مكملات زيت السمك... هل يجب أن أتناولها؟

نشر في 09-12-2017
آخر تحديث 09-12-2017 | 00:03
No Image Caption
بحسب الأطباء، تُعتبر الفائدة الصافية لمكملات زيت السمك الواسعة الاستعمال محدودة جداً. فيما يلي التفاصيل.
يبتلع ملايين الناس حول العالم كبسولات كهرمانية اللون من زيت السمك يومياً، معتقدين أنها تحمل فوائد صحية جمة. وتكتظ رفوف المكملات الغذائية في معظم الصيدليات، والسوبرماركات، والمتاجر الكبرى بماركات مختلفة من مكملات زيت السمك. وينادي المصنّعون بفوائدها الكثيرة، خصوصاً القلبية منها. مثلاً، يحمل غلاف أحد الأنواع الرائجة عبارة «قد يحد من خطر مرض الشريان التاجي».

لكن تلك المزاعم التجارية الجريئة لا تستند إلى أدلة علمية حديثة. في مطلع هذه السنة، أصدرت جمعية القلب الأميركية مجموعة نصائح حول مكملات زيت السمك وفوائدها القلبية الوعائية. وكان حكمها: قد تخفض مكملات زيت السمك قليلاً خطر الموت جراء قصور القلب أو خطر الوفاة بعيد الإصابة بنوبة قلبية. لكنها لا تحول دون الإصابة بمرض القلب.

فوائد متواضعة

يذكر الدكتور إريك ريم، بروفسور متخصص في علم الأوبئة والغذاء في كلية ت. هـ. تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد: «من غير الحكيم على الأرجح أن يبدأ إنسان في منتصف العمر بتناول مكملات زيت السمك من دون استشارة الطبيب أولاً». حتى في حالة مَن يعانون مرضاً قلبياً، تبقى الفوائد المحتملة متواضعة، وفق ريم. فإذا عانيت نوبة قلبية، يسهم تناول نحو ألف ميليغرام من زيت السمك يومياً في خفض خطر الموت القلبي المفاجئ بنحو 10%. أما في حالة مرضى قصور القلب، فتحد مكملات زيت السمك خطر الموت أو دخول المستشفى بنحو 9%.

نصحت توصيات جمعية القلب الأميركية السابقة، التي نُشرت عام 2002، مَن شُخّصت إصابتهم بمرض قلبي بتناول غرام يومياً من حمضَي أوميغا-3 الدهنيين DHA وEPA، ويُفضل أن يكون مصدره الأسماك الدهنية. لكنهم يستطيعون أيضاً تناول مكملات أحماضأوميغا-3 الدهنية بشرط أن يستشيروا الطبيب أولاً.

بدت الأدلة الباكرة المرتبطة بمكملات زيت السمك واعدة. ولكن خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، قارنتها تجارب كثيرة بعلاجات وهمية. فاتضح أن ما من دليل على أن تناول مكملات زيت السمك يقدّم فوائد لمن يُعتبرون أكثر عرضة للأمراض القلبية الوعائية، بمَن فيهم مرضى الداء السكري، أو الرجفان الأذيني، أو السكتة الدماغية.

لا تخلو من مخاطر

رغم ذلك، يميل البعض (لا ينتمي عدد منهم إلى تلك المجموعة الصغيرة التي قد تستفيد من هذه المكملات) إلى مواصلة أخذ زيت السمك، على اعتقاد أنها إذا لم تفِد فلن تضر. لكن هذا قد لا يكون صحيحاً، وفق الدكتور ريم. صحيح أن «الأدلة تشير إلى أن تناول السمك مرتين أسبوعياً يسهم في خفض خطر مرض القلب»، حسبما يؤكد البروفسور، إلا أن الزيت المركّز في المكملات لا يخلو من المخاطر بالكامل.

كما هي الحال مع شتى المكملات الغذائية، لا يخضع مصدر المكوّن النشيط في هذه المنتجات، التي لا تتطلب وصفة طبية، أو جودته أو مقداره لأي إشراف أو تنظيم. حتى إن بعض الدراسات اكتشف كميات ضئيلة من ثنائيات الفينيل المتعددة الكلور في عدد من ماركات مكملات زيت السمك. صحيح أن هذه المواد الكيماوية الصناعية مُنعت عام 1979 بسبب ارتباطها بالسرطان، إلا أنها ما زالت منتشرة في الأسماك التي تتعرض لماء ملوث بها بسبب ما يُحمل إليه من التربة. كذلك كشف بحث آخر أن بعض العلامات التجارية لا يقدّم مقدار DHA وEPA المشار إليه على العلبة.

علاوة على ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن زيت السمك يحدّ من تشكّل الجلطات الدموية، ولكن إلى حد معين، فالإكثار منه يزيد خطر النزف، خصوصاً في حالة مَن يأخذون أدوية مضادة للتخثر، من بينها الوارفارين (Coumadin) وجرعات منخفضة من الأسبرين.

يتناول كثيرون جرعات منخفضة من الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية، حسبما يشير الدكتور ريم. «لكن إضافة زيت السمك إلى الأسبرين لا تخلو من الفوائد فحسب، بل تحمل أيضاً بعض المخاطر التي لا نعيها لأننا لم ندرسها».

أوميغا-3

قبل نحو 50 سنة، لاحظ العلماء أن مَن يضم نظامهم الغذائي كثيراً من الأسماك الدهنية (مثل السلمون، والرنكة، والاسقمري، والسردين) يتمتعون بمعدلات منخفضة من داء القلب. فالأسماك الدهنية غنية بحمضَي أوميغا-3 الدهنيين DHA وEPA.

لهذه الدهون الفريدة عدد من التأثيرات البيولوجية تعود بالفائدة على النظام القلبي الوعائي. على سبيل المثال، يبدو أن أحماض أوميغا-3 تسهم في التخفيف من الالتهاب وتحول على الأرجح دون تكوّن جلطات خطيرة في مجرى الدم، فضلاً عن أنها تحدّ من اضطرابات نظم القلب المميتة.

إضافة زيت السمك إلى الأسبرين تحمل أيضاً بعض المخاطر

بعض المكملات لا يقدّم مقدار DHA وEPA المشار إليه على العلبة
back to top