روسيا تحرق مدنيين بالغوطة وتتهم واشنطن بحماية الإرهاب

• باريس تلوح بعملية منفردة
• تركيا تدعو أكراد عفرين للاستسلام
• «محور أستانة» يكتفي بتوعد «النصرة»

نشر في 17-03-2018
آخر تحديث 17-03-2018 | 00:05
فارون من عفرين على طريق الأحلام الجبلي الواقع تحت سيطرة النظام شمال حلب أمس	 (أ ف ب)
فارون من عفرين على طريق الأحلام الجبلي الواقع تحت سيطرة النظام شمال حلب أمس (أ ف ب)
كثفت قوات النظام السوري وحليفتها روسيا هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة، موقعة أمس، أكثر من 40 قتيلاً، تزامناً مع استمرار تدفق المدنيين إلى مناطق سيطرتها غداة نزوح جماعي هو الأكبر منذ بدء التصعيد العسكري.
تزامناً مع استمرار خروج مئات المدنيين من جيب تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ عام 2013، استهدفت غارات روسية كثيفة بلدتي كفربطنا وسقبا وأسفرت عن مقتل نحو 65 مدنياً على الأقل وإصابة نحو مئة آخرين.

وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إلى «تفحم جثث القتلى في كفربطنا»، مرجحاً استخدام «مواد حارقة» في القصف، الذي استهدف شارعاً تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج.

وتمكنت قوات النظام بعد غارات عنيفة، أمس الأول، من السيطرة على بلدة حمورية، التي تدفق منها آلاف النازحين، إلا أن مقاتلي «فيلق الرحمن» و»هيئة تحرير الشام» شنوا هجوماً مضاداً وتمكنوا من ليلاً من استعادة السيطرة على البلدة بشكل شبه كامل، بحسب المرصد.

خروج المدنيين

وقدر المرصد أعداد الفارين أمس بين 400 و500 مدني كانوا مختبئين داخل أقبية في بلدة حمورية. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» من جهتها «خروج المئات من المدنيين المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية عبر ممر حمورية».

وخرج أمس الأول، نحو عشرين ألفاً من جنوب الغوطة وتحديداً من حمورية والبلدات المجاورة لها إثر تقدم قوات النظام ميدانياً وإعلانها عن فتح ممر آمن إلى مناطق سيطرتها.

وفي حين أمضى عدد كبير من المدنيين ليلتهم في العراء بعد وصولهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام، التي لم تكن تتوقع خروج هذا العدد الكبير، أكد القائد الروسي الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين مغادرة 4127 الغوطة أمس، أكثرهم من كبار السن والنساء والأطفال.

معركة عفرين

وفي إطار عملية «غصن الزيتون» المستمرة منذ 20 يناير بدعم من فصائل سورية، ضد وحدات حماية الشعب الكردية، أكد المرصد مقتل 18 مدنياً أمس، بينهم خمسة أطفال في قصف مدفعي للقوات التركية، أثناء محاولتهم النزوح من عفرين، مشيراً إلى «معارك تدور على حدود المدينة الشمالية» .

وبعد ليلة من القصف المكثف دفعت الآلاف إلى النزوح، ألقى الجيش التركي منشورات على عفرين بالعربية والكردية أمس، تطالب وحدات حماية الشعب بالاستسلام و»الثقة في عدالة» أنقرة.

بدوره، طالب الرئيس رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بسحب الأكراد من شرق نهر الفرات إذا كانت تريد التعاون، مؤكداً أنه منفتح على كل عروض التعاون فيما يتعلق بمدينة منبج. لكنه قال إنه غير متأكد من النهج، الذي سيسلكه وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو في هذا الشأن.

حماية الإرهابيين

وفيما تستمر المعارك الدموية على جبهات عدة، عقد وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو وإيران محمد جواد ظريف محادثات في أستانة.

وفي ختام محادثات، التي أعلن فيه «محور أستانة»، في بيان مشترك، أنه لا حل عسكرياً للأزمة مع مواصلة المساعي لتعزيز وقف إطلاق النار وكذلك تشكيل لجنة الدستور، اتهم لافروف الغرب بالسعي إلى «الحفاظ على القدرات العسكرية للارهابيين» في سورية، مشيراً خصوصاً إلى «جبهة النصرة سابقاً»، التي اتهمها «بالقيام بدور الجهة الاستفزازية في سيناريوهات اللاعبين الجيوسياسيين الغربيين».

وبعد المحادثات، التي عقدت في غياب مراقبين أو مشاركين عن سورية ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، وعدت الدول الثلاث الضامنة لاتفاق خفض التصعيد الموقع في مايو الماضي، في بيانها الختامي، بالاستمرار في «تصفية النصرة» والمجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة.

فظائع الأسد

في المقابل، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن روسيا «شريكة في فظائع» الرئيس بشار الأسد لقرارها «عمداً» انتهاك شروط وقف إطلاق النار في الغوطة.

وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون» دانا وايت للصحافيين، «إن الروس اختاروا عمداً عدم كبح جماح نظام الأسد. بالتالي فإن المجزرة في الغوطة الشرقية مستمرة. إن روسيا متورطة أخلاقياً ومسؤولة عن فظائع الأسد»، مضيفة: «نحضّ روسيا على إجبار نظام الأسد على وقف قتل السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات الضرورية إلى أهالي الغوطة الشرقية وغيرهم في أماكن نائية. إننا ندعم جهود دبلوماسيينا في التوصل لحل للنزاع ضمن عملية جنيف المدعومة من الأمم المتحدة».

ردّ قاسٍ

من جهته، قال مستشار الأمن القومي هربرت ريموند مكماستر «يجب على جميع الدول المتحضرة تحميل إيران وروسيا المسؤولية عن دورهما في تسهيل وقوع الفظائع وإدامة المعاناة الإنسانية في سورية»، مشدداً على ضرورة أن ترد جميع الدول «بشكل أكثر قسوة من مجرد إصدار بيانات قوية».

وأضاف مكماستر، في متحف المحرقة في واشنطن، «حان الوقت لفرض عقوبات سياسية واقتصادية خطيرة على موسكو وطهران»، معتبراً أن «الأسد يجب ألا يفلت من العقاب على جرائمه، وكذلك رعاته».

عملية منفردة

وفي حين اعتبر وزير الخارجية الروسي أن تهديدات الولايات المتحدة لسورية غير مقبولة، وأن موسكو نبهت واشنطن إلى ذلك عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، أكد رئيس أركان الجيش الفرنسي فرانسوا ليكوانتر القدرة على القيام بعملية في سورية بشكل منفرد، موضحاً أن الرئيسة إيمانويل ماكرون ما كان سيقول «فرنسا ستتصرف على الفور إذا استخدمت دمشق أسلحة كيماوية»، إن لم يكن لدينا الوسائل للقيام بذلك.

استمرار فرار المدنيين و«البنتاغون» تندد بفظائع موسكو
back to top