مشروعات للمباهاة

نشر في 25-12-2017
آخر تحديث 25-12-2017 | 00:10
 علي البداح مشروعات مثل بناء مدينة الحرير ومدينة الذهب وأي مشروعات للمباهاة والتنافس مع دبي والدوحة وغيرها لا دخل لها بأمان المواطن الكويتي وضمان مستقبله، بل إنها قد تصبح وبالاً على المواطن الكويتي لتكلفتها الهائلة وللاضطرار لمضاعفة السكان بجلب المزيد من العمالة الوافدة لتشغيل هذه المدن وإشغال بناياتها حتى نصل إلى 5% من عدد السكان.

العروض التي قدمت جميلة وتبدو مثل قصص ألف ليلة وليلة، لكن أحداً لم يقل لنا من أين ستأتي أموال بنائها والميزانية تئن والديون تتراكم؟ وما عائد هذه المدن على الخزانة العامة وعلى المستثمرين إن وجدوا؟ وما ستقدمه لمستقبل الناس الحائرين في مستقبلهم؟ ما حاجتنا لمدينة فارهة وبالقرب منا مدن بنى فيها الكويتيون وامتلكوا الكثير؟ ولماذا نبني "دبي" ثانية؟

إنها العقلية البسيطة التي تسعى إلى التباهي أمام الآخرين، بدأت بدبي ثم لحقتها الدوحة، وها هم يبنون برجا أطول من برج دبي في السعودية، لا شيء غير أننا سنبني برجا أطول ومدينة أجمل، لكن ثم ماذا؟ لا شيء، لنبني ونريهم أن عندنا شيئا أفضل ونغيظهم، ثم نأكل الحجر ونسدد مليارات ذهبت سدى.

كنت أتمنى وما زلت أن يخرج لنا مسؤول بأفكار يساهم فيها كل الكويتيين تخطط لمستقبل البلاد بعد النفط أو حين أفول قيمته، مشروع ضخم نساهم فيه جميعا يوفر لنا دخلا متينا، ويوفر لنا الطاقة والماء وكل عناصر العمل دون استخدام قطرة من النفط، مشروع يستفيد من دخل النفط ما دام موجودا ليعطينا فرصة لحياة كريمة يعمل فيها الجميع في عصر قادم متطور ومتحضر لا علاقة له بالنفط.

الكويت تمتلك أفضل الطاقات البشرية، وعندنا إمكانات هائلة منها ليست عند كل الدول المجاورة لكنها طاقات غير مستغلة، أعتقد أنه حان موعد استغلالها والاستفادة منها في بناء كويت المستقبل، والكويت غنية بالمال، والناس عندهم أموال هائلة مستثمرة في الكثير من الصناعات خارج الكويت، واكتسبنا منها أفكارا عديدة تفيد الكويت، ويستطيع ملاك رأس المال لو وجدوا جدية عند الحكومة أن ينقلوا خبرتهم إلى الكويت وبناء الكثير مما يفيد الكويت ويفيدهم.

وسواء في وسائل الطاقة البديلة أو استخدام تقنيات حديثة في توفير المياه أو بناء صناعات أو بناء زراعة على أسس حديثة باستخدام هذه الوسائل وغيرها فإننا نستطيع بناء الكثير من المشروعات ذات القيمة المالية والاجتماعية، وتؤمن لشعب الكويت وكل ساكن فيها الأمن والأمان.

دول كثيرة سبقتنا إلى التخطيط والبناء لا تملك نصف ما نملك، لكنها اختارت قيادات تعرف ماذا يريد شعبها، وما يفيد وطنها، وفي سنوات قليلة أصبحت تنافس أقوى الاقتصادات في العالم، وتحول شعبها من شعب بدائي فقير إلى شعب يعمل بكل طاقته وبأعلى معدلات الأداء، وباستخدام كل التقنيات الحديثة حتى صارت مضرب الأمثال في الإدارة والصناعة والتجارة وغيرها.

أرجو أن نسمع بقرار إلغاء مشروعات المباهاة والتفكير بجد في مستقبل الكويت.

back to top