الإسرائيليون عرضوا والأسد وافق!

نشر في 29-11-2017
آخر تحديث 29-11-2017 | 00:19
 صالح القلاب "لا دخان بلا نار"، فما جرى تسريبه منسوباً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه عن أن بشار الأسد وافق على عرض إسرائيلي من قبل بنيامين نتنياهو شخصياً بإنشاء منطقة عازلة، بدءاً بحدود هضبة الجولان المحتلة، وبامتداد يبلغ 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، يبدو أنه مؤكد وجدي، ومعمول به منذ فترة سابقة بعيدة، والدليل هو أن هذا النظام السوري بقي يتحلى بـ"روح رياضية" عالية إزاء الهجمات كلها، التي بقي سلاح جو إسرائيل يشنها على أهداف تجاوز الإيرانيون بالنسبة إليها كل ما هو متفق عليه.

إن هذا ليس مستغرباً ولا جديداً، إذ إن الأسد الأب عندما كان وزيراً للدفاع في حرب عام 1967 "أوعز" لمحافظ القنيطرة والجولان عبدالحليم خدام بإعلان سقوط الهضبة السورية في أيدي الإسرائيليين قبل سقوطها بيومين، وهذا ما أعلنه الإسرائيليون في حينه عندما طولبوا من قبل الأمم المتحدة بعدم تجاوز ما كان يعتبر خطوط وقفٍ لإطلاق النار، وحقيقة إن هذا الأمر كان معروفاً لكل ذوي الشأن، وكان أحد الملفات التي جرى فتحها في المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي لحزب البعث عام 1970، الذي انتهى بذلك الانقلاب الذي كرس الحكم في العائلة "الأسدية"!

ثم وقد جاء في هذه المعلومات التي تناقلتها صحف ووسائل إعلام كثيرة أن ما بقي عالقاً في هذا الاتفاق هو أن الإسرائيليين أصروا على أن يغادر الإيرانيون المناطق الحدودية، ولاحقاً يغادرون سورية كلها... مادامت الأمور، وفقاً لهذا الاتفاق، قد استتبت لبشار الأسد الذي قالت مصادر كثيرة، من بينها مصادر إسرائيلية، إنه سيكون آخر رئيس سوري من الطائفة العلوية.

وهنا فإن المفترض أن تتصدى المعارضة السورية لهذا "الاستنتاج" الذي يبدو أن فيه الكثير من الصحة، انطلاقاً من أن المفترض أن سورية المستقبل يجب أن تكون ديمقراطية وموحدة ولكل أبنائها، وألا يعتمد الوصول إلى الحكم على الطوائف والمذاهب والأعراق وقوتها ونفوذها، وإنما على صناديق الاقتراع وعلى إنتاج حياة حزبية صحيحة بإمكان أي سوري أن يصل إلى أعلى المواقع من خلالها، وحتى وإن كانت طائفته لا تتجاوز العشرة أشخاص.

وهكذا فإن المفترض أن هذه الصفحة السوداء التي استمرت لنحو نصف قرن من السنوات يجب أن تغيب عن مستقبل سورية نهائياً، إذ إن من حق الشعب السوري بعد كل هذه الويلات والدمار والخراب أن ينعم بكل ما تنعم به شعوب الدول الديمقراطية، وأن يحفر قبراً عميقاً لكل هذه الأمراض السياسية والاجتماعية التي كانت بدأت مع أول انقلاب عسكري، وهو انقلاب حسني الزعيم عام 1949، واستمرت كل هذه السنوات الطويلة، وترسخت بعد انقلاب حافظ الأسد عام 1970، الذي من المفترض أن نهايته أصبحت قريبة.

back to top