بن سلمان يشبه خامنئي بهتلر ويرفض «سياسة الاسترضاء»

شرح تفاصيل الحملة على الفساد وأكد أن الأموال المستعادة من الموقوفين قد تصل إلى 100 مليار دولار
● «الأغلبية العظمى من أفراد العائلة الحاكمة تقف في صفي»
● «لا نعيد تفسير الإسلام بل نعيده إلى أصوله»
● «لا بد من سيطرة القوات اليمنية الشرعية على كل اليمن»
● «ترامب هو الشخص المناسب في التوقيت المناسب»

نشر في 24-11-2017
آخر تحديث 24-11-2017 | 21:00
أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جملة من المواقف، في مقابلة صحافية مع «نيويورك تايمز»، صعد خلالها اللهجة ضد إيران، كما شرح خلفيات الحملة على الفساد، ونفى أن تكون مرتبطة بالسياسة، مؤكداً أن أغلبية أفراد العائلة الحاكمة تقف في صفه.
أجرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان مقابلة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أكد فيها بن سلمان أن الأغلبية العظمى من العائلة الحاكمة تقف معه، وصعد لهجته ضد إيران، وتحديداً ضد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وأكد الأنباء عن التوصل إلى تسويات مع الموقوفين بتهم الفساد، لافتاً إلى أن الأموال المستعادة منهم قد تصل إلى 100 مليار دولار.

«الربيع السعودي»

واستهل فريدمان سطور مقالته، في «نيويورك تايمز»، بإشادته بـ«الربيع العربي السعودي»، الذي يقوده الأمير الشاب بالمملكة من خلال أهم عملية إصلاح، لم تشهد مثلها أي منطقة في الشرق الأوسط، لاسيما تلك الدول التي مرّ بها ما يسمى «الربيع العربي» وأنهكها ودمر معظمها، إذ ان محمد بن سلمان بدأ بتغيير رأس الهرم من أعلاه حتى أسفله، بدءاً من الشخصيات البارزة في السلطة وطبقة الأثرياء المخملية، إضافة إلى إعادته بناء الشخصية السعودية استنادا للنموذج الإسلامي المعتدل، وهو ما اعتبره الكاتب الأميركي لن يقلب موازين السعودية رأساً على عقب فحسب، بل سيغير مفهوم الإسلام في جميع أرجاء العالم، مشيراً إلى أن الأحمق فقط هو من لا يؤيد هذا التغيير.

الموقوفون

وخصص فريدمان السؤال الأول من مقابلته للملف الأكثر سخونة وجدلا، ألا وهو ملف الأمراء المحتجزين الذي أثار لغطا كبيرا في الأوساط الإعلامية وكثرت حوله الأقاويل. وسأل الصحافي الأميركي الأمير السعودي، ما الذي يحدثُ في فندق الريتز؟ وهل كانت هذه هي لعبة لسيطرته على مقاليد السلطة؟

ورد بن سلمان «إنه لأمر مضحك»، أن تقول إن حملة مكافحة الفساد هذه كانت وسيلة لانتزاع السلطة»، وأشار إلى أن الأعضاء البارزين من الأشخاص المُحتجزين في «الريتز» قد أعلنوا سابقا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، مشددا على أن «الأغلبية العُظمى من أفراد العائلة الحاكمة» تقف في صفه.

وأضاف: «هذا ما حدث، فلطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينيات حتى يومنا هذا. وتقول تقديرات خبرائنا إن ما يُقارب 10 في المئة من الإنفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس في العام الماضي بواسطة الفساد، من كلتا الطبقتين: العُليا والكادحة. وعلى مر السنين، كانت الحكومة قد شنت أكثر من «حرب على الفساد» ولكنها فشلت جميعا. لماذا؟ لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعوداً إلى غيرها من الطبقات المرموقة.

وقال إنه عندما اعتلى والده الملك سلمان سُدة العرش في عام 2015 (في الوقت الذي كانت أسعار النفط فيه مُنخفضة)، قام بقطع عهد على نفسه بوضع حد لهذا كله، وقال الأمير محمد بن سلمان: «رأى والدي أنه ليس من الممكن أن نبقى ضمن مجموعة العشرين في حين تنمو بلادنا بهذا المستوى من الفساد. ففي وقت سابق من عام 2015 كانت أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه هي جمع كل البيانات المتعلقة بالفساد لدى الطبقة العليا. وظل الفريق يعمل مدة عامين كاملين حتى توصلوا إلى جمع هذه المعلومات الأكثر دقة، ومن ثم جاءوا بحوالي 200 اسم».

