الخصوبة... كيف تتحكّمين في ساعتك البيولوجية؟

نشر في 10-01-2018
آخر تحديث 10-01-2018 | 00:00
No Image Caption
تتعدّد العوامل التي باتت تؤخّر تجربة الحمل والإنجاب في المجتمعات المعاصرة من بينها الدراسة المطوّلة، وتطوير الحياة المهنية، وصعوبة إيجاد الزوج المناسب، وهشاشة الحياة الزوجية، فضلاً عن زيادة متوسط العمر المتوقع.
تظنّ نساء كثيرات أنهن يستطعن إنجاب الأولاد حين يرغبن في ذلك ويتناسَيْنَ تأثير ساعتهن البيولوجية على هذه الخطة. لذا يدعو الخبراء كل امرأة إلى عدم الانتظار طويلاً قبل الحمل!

البعض لن يحمل يوماً

دقّ خبراء الخصوبة ناقوس الخطر وحذروا من ضعف الخصوبة بدءاً من عمر الخامسة والثلاثين. يتسارع هذا التراجع بعد عمر السابعة والثلاثين، لذا تشعر النساء بخيبة كبيرة حين يكتشفن أن الحمل ليس سهلاً في مراحل حياتهن كافة لأن البويضات تبدأ بمسار شيخوختها قبل انقطاع الطمث. كشفت دراسة فرنسية أن 82 امرأة من أصل مئة حَمَلْنَ طبيعياً خلال ثلاث سنوات وحملت أربع نساء منهن بمساعدة طبية بينما بقيت 14 امرأة بلا أطفال. في عمر الأربعين، نجحت امرأتان أو ثلاث من تلك المجموعة في الحمل.

تجهل النساء المتعلّمات وصاحبات الشهادات الجامعية هذه الحقائق أو ينكرن الواقع! تكثر الأفكار الشائعة عن سهولة الحمل في أي لحظة يقررها الزوجان. يجب أن تفهم المرأة أيضاً أن وسائل الإنجاب بمساعدة طبية (تلقيح اصطناعي، حقن الحيوانات المنوية...) لا تستطيع تحقيق المستحيل في الحالات كافة لأنها لا تعوّض للأسف عن تراجع الخصوبة المرتبط بالسن حتى لو تلقّت المرأة بويضات من واهبة شابة!

قبل عمر الخامسة والثلاثين، تبلغ نسبة نجاح التلقيح الاصطناعي 35%، لكنها تتراجع إلى 15% في عمر الأربعين وتقتصر على 5% في عمر الثانية والأربعين.

عواقب صحية بارزة

مع التقدّم في السن، يشيخ الرحم ولا تتلقى الأنسجة فيه الكمية نفسها من الدم ولا يمكن تغيير هذا الوضع بأي وسيلة. حتى عمر الأربعين، يمكن أن يسير الحمل على ما يرام رغم زيادة المخاطر المطروحة على الأم وطفلها بدرجة بسيطة. لكن في عمر الخامسة والأربعين، يلاحظ أطباء التوليد زيادة بارزة في المضاعفات المحتملة، من بينها ارتفاع الضغط الذي قد يؤدي إلى تسمم الحمل أو سكري الحمل أو ولادة قيصرية. كذلك يرتفع احتمال وفاة الأم عند الولادة. يصبح الطفل من جهته أكثر عرضة للولادة المبكرة أو الموت عند الولادة.

يزداد احتمال موت الأم بعد عمر الخامسة والأربعين بخمس عشرة مرة مقارنةً بأمٍ في العشرين من عمرها! وفي عمر الخمسين وما فوق، يطرح الحمل مخاطر كبرى وتزداد المضاعفات المتوقعة ويصبح الإنجاب في هذه المرحلة خياراً جنونياً.

إذا قررتِ في مطلق الأحوال إنجاب طفل مع اقترابك من عمر الأربعين ولم تحملي سريعاً، استشيري الطبيب بعد ستة أشهر من العلاقات لمعرفة الخيارات المتاحة أمامك.

حتى عمر الأربعين يمكن أن يسير الحمل على ما يرام رغم زيادة المخاطر
back to top