الأسد يتسلم عفرين من الأكراد اليوم وترقب لموقف أنقرة

• ماتيس: من دفع مرتزقة روسيا لمهاجمتنا؟
• الغوطة تترقب نجاح الوساطة الروسية أو الحسم العسكري

نشر في 19-02-2018
آخر تحديث 19-02-2018 | 00:03
تلاميذ يعودون إلى مدارسهم في دمشق القديمة أمس  (أ ف ب)
تلاميذ يعودون إلى مدارسهم في دمشق القديمة أمس (أ ف ب)
بصيغة اتهامية لموسكو، تساءل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عمن دفع المرتزقة الروس لقيادة الهجوم الكبير لحلفاء الرئيس السوري بشار الأسد على القوات الأميركية وحلفائها الأكراد في دير الزور، مؤكداً أن عدداً بهذا الحجم والعتاد لا يمكن أن يبادر من تلقاء نفسه إلى عبور الفرات والاشتباك على أرضٍ عدوّة.
مع تجنبه تحميل موسكو المسؤولية المباشرة، شكك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في إقدام المئات من المرتزقة الروس، مدعومين بميلشات إيران والرئيس بشار الأسد على مهاجمة مواقع قواته المنتشرة مع شركائها في سورية الديمقراطية (قسد) بدير الزور، في السابع من فبراير، من تلقاء نفسها، معلناً عن إجراء تحقيق لكشف ملابسات العملية.

وقال ماتيس، خلال عودته من زيارة لأوروبا استغرقت أسبوعاً: "أشك بأن يحسم 250 و300 شخص بمبادرة منهم، عبور النهر فجأة والانتقال لأرض عدوة، ومباشرة إطلاق نيران المدفعية على أحد المواقع وتحريك دبابات باتجاهه"، مضيفاً: "هناك من أعطاهم أوامر. هل كانت محلية؟ هل كانت من مصادر خارجية؟ أرجو ألا تلحوا علي بالسؤال! فلا أعرف، ومهما يكن من أمر فسنحاول كشف ملابساته".

وأشار الجنرال السابق في قوات "المارينز" إلى أن "الحكومة الروسية أقرت بأن بعض المتعاقدين معها متورطون في هذا الهجوم الذي لا يزال غير مفهوم، ويبدو أنه حصل من دون علم الضباط الروس الذين ننسق معهم عبر خط الاتصال" في منطقة خفض التوتر.

ورداً على استهدف قاعدة "قسد" أثناء وجود مجموعة من قوات التحالف بداخلها، شنّ سلاح الجو الأميركي في 7 فبراير ضربات جوية عنيفة قتلت ما لا يقل عن 200 مقاتل أغلبهم مرتزقة روس متعاقدون مع شركة عسكرية ويقاتلون إلى جانب النظام في منطقة دير الزور.

مفاوضات حاسمة

وعلى الأرض، خيّم هدوء تام على جبهة ​غوطة دمشق​ الشرقية، وسط أنباء عن مفاوضات ماراثونية للتوصل إلى تسوية برعاية روسية، تزامنت مع وصول حشود النظام إلى مشارف المنطقة لتنفيذ عملية عسكرية حاسمة في حال فشلت المصالحة.

ووفق منشور للقيادة الروسية في قاعدة حميميم​ على "فيسبوك" فإنها "ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على النصرة الإرهابية في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك".

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المباحثات تجري في ظل وجود حشود مستمرة في محيط الغوطة المحاصرة من قبل قوات النظام وحلفائها بغية تنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف للسيطرة عليها.

وبعد إغلاقها لأيام عدة بسبب التصعيد العسكري المستمر من الأسبوع الثاني من شهر فبراير، فتحت المدارس أبوابها، أمس، وعاد المشهد في دمشق القديمة إلى ما كان عليه.

النظام وعفرين

وبينما استبعد المتحدث باسم البيت الأبيض مايكل أنطون استخدام تركيا أسلحة كيماوية في عملية "غضن الزيتون" المستمرة منذ 20 يناير، توصلت وحدات حماية الشعب الكردية إلى اتفاق لتسليم عفرين إلى دمشق اليوم.

وأوضح القيادي في حزب "الوحدة الديمقراطي" الكردي، المنضوي تحت مظلة الإدارة الذاتية، شيخو بلو، أنّ "الجيش السوري سيدخل إلى عفرين غداً لحمايتها والدفاع عنها".

وفي وقت سابق، أعلن المستشار الإعلامي لوحدات الحماية بعفرين ​ريزان حدو​ أنّ "المباحثات بين الإدارة الذاتية ودمشق بشأن عفرين مستمرّة، وسنعلن عن نتائجها حال التوصّل إلى اتفاق".

وأعلنت الوحدات مقتل 3 أجانب قاتلوا في صفوفها خلال المعارك المستمرة ضد القوات التركية و"داعش"، موضحة أن الفرنسي أوليفييه فرنسوا جان لو كلانش (41 عاماً) والإسباني سامويل برادا ليون (25 عاماً) قتلا في جبهة جنديريس شمال عفرين يوم 10 فبراير، والهولندي شورد هيغر، قتل في 12 فبراير في محافظة دير الزور.

ولليوم الخامس على التوالي، استمرت الاشتباكات العنيفة في مخيم اليرموك، حيث تسعى فلول تنظيم "داعش" إلى قضم المنطقة الواقعة جنوبي دمشق وتوسيع سيطرتها على حساب "جبهة النصرة"، الفرع السابق لتنظيم القاعدة.

وغداة اجتياحه معقل الجبهة بمنطقة مشروع الوسيم بالكامل، تمكن "داعش" من التقدم وفرض السيطرة على مناطق جديدة داخل اليرموك، مع تجهيزه سيارات مفخخة لاقتحام بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة غرب الحجر الأسود، ومحاولته الوصول للمستشفى الياباني القريب من دوار فلسطين.

وفي القنيطرة، تشهد مدينة البعث تحركات مكثفة للنظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني تحديداً، وسط معلومات عن تحضيرات لعملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف عدداً من بلدات ريف المحافظة الأوسط وريف درعا الشمالي، وصولاً إلى تل الحارة الاستراتيجي، وإطباق الحصار على الريف الشمالي.

ووفق موقع "أورينت"، فإن مليشيا "حزب الله" تسيّر دوريات بشكل شبه يومي بين البعث وتلتي الشعار وكروم، وتقوم بعمليات استطلاع مكثفة من أعلى هاتين التلتين المطلتين على بلدات مسحرة – ممتنة - أم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط.

back to top