واشنطن تقترح حواراً سرياً مع طهران

عرض قدمه وسطاء واقتصر على ملف مزدوجي الجنسية قبل اتساعه ليشمل كل الخلافات\
• «الأعلى للأمن القومي» الإيراني بحث المقترح واشترط تنفيذ الاتفاق النووي كاملاً
• إيران منزعجة من سياسة «العصا والجزرة» وتدعو ترامب إلى حسم أمره

نشر في 21-02-2018
آخر تحديث 21-02-2018 | 00:15
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الرئيس الإيراني حسن روحاني
أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الولايات المتحدة عرضت أخيراً على طهران، إجراء مباحثات مباشرة، على غرار ما حصل في أواخر عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وانتهى بالاتفاق النووي.

وقال المصدر لـ «الجريدة» إن الأميركيين عرضوا أن تكون مسقط أو جنيف مكاناً لهذه المباحثات، مضيفاً: «في البداية كان العرض الأميركي متعلقاً فقط بإجراء محادثات بشأن السجناء الأميركيين المزدوجي الجنسية في إيران، لكن الأميركيين، فيما بعد، طوروا العرض، واقترحوا، من خلال وسطاء، بحث جميع الخلافات، بشرط أن تبقى المحادثات سرية».

وأضاف أن «طهران ردت على الاقتراحين بأن الثقة بالجانب الأميركي مفقودة، خصوصاً بعد موقف الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي، ونكثه بتعهدات بلاده في الاتفاق، وعليه فإن أي اتصال أو اجتماع مباشر بين الطرفين مرهون بتنفيذ الولايات المتحدة للاتفاق النووي بشكل كامل»، لافتاً إلى أن إيران طلبت أن ينهي ترامب لعبة «العصا والجزرة» في موضوع الاتفاق النووي، و«يحزم أمره، إذا كان يريد أن يركب الحصان أو ينزل عن ظهره».

وذكر أن «جميع الأطياف السياسية في المجلس الأعلى للأمن القومي كانت معارضة لأي اتصال مباشر مع الحكومة الأميركية في الظروف الحالية، ولو كانت الولايات المتحدة نفذت الاتفاق النووي لدفعت بعض الاتجاهات السياسية الإيرانية باتجاه استمرار الاتصالات بين الجانبين حتى حل جميع الخلافات».

وأضاف المصدر أن الاتجاه المؤيد لإبقاء الاتصال مع واشنطن تراجع اليوم إلى حده الأدنى، وبات يعتبر أن إيران يجب أن تصمد، وتنتظر حدوث تغيير في الولايات المتحدة.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كشف قبل أيام أن بلاده مستعدة لمناقشة ما أسماه «أموراً أخرى» في حال نفذت واشنطن الاتفاق النووي.

وتطالب إدارة ترامب بتعديل الاتفاق النووي، لتحسين بنود متعلقة بمراقبة النشاطات الإيرانية النووية، بالإضافة إلى أخذ ضمانات من طهران بشأن أنشطتها الإقليمية التي ترى واشنطن أنها مضرة بمصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في الشرق الأوسط، فضلاً عن فرض رقابة على البرنامج البالستي الإيراني الذي يهدد قواعد أميركية في المنطقة، وأيضاً إسرائيل وأوروبا.

وتمارس واشنطن ضغوطاً قوية على طهران، إذ وضعت استراتيجية شاملة لتحجيم نفوذها الإقليمي، في وقت تشهد إيران خلافات غير مسبوقة بين أركان النظام، مع خروج آلاف المواطنين إلى الشوارع بسبب سوء الأحوال المعيشية الذي تتقاذف أجنحة النظام المسؤولية عنه.

back to top