عفرين تشهد أعنف مواجهات... والأكراد يعلنون النفير

● «غصن الزيتون» تشمل الحسكة
● واشنطن تطالب بضبط النفس ومنبج خط أحمر
● خليل: مؤتمر سوتشي بلا معنى
● مجلس الأمن يلتزم الصمت
● أنقرة تتفادى أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية

نشر في 24-01-2018
آخر تحديث 24-01-2018 | 00:04
تجمع لجنود أتراك في منطقة جبل برسايا شمال مدينة أعزاز أمس  (أ ف ب)
تجمع لجنود أتراك في منطقة جبل برسايا شمال مدينة أعزاز أمس (أ ف ب)
مع تواصل المواجهات لليوم الرابع بين القوات التركية وفصائل الجيش الحر ووحدات حماية الشعب في ريف حلب الشمالي، دعت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية إلى "النفير العام" دفاعاً عن عفرين، على وقع دعوات أميركية وفرنسية لأنقرة بضبط النفس.
وسط محاولات لتحقيق تقدم ملموس في اليوم الرابع من عملية «غصن الزيتون»، تسعى القوات التركية مدعومة بفصائل الجيش الحر إلى السيطرة على قرى حدودية تتيح لها التوغل إلى عمق منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، حيث لاقت مقاومة شديدة من وحدات حماية الشعب الكردية.

ومع استمرار عمليات القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات التركية على أماكن في منطقة عفرين وتحليق للطائرات في أجوائها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية أمس حالة «النفير العام».

وفي بيان صادر عن إقليم الجزيرة (محافظة الحسكة): «نعلن النفير العام، وندعو كل أبناء شعبنا الأبي إلى الدفاع عن عفرين وكرامتها»، في خطوة أوضح متحدث كردي أنها تعني «دعوة كل الأكراد في سورية إلى حمل السلاح» دفاعاً عن عفرين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وثق مقتل 25 مقاتلا وجندي تركي، إلى جانب 26 كردياً و24 مدنياً، بوقوع أعنف مواجهات منذ بدء عملية «غصن الزيتون» على محاور في راجو وحمام وباليا وقرنة، ومحاور أخرى في ناحية جنديرس ومحيط هضبة برصايا وقسطل جندو على الحدود الشمالية لعفرين مع تركيا وعلى الحدود الغربية مع لواء إسكندرون.

كرّ وفرّ

وقال ناشطون سوريون إن الوحدات نفذت هجوماً مضاداً، استعادت خلاله هضبة برصايا الاستراتيجية عقب ساعات من سيطرة القوات التركية والفصائل عليها، إضافة إلى قرية قرنة بناحية بلبلة، بحسب وكالة «هاوار».

وفي إشارة إلى توسيع نطاق عملية «غصن الزيتون» لتشمل الحسكة، لفت المرصد إلى أن القوات التركية استهدفت منطقة الهلالية في أطراف مدينة القامشلي الحدودية بالقذائف، أعقبها إطلاق نار من الوحدات، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية.

وبينما أكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب نوري محمو أن 3 أشخاص قتلوا في قصف المدفعية التركية لبلدة رأس العين، أشار المتحدث باسم ​الرئاسة التركية​، ​إبراهيم كالن​، إلى أن «عناصر ​الجيش الحر​ مدعومة بالقوات المسلحة التركية تواصل تقدمها بشكل آمن في ​عفرين​«، موضحاً أن «عملياتنا ستستمر حتى تطهير المنطقة تماما من المنظمة الإرهابية الانفصالية، وعودة أصحاب ​سورية​ الأصليين، الذين نستضيف منهم نحو 3.5 ملايين، بأمان إلى منازلهم».

بدوره، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بنزوح أكثر من 126 ألف نسمة عن عفرين منذ انطلاق «غصن الزيتون» وأن أكثر من 300 ألف نسمة مهددون بالنزوح، مشيرا إلى اتصالات لحلحلة الأوضاع في المنطقة، لأن 60 في المئة من أهالي عفرين بحاجة إلى المساعدات اللازمة».

ضبط النفس

وذكرت وكالة «الأناضول» أن قادة عسكريين أتراكا أطلعوا الرئيس رجب طيب إردوغان على آخر تطورات «غصن الزيتون»، مؤكدين أن «العملية تسير بالشكل المخطط له، وأن المعنويات في أعلى مستوى لها».