وعندما كانت جميع البيانات جاهزة، اتخذ النائب العام، سعود المعجب، الإجراءات اللازمة، وقال محمد بن سلمان، موضحاً أن كل من اشتُبه فيه سواء كان من أصحاب المليارات أو أميرا فقد تم القبض عليه ووضعه أمام خيارين: «لقد أريناهم جميع الملفات التي بحوزتنا وبمُجرد أن اطلعوا عليها، وافق ما نسبته 95 في المئة منهم على التسويات»، الأمر الذي يعني أن عليهم دفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية.

وأضاف: «استطاع ما نسبته 1 في المئة من المُشتبه فيهم إثبات براءاتهم، وقد تم إسقاط التهم الموجهة اليهم في حينها. ونحو 4 في المئة قالوا إنهم لم يشاركوا في أعمال فساد ويُطالب مُحاموهم باللجوء إلى المحكمة. ويُعتبر النائب العام، بموجب القانون السعودي، مستقلا. فلا يمكننا التدخل في عمله ولا أحد سوى الملك يستطيع إقصاءه، ولكنه هو من يقود العملية الآن... ولدينا خبراء من شأنهم ضمان عدم إفلاس أي شركة من جراء هذه العملية، وذلك لتجنب إحداث أي عطالة».

وبتوجيه سؤال «كم من المال سيُعيدون إليكم؟»... قال الأمير محمد، إن النائب العام يقول إنه من الممكن في نهاية المطاف «أن يكون المبلغ حوالي 100 مليار دولار من مردود التسويات».

وتابع، ليس هُناك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات، «لذلك فإنه عليك أن تُرسل إشارة، والإشارة التي سيأخذها الجميع بجدية هي «أنك لن تنجوا بفعلتك. ولقد شهدنا تأثيرها بالفعل، وما زلنا نشهده»، وضرب مثالا بما قاله أحدهم في مواقع التواصل الاجتماعي «اتصلت بوسيطي لإنهاء معاملاتي المعلقة بالحكومة، ولكنه لا يرد على اتصالاتي». ولم تتم مُقاضاة رجال الأعمال السعوديين الذين يدفعون الرشاوى لإنجاز مصالحهم الشرعية من البيروقراطيين الذين قاموا بابتزازهم، وأوضح الأمير بن سلمان أن «أولئك (الذين تم القبض عليهم) هم من اجتثوا أموال الحكومة» من خلال رفعهم للأسعار وحصولهم على الرشاوى.

الإسلام

وفي حديث ولي العهد السعودي عن إعادة الإسلام المعتدل إلى السعودية، قال: «لا نقول اننا نعمل على «إعادة تفسير» الإسلام، بل نحن نعمل على «إعادة» الإسلام الى أصوله، وأن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أهم أدواتنا، فضلا عن الحياة اليومية في السعودية قبل عام 1979». وذكر الأمير بن سلمان أنه في زمن النبي محمد، كان هناك الرجال والنساء يتواجدون معاً وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية. كما أوضح «لقد كان قاضي التجارة في سوق المدينة المنورة امرأة!»، متسائلا: إذا كان خليفة النبي عمر قد رحب بكل ذلك، «فهل يقصدون أنه لم يكن مسلما!».

أما ما يخص جانب السياسة الخارجية، ففضل بن سلمان عدم مناقشة ما حصل مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؛ بمجيئه إلى السعودية وإعلانه استقالته وعودته الآن إلى بيروت وتراجعه عن استقالته. إذ أصر ببساطة على أن خلاصة القضية تتمحور حول أن الحريري، لن يستمر في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع بشكل رئيسي لسيطرة ميليشيا حزب الله اللبنانية، والتي بدورها تخضع بشكل رئيسي لسيطرة طهران.

وشدد على أن الحرب المدعومة سعودياً في اليمن، تميل كفتها لمصلحة الحكومة الشرعية الموالية للسعودية هناك، والتي قال إنها تُسيطر الآن على 85 في المئة من البلاد، إلا أن قيام المتمردين الحوثيين الموالين لإيران الذين يُسيطرون على بقية أراضي البلاد بإطلاق صاروخ على مطار الرياض يعني أنه، إذ لم يتم السيطرة على كامل البلاد، فإن ذلك سيُمثل مشكلة. وأشاد ولي العهد السعودي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ وصفه بـ»الرجل المناسب في الوقت المناسب».

إيران

وبالتطرق إلى التهديد الإيراني للمنطقة، قال بن سلمان "إن المرشد الأعلى (الإيراني) هو هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفاً: "غير أننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يُكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا (هنا) في الشرق الأوسط".

وشدد بن سلمان على أن كل شيء تفعله السعودية محلياً يهدف لبناء قوتها واقتصادها.

على عجلة

واختتم الأمير محمد حديثه قائلاً: «إنني أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جدا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري».

فريدمان يشيد بـ «الربيع العربي السعودي» ويقول إن الأحمق فقط يمكن أن يقف أمام هذا التغيير

أخشى أن أموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني وحريص على مشاهدته بأم عيني لهذا أنا في عجلة من أمري
back to top