خاص

ماذا قصفت إسرائيل في الشهور الماضية بسورية؟

• الجريدة• تحصل على معلومات حصرية عن «موقع حسياء»
• طهران تبني مصانع سلاح في سورية بغطاء مدني

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:05
المقاتلات الإسرائيلية
المقاتلات الإسرائيلية
قامت "الجريدة" بجمع معلومات من مصادر مطلعة ومن خبراء عسكريين في محاولة لفهم طبيعة الغارات الإسرائيلية على سورية في الشهور الماضية، والأهداف، التي تقصفها، خصوصاً أن الجانب السوري والمعنيين بالأمر لا يفصحون عما تحويه تلك المواقع.

خلال البحث والتحقيق، تبين أن هناك قاسماً مشتركاً لمعظم المواقع التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية في سورية في السنة الأخيرة مع التوقف عند مواقع حسياء وجمرايا والكسوة ومصياف، والجامع بين هذه المواقع أنها مناطق صناعية، تبدو مدنية وتتبع لأشخاص معظمهم من اللبنانيين أمثال عبدالنور شعلان وعبدالكريم علي، لكنها في واقع الأمر مصانع عسكرية إيرانية أقيمت في سورية خلال سنوات الحرب الأهلية المتواصلة منذ 2011.

موقع جمرايا

موقع جمرايا يحوي مركز العلوم (قصفته إسرائيل سابقاً مع بداية الأزمة)، وأيضاً تحيط به مراكز أمنية ومواقع تمويه للإرسال والاستخبارات لإسناد المواقع في جبل قاسيون (التي قصفتها إسرائيل أكثر من مرة).

وفي جمرايا ومحيطها مراكز استقبال وبث للرادار ترى إسرائيل إنها تشوش على طائراتها عند الغارات، وأيضاً هناك مصانع لقطع الصواريخ التي تقوم بتجهيز قواعد الصواريخ أرض ـ جو والتي تطورها إيران ويشرف عليها حزب الله.

وبحسب المصادر، تقوم إسرائيل في الفترة الأخيرة بعملية ضرب تلك المناطق في أماكن مختلفة من سورية لتجعل منصات الدفاعات الجوية "عمياء" باللغة العسكرية، تمهيداً لعمل عسكري كبير فد تقوم به إسرائيل بمشاركة الولايات المتحدة في سورية، بحسب ما تقوله المصادر المختلفة، لأن إسرائيل ترى في التموضع الإيراني في سورية خطراً عليها بعد تموضعها في لبنان.

موقع الكسوة

موقع الكسوة يحوي مراكز إيرانية ومواقع لحزب الله ومستودعات للذخيرة وقطع لتجميع صواريخ إيرانية متطورة، إذ تقوم طهران بإنشاء مصانع ومستودعات في أماكن مختلفة ومتفرقة تصنع وتخزن جزءاً معيناً من المنظومة، التي تصنعها ثم تنقل الأجزاء الى مكان التركيب بحسب الحاجة الميدانية، أي إنها لا تنشئ مصنعاً واحداً يضم كل الأجزاء خشية قصفه وتدمير المنظومة بكاملها.

وحصلت "الجريدة" على معلومات حصرية حول الموقع في حسياء قرب حمص، الذي قصفته إسرائيل بداية شهر نوفمبر الماضي.

المعلومات التي حصلت عليها "الجريدة" تشير إلى أنه في المنطقة الصناعية في حسياء، التي تبعد ثلاثين كيلومتراً إلى الجنوب من حمص أنشطة إيرانية مكثفة. وتؤكد المعلومات أن معملاً لقطع الصواريخ الإيرانية الدقيقة تم إنشاؤه في مصنع للنحاس والمعادن داخل ورشة صناعية يملكها رجل أعمال لبناني مقرب من حزب الله يدعى عبدالنور شعلان، الذي فرضت عليه عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية عام 2015 لارتباطه بأنشطة عسكرية مع حزب الله، لذلك فهو يعمل بحسب المعلومات تحت اسم حركي وهو ياسر محمد.

وخلافاً لمواقع عسكرية بحتة قصفتها إسرائيل، فإن هذا الموقع يقع داخل منطقة صناعية مدنية. ويرى خبراء عسكريون أن هذا الموقع يدل أن إيران بدأت تعتمد في سورية طريقة تمويه برامجها العسكرية، التي تعتمدها داخل إيران، وانها تقوم بتطوير الأسلحة السورية في مواقع شبه مدنية مثل مراكز أبحاث زراعية أو تكنولوجية، تماماً كما فعلت في لبنان إذ أقامت لحزب الله مصانع ومواقع عسكرية في مناطق صناعية بين المدن والقرى اللبنانية.

back to top