وتواصل الرئيس التركي مع قائد الجيش الثاني، الفريق أول إسماعيل متين، المسؤول عن إدارة «غصن الزيتون»، وأُحيط علما بآخر المعلومات، كما تحدث مع عدد من الجنرالات أثناء أداء عملهم في مركز العملية برئاسة هيئة الأركان، ومركزها في قيادة القوات البرية. وتزامناً، مع وصول وفد أميركي برئاسة نائب وكيل ​وزارة الخارجية الأميركية​ جوناثان كوهين إلى أنقرة​ لإجراء محادثات مع مسؤولين بوزارة الخارجية ورئاسة الأركان حول الوضع في ​سورية​ والتعاون القضائي، دعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، تركيا إلى «ضبط النفس» في هجومها على عفرين.

وقال ماتيس، للصحافيين المرافقين له في جاكرتا خلال جولته بآسيا، إن «العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة كانت حتى الآن مستقرة نسبياً من سورية، إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها».

وشدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أن بلاده تسعى إلى تفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها في شمال سورية، ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.

معركة منبج

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن واشنطن تجري مناقشات مع أنقرة و»بعض القوات على الأرض» في شمال سورية لإنشاء منطقة آمنة لتهدئة المخاوف الأمنية لتركيا، مشيرا إلى حقها في الدفاع عن النفس في مواجهة عبور الإرهابيين الحدود وتنفيذ هجمات.

ووفق مسؤولين أميركيين، فإن السؤال الرئيس لواشنطن هو هل ستواصل أنقرة التقدم من عفرين إلى منبج؟ حيث توجد قوات أميركية وحلفاؤها في قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، مشيرين إلى احتمال نشوب صراع بين عضوي حلف شمال الأطلسي.

واعتبر المسؤولون أمس الأول أن منع إردوغان من تنفيذ تهديد بطرد «قسد» من منبج أمر محوري بالنسبة إلى واشنطن، مشيرين إلى أن هذه المدينة «حررها التحالف الدولي، وهذا سينظر إليه بشكل مختلف إذا ما بدأت تركيا التحرك في ذلك الاتجاه».

مجلس الأمن

إلى ذلك، أنهى مجلس الأمن، أمس الأول، جلسة عقدها لبحث الهجوم التركي على عفرين، من دون أن يصدر إدانة أو إعلانا مشتركا.

وفي ختام جلسة مشاورات عاجلة عقدت بطلب من باريس، عبّر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر بحذر عن «قلق عميق حيال الوضع وسط التصعيد المستمر»، مشيرا إلى «الوضع الإنساني المأساوي الناجم عن عمليات النظام السوري وحلفائه» بخاصة في إدلب والغوطة الشرقية.

ومرة جديدة، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أمس، نظيره التركي أوغلو بأنه «رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، فإنه لا يسعنا سوى أن ندعوها إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بهذا الأمر».

سياسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس دعوته «كافة اللاعبين الرئيسين، الإقليميين والدوليين» بينهم الأكراد، بالرغم من تحفظات تركيا، إلى المشاركة بمؤتمر سوتشي 30 يناير، الذي أكد رئيس وفد هيئة المفاوضات نصر الحريري أن المعارضة لم تتخذ «قرارا نهائيا» بشأنه، وطلب إيضاحات إضافية حوله.

وفي حين اتهم لافروف واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الأكراد وتجاهلها الطبيعة «الحساسة» للمسألة، شدد الرئيس المشارك لحركة «المجتمع الديمقراطي»، ألدار خليل، على أن أكراد سورية لن يحضروا مؤتمر سوتشي، لأنه أصبح «بلا معنى»، بسبب التواطؤ الروسي مع تركيا في هجومها على منطقة عفرين.

وقال خليل، الذي يعتبر واحداً من أكثر الساسة الأكراد نفوذا، إنه رغم دعوة مسؤولين أكراد في وقت سابق للمشاركة في الاستعدادات لسوتشي، فإنهم لم يتلقوا بعد ذلك أي دعوة رسمية أو يحصلوا على تفاصيل بشأن المؤتمر.

إردوغان يتابع تطورات المعركة والأمم المتحدة تؤكد نزوح عشرات الآلاف
back to top