«الثقافي الأوزبكي» يمزج بين الموسيقى والمشغولات اليدوية

احتضنته قاعتا العدواني والفنون بهدف مد جسور التواصل مع شعوب العالم

نشر في 18-12-2017
آخر تحديث 18-12-2017 | 00:05
امتزجت الفنون بالمشغولات اليدوية خلال حفل افتتاح الأسبوع الثقافي الأوزبكي في قاعتي الفنون وأحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم.
حرصا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مد جسر التواصل الثقافي مع شعوب العالم المختلفة، أطلقت أنشطة الأسبوع الثقافي الأوزبكي في قاعتي الفنون وأحمد العدواني، بحضور النائب الأول لوزير الثقافة في أوزبكستان، والأمين العام للمجلس علي اليوحه، والأمين المساعد لقطاع الثقافة، محمد العسعوسي، وسفير أوزبكستان، وحشد كبير من السفراء والدبلوماسيين والمهتمين.

شهد حفل الافتتاح عزفا موسيقيا متنوعا صباح أمس. وفي البداية عبّر النائب الأول لوزير الثقافة في أوزبكستان عن سعادته، بالنيابة عن حكومة بلاده، باستضافة أنشطة الأسبوع الثقافي في دولة الكويت لأول مرة، لافتا إلى أن الثقافة والفن يعتبران وسيطين لربط الشعوب مع بعضها البعض، وأن إقامة الأسبوع الثقافي من شأنها أن تساهم في تعزيز علاقات التعاون بين الكويت وأوزبكستان، ومنها مشاركة ممثلي الفن دولة الكويت في الفعاليات الثقافية، ومهرجان «ألحان الشرق» في مدينة سمرقند هو أحد نماذج التعاون بين البلدين، لافتا إلى أن هذا الأسبوع الثقافي هو فرصة للمجتمع الكويتي ليتعرفوا عن كثب على المجتمع الأوزبكستاني من خلال معرض الصور الفوتوغرافية، وما يمتلكه من مهارات في الصناعات اليدوية، وأيضا على الجانب الفني.

من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت، د. هيلة المكيمي: «الكويت تحتضن الأيام الأوزبكستانية في الكويت، وأوزبكستان تعد البلد الرئيس في آسيا الوسطى، خصوصا لأنه يضم المدن التي تشتمل على طريق الحرير الرئيسة ممثلة في بخارى، وسمرقند، وخوارزم، وهذه المدن أخرجت الكثير من العلماء؛ سواء كانت في العلوم الدينية أو العلوم الأخرى، ومن هؤلاء العلماء الفارابي، وابن سينا، والزمخشري، والبخاري، وغيرهم».

وتابعت د. المكيمي، مبينة أننا نحن كمسلمين وعرب نفخر بهذه الإنجازات العظيمة، وهذه المدن التي أنجبت هؤلاء العلماء، مشيرة إلى أن أوزبكستان بدأت تشق طريقها حتى أصبحت بلدا منفتحا، خصوصا مع الرئيس الجديد الذي انتخب في ديسمبر الماضي، لافتة إلى أنها كانت من ضمن المراقبين الدوليين الذين شاركوا في مراقبة الانتخابات، وأن الرئيس الحالي يحمل سياسة خارجية يقوم عنوانها على الانفتاح على دول الجوار، وأيضا التركيز على التعاون الجغرافي، إضافة إلى التركيز على محاربة التطرف، وتعزيز العلاقات الكويتية - الأوزبكستانية، واستخدام الثقافة كأداة من أجل محاربة التطرف والتواصل مع الآخر، موضحة أنهم سعداء باستضافة الأيام الأوزبكستانية في دولة الكويت.

وعلى هامش الافتتاح، قال العسعوسي إن الأسبوع يأتي تنفيذا لاتفاقيات تعاون ثقافي بين الكويت وأوزبكستان، لافتا إلى أن الأسبوع يحتوي على أنشطة وفعاليات مختلفة، و«كل هذ الأنشطة تأتي بهدف تطوير العلاقة الثقافية بين الكويت وأوزبكستان»، ومشيرا إلى «أن مثل هذه الأسابيع الثقافية تعزز آفاق التعاون الثقافي بين البلدين بما يخدم مصلحة شعوب هذه الدول، وأيضا تلك مساحة يمكن التعرف من خلالها على أبعاد العمل الثقافي في أوزبكستان»، مبينا أن «هناك لقاءات فنية تتم بين الفنانين المحترفين من كلتا الدولتين، إضافة إلى التعاون في مجالي الموسيقي والأدب».

