القهوة تؤمِّن الحماية لكبدك

نشر في 25-11-2017
آخر تحديث 25-11-2017 | 00:00
No Image Caption
القهوة أحد أكثر المشروبات شعبية حول العالم، والخبر الجيد أن تقريراً نُشر أخيراً يشير إلى أنها تخفض خطر مرض الكبد بنسبة 70%.
عُقدت أخيراً حلقة نقاش في جمعية الطب الملكية في لندن في المملكة المتحدة، ترأسها البروفسور غرايم ألكسندر، مستشار بارز في الصندوق البريطاني للكبد من كلية لندن الجامعية.

شارك في هذا الحدث أيضاً عاملون في المجال الطبي، وأكاديميون، وممثلون عن جمعيات تُعنى بالكبد من سبع دول أوروبية.

ناقش الحضور المشاكل والتحديات الراهنة وراجعوا بحوثاً تناولت أخيراً القهوة وعلاقتها بالكبد.

من المشاكل البارزة التي نوقشت خلال هذا الحدث واقع أن معظم المصابين بمرض الكبد لا يعي أنه يعاني خطباً ما. صحيح أن الكبد عضو حيوي، إلا أنه قلما يُعتبر بأهمية القلب مثلاً.

يذكر البروفسور ألكسندر: «يزداد مرض الكبد انتشاراً في أوروبا. ومن الضروري أن نفهم تأثير الغذاء والقهوة، أحد المشروبات الأكثر انتشاراً حول العالم، في هذا المرض».

يضيف: «تشير البحوث إلى أن القهوة تحدّ من خطر أمراض الكبد. ومن المهم أن يحصل المرضى على معلومات ونصائح غذائية من العاملين في مجال الصحة بطريقة يسهل عليهم فهمها وتطبيقها».