ترامب يقترح تسليح بعض المعلمين في المدارس بشكل خفيّ

• أسلحة في منزل طالب هدّد مدرسته
• اليمين المتطرف يهاجم ناجين من «مجزرة فلوريدا»

نشر في 23-02-2018
آخر تحديث 23-02-2018 | 00:02
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث بين مارجوري ستونيمان دوغلاس الثانوية الناجين من إطلاق النار والطلاب جوناثان بلانك وجوليا كوردوفر وكارسون أبت،
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث بين مارجوري ستونيمان دوغلاس الثانوية الناجين من إطلاق النار والطلاب جوناثان بلانك وجوليا كوردوفر وكارسون أبت،
تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إزاء شهادات مؤثرة لناجين من إطلاق نار أوقع 17 قتيلاً في مدرسة ثانوية بفلوريدا الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات "قوية" من أجل التحقق من السوابق الإجرامية والوضع العقلي للراغبين في شراء أسلحة، مشيراً إلى إمكان تسليح بعض المدرسين، ومعتبراً أن "تسليح معلمي المدارس قد يساعد على منع وقوع مجازر" كتلك التي وقعت في فلوريدا.
بعد أسبوع على المجزرة في ثانوية باركلاند بفلوريدا، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ناجين في البيت الأبيض، وأبدى انفتاحا على كل الاحتمالات، لكنه في موقع دقيق، فقد تعهد خلال حملته الانتخابية لـ «الجمعية الوطنية للبنادق» بأن لها «صديقا فعليا في البيت الأبيض».

وجلس ترامب منصتا باهتمام إلى طلاب جلسوا عن يمينه ويساره في إحدى قاعات البيت الأبيض، وبكى بعضهم وناشدوا إحداث تغيير.

وروى أهالي وطلاب من مدارس عدة شهدت إطلاق نار بالتوالي شهاداتهم، وقد جلسوا في شكل دائرة حول ترامب.

واقترح الرئيس تسليح بعض المدرسين بشكل خفي، على أن يجروا تدريبا خاصا مسبقا، لكن من دون أن يعلن قرارا حاسما حول هذه المسألة المثيرة للجدل، مضيفا أن «الأمر ينطبق بالطبع على الأساتذة الذين يعرفون التعامل مع الأسلحة».

وأقر ترامب بأن الفكرة ستثير الجدل، لكنه قال: «لو كان لدينا معلم يجيد استخدام الأسلحة النارية، لتمكن من إنهاء الهجوم سريعا»، وذلك بعد تصويت برفع الأيدي بين الحاضرين أيده نصفهم وعارضه النصف الآخر.

وصرح ترامب: «سنمضي بقوة من أجل التحقق من السوابق». كما طلبت منه طالبة من ثانوية باركلاند (فلوريدا) تدعى جوليا كوردوفر بـ «اتخاذ القرارات الجيدة» لمنع تكرار مثل هذه المأساة.

وانتقد ترامب مبدأ المدارس التي تحظر أي سلاح ناري، إذ اعتبر أنها تجتذب «المهووسين» الذين نعتهم بـ «الجبناء»، وقال إنهم يبحثون عن أهداف لا يواجهون فيها خطر أن يتعرضوا لإطلاق نار دفاعا عن النفس.

وضم الاجتماع 6 من طلاب مدرسة «مارغوري ستونمان دوغلاس» الثانوية في باركلاند بفلوريدا، حيث قتل مسلح يحمل بندقية نصف آلية 17 تلميذا ومعلما يوم 14 الجاري.

وأغرقت شهادة اندرو بولاك الذي قتلت ابنته ميدو (18 عاما) في إطلاق النار قبل اسبوع، القاعة في صمت تام. وقال بولاك: «لن أرى ابنتي الرائعة أبدا بعد اليوم. فهي لم تعد هنا، إنها في نورث لودردايل في مقبرة الملك داوود».

وقال سام زيف (18 عاما) وهو يبكي بعدما وصف كيف كان يبعث برسائل لذويه أثناء إطلاق النار في فلوريدا: «لا أفهم لماذا لا يزال بالإمكان الذهاب إلى متجر وشراء سلاح من أسلحة الحرب».

وأضاف: «أرجوكم أرجوكم لا تسمحوا بتكرار هذا أبدا».