أركان المعرض

وبعد الكلمات، جال الضيوف في أركان المعرض الذي تضمن أقساما عدة، ومنها ركن لصور الفوتوغرافية للمصورين الأوزبك البارزين، حيث عكست هذه الصور الجوانب المختلفة لنمط الحياة في أوزبكستان الحديثة.

أما القسم الآخر فتضمن أعمالا لحفر على الخشب، التي تعد من الحرف القديمة التي يشتهر بها الحرفيون الأوزبك. أما قسم التطريز فقد اشتمل على مشغولات طرزت بالخيوط الذهبية، وتظل مدينة بخارى مركزا لحرفة التطريز، حيث يقوم الحرفيون المهرة بزخرفة عدد كبير من الملابس بالخيوط الذهبية مثل الطاقيات والأزياء وغيرها.

أما ركن الخط، فقد شارك فيه الخطاط المشهور في أوزبكستان حبيب الله صالح، الذي قدم نماذج متنوعة من فنون الخط حازت استحسان وإعجاب الحضور.

يذكر أن أنشطة الأسبوع الأوزبكستاني تستمر حتى يوم غد، وتشتمل على ندوة “التعددية والتسامح نموذجا” يقدمها نائب رئيس جامعة طقشند الإسلامية، د. إبراهيم عثمانوف، ومستشار إدارة أوزبكستان عبدالحميد تورسونوف، والعميد المساعد بكلية الآداب د. عبدالهادي العجمي، وتقام في كلية الآداب بجامعة الكويت، وأيضا يقام عرضان لممثلي الفن الموسيقي الأوزبكي في مسرح عبدالحسين عبدالرضا غدا.

المجلس الوطني للثقافة يحتفل بلغة الضاد

قالت الأمانة العامة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إن الاحتفال بيوم اللغة العربية، الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام، يعد مناسبة مهمة لمراجعة الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات المختصة في مجال تعزيز لغة الضاد وانتشارها.

وتاريخياً، فقد أدخلت الأمم المتحدة اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فيها بتاريخ 18 ديسمبر 1973 بموجب قرار الجمعية العامة، إلى جانب لغات أخرى هي الإسبانية، والإنكليزية، والروسية، والصينية، والفرنسية.

ويحتفل العالم العربي بهذا اليوم سنوياً بموجب قرار المجلس الاستشاري لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابع للأمم المتحدة (اليونيسكو)، الذي اتخذ في عام 2012، وهي كانت اعتمدت «لغة الضاد» في مؤتمرها الثالث عام 1948 كلغة ثالثة، إلى جانب الإنكليزية والفرنسية في أي اجتماع يتقرر عقده في بلد عربي.

ويُعَد دور دولة الكويت رئيساً مع حكومات دول الجزائر، والسعودية، ومصر، والعراق، ولبنان، وتونس واليمن في تمكين إدراج اللغة العربية في جدول أعمال المؤتمر العام للمنظمة، وكان ذلك في عام 1974. ويتحدث «العربية» اليوم أكثر من 422 مليون نسمة، وهي لغة القرآن الكريم، وأقدم اللغات السامية، وهي لغة يستخدمها سكان الدول العربية ودول أخرى إسلامية، ويستخدمها المسلمون حول العالم في عبادتهم، ولها تأثير واضح على لغات أخرى كالإسبانية والفارسية والكردية والإنكليزية والفرنسية وغيرها، وتتميز بقدرتها على التعريب وخاصية الترادف والأضداد والمشتركات اللفظية والمجاز والأجناس وفنون اللفظ كالبلاغة والفصاحة.

وللمجلس دور بارز في توسيع خريطة الاهتمام باللغة العربية من خلال نشره وتوزيعه آلاف النسخ من السلاسل الدورية سنوياً كعالم المعرفة، وعالم الفكر، وإبداعات عالمية، والثقافة العالمية، والمسرح العالمي في الدول العربية، وبكلفة مالية زهيدة. كما يؤدي المجلس دوره في إقامة عشرات الورش والفعاليات التي تساهم في غرس اللغة العربية لدى الأطفال والناشئة ودعم أنشطة المجتمع المدني الرديفة التي تعزز ترسيخ الكتابة والمحادثة باللغة العربية. ويأمل المجلس أن تكون هذه المناسبة فرصة لمراجعة التحديات التي تواجهها “لغة الضاد” على المستوى العلمي والتعليمي والثقافي لمواكبة التطور الحاصل في اللغات الأخرى.

back to top