استعد رغبتك في تناول الطعام

نشر في 13-12-2017
آخر تحديث 13-12-2017 | 00:00
No Image Caption
يؤدي فقدان الرغبة في تناول الطعام إلى مشاكل صحية كثيرة. ولكن ثمة طرائق عدة تجعل وقت الطعام أكثر متعة.
أتذكر تلك المرحلة حين كنت تتناول كل ما يُقدَّم لك، ما كنت تعتبر عدم الشعور بالجوع مشكلة، وكانت الوجبات تشكّل بالنسبة إليك أفضل أوقات النهار؟ لكنها ما عادت كذلك اليوم. فماذا حدث؟

يجيب فاسانتي مالك، عالم بحوث غذائية في كلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: «من الطبيعي أن تتراجع الشهية مع التقدم في السن. لكن المشكلة تكمن في أن هذا التراجع قد يحول دون حصولك على مواد مغذية كافية تحتاج إليها ويسيئ إلى صحتك».

يقود فقدان الشهية إلى عادات غذائية سيئة. حللت دراسة نُشرت في مجلة جمعية طب الشيخوخة الأميركية بيانات أكثر من 2597 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 70 و79 سنة، فاكتشفت أن نحو 22% وصفوا شهيتهم بالضعيفة.

لاحظ الباحثون أن هؤلاء الأشخاص استهلكوا مقداراً أقل من البروتين والألياف الغذائية، مقارنة بمن تمتعوا بشهية جيدة. كذلك تناولوا كمية أقل من الأطعمة الصلبة، والحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضراوات. في المقابل، اعتمدوا على الحبوب المعالجة، والأطعمة الغنية بالسكر، والمشروبات الغازية، علماً بأن الإفراط في استهلاك هذه الأطعمة يرتبط بالداء السكري وارتفاع ضغط الدم ومعدل الكولسترول.

خسارة الحواس

ما الذي قد يكون مصدر فقدان الشهية؟ لا داعي لأن تبحث أبعد من أنفك ولسانك. تولد مع 9 آلاف برعم ذوق تقريباً. لكن العدد يبدأ بالتراجع بين سن الخمسين والستين في حالة الرجال. وتكون قدرتك على تذوق الحلو والمالح أول ما تنخفض، ما يفسّر رغبتك في استهلاك أطعمة أكثر حلاوة أو ملوحة.

علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن ثلث الناس بعد سن الخامسة والستين لا يُنتجون مقداراً كافياً من اللعاب، ما يؤدي إلى جفاف الفم ويجعل المضغ والبلع أكثر صعوبة.

تتراجع أيضاً حاسة الشم بمرور الوقت، خصوصاً بعد سن السبعين. فتخسر عدداً أكبر من نهايات الأعصاب وتنتج مقداراً أقل من المخاط، ما يصعّب عليك تمييز الروائح، خصوصاً رائحة الوجبات الشهية.

بالإضافة إلى ذلك، تشيع الاضطرابات الهضمية بين المسنين. يذكر مالك: «تتباطأ عملية الأيض مع التقدم في السن، ما يجعل الهضم أيضاً أكثر بطءاً ويولّد مشاكل مثل الغازات. لذلك تتفادى بعض الأطعمة لأنها باتت مصدر إزعاج لك».

back to top