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تحظى باحترام دولي نظير مساهماته الدائمة في مساعدة المتضررين حول العالم.

تكريم رموز العمل الخيري

في ختام الاحتفالية، قام اللورد شيخ بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل الشيخ صباح الناصر، كما شهد الحفل توزيع الشيخ صباح الناصر دروعا تذكارية على المشاركين، ومن أبرزهم الشيخ الدكتور خالد المذكور، وممثل عن المرحوم عبدالرحمن السميط، والدكتور عادل اليوسفي.

كما كرم المرحوم جاسم الخرافي، حيث تسلم الجائرة بالنيابة عن أبنائه أنور الخرافي، فضلاً عن تكريم المرحوم مبارك الحساوي، وتسلم الجائزة بالنيابة عن أبنائه عبدالعزيز الحساوي، وتم تكريم المرحوم عبدالله المطوع وتسلم الجائزة ابنه عبدالاله، إلى جانب تكريم ممثل جمعية النجاة الخيرية الدكتور رشيد الحمد، والجمعية الكويتية للعمل الإنساني وجمعية الرحمة العالمية.

وكرم الشيخ صباح الناصر أيضا امرأتين كان لهما دور بارز وإسهامات في العمل الخيري، هما معالي العسعوسي وحنان القطان.

تتويج الأمير قائداً للعمل الإنساني جاء ثمرة مبادراته التاريخية

أهل الكويت حكاماً ومحكومين جُبِلوا على حب الخير

جمعياتنا الخيرية غطت العالم وتعمل وفق أدوات رقابية تكفل إيصال المساعدات إلى مستحقيها
back to top