وقال ترامب إن إدارته ستركز على مراجعة خلفيات مشتري الأسلحة وصحتهم العقلية في مسعى لجعل المدارس أكثر أمنا.

وأضاف: «سنتخذ موقفا صارما جدا فيما يتعلق بمراجعة الخلفيات، ونحن نجري مراجعة صارمة جدا للخلفيات، ونركز بقوة بالغة على الصحة العقلية».

وقبل اجتماع ترامب شارك طلاب في احتجاجات متفرقة في أنحاء الولايات المتحدة، منها مسيرة شارك فيها المئات وانطلقت من ضواحي واشنطن إلى البيت الأبيض.

وقالت أليسون زادرافيك (15 عاما) الطالبة في مدرسة «نورثوود» الثانوية في سيلفر سبرينغ بولاية ماريلاند: «جئت إلى هنا لأنني لا أشعر بأمان في مدرستي».

أسلحة في منزل مراهق

عثرت شرطة كاليفورنيا على عدد من الأسلحة بينها بنادق نصف آلية في منزل مراهق كان توعد في وقت سابق بأن يجعل من مدرسته الثانوية هدفا له، وفق ما أعلن الشريف في مقاطعة لوس أنجلس جيم ماكدونيل.

واعتقلت الشرطة الشاب (17 عاماً) الذي كان أطلق تهديده هذا أثناء شجار دار الجمعة الماضي، بينه وبين أحد أساتذته، بعد يومين من هجوم باركلاند.

وقال ماكدونيل إن عناصر الشرطة عثروا في منزل المراهق في ضواحي لوس أنجلس على بنادق هجومية من نوع البندقية نفسها التي استخدمت في هجوم فلوريدا، إضافة الى مسدسين ونحو 90 ذخيرة.

هجمات اليمين

وبعد إطلاق النار في مدرسة باركلاند، بات الناجون مثل ديفيد هوغ وايما غونزاليس، وجوها بارزة للنضال من أجل ضبط الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة، وأهدافا لأتباع اليمين المتطرف ونظريات المؤامرة الذين يصورونهم كدمى لليسار السياسي.

فوسط مناخ انقسام شديد يسارع فيه الأنصار الأكثر حماسة ترامب الى التنديد بـ «الأخبار الكاذبة»، ما كاد التلامذة يطالبون بالتحرك للحد من عمليات إطلاق النار الجماعية حتى بدأت النظريات الجامحة تجول الفضاء الافتراضي لليمين المتطرف.

ويتصدر هذه الحملة موقعا «إنفو وارز» و«ذا غيتوي بَنديت» المعروفان بنقل نظريات زائفة، وأبرزها إن إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في 2012 الذي قتل فيه 26 تلميذا وأستاذا ليس إلا خدعة.

واستهدفت بعض الهجمات الأكثر شراسة ديفيد هوغ، التلميذ الصحافي، وأحد أبرز وجوه الحركة، وايما غونزاليس التي انتقدت ترامب على علاقاته بـ «الرابطة الوطنية لحملة السلاح» النافذة في كلمة مؤثرة نقلتها التلفزيونات في نهاية الأسبوع.

وقال «إنفو وارز» إن التلميذين تلقنا أقوالهما من شبكة سي إن إن التي يهاجمها اليمين الأميركي باستمرار ويتهمها بالانحياز الى الليبرالية. وفسر ارتياحهما أمام الكاميرات كإثبات على انهما من «ممثلي الأزمات» (يلعبون أدوارا في تدريب على سيناريو أزمة) ويعملان لمصلحة اليسار المتشدد.

وشكل تسجيل فيديو على يوتيوب يعرض هذه النظرية المادة الأكثر انتشارا على الموقع اليميني، متجاوزا 200 ألف تصفح قبل إزالته. كما سرت معلومات مشابهة في شبكات التواصل تحت وسوم مغزاها أن الهجوم أكذوبة، مما أثار دعوات فورية لإغلاق تلك الحسابات.

مع ذلك أفاد الناجي الآخر من هجوم باركلاند كاميرون كاسكي، التلميذ الذي أطلق الشعار الجامع للحركة «كي لا تتكرر أبدا»، أنه علّق حسابه الأربعاء في موقع فيسبوك، بعد تلقي تهديدات بالقتل من مناصرين شرسين لرابطة حملة السلاح.

back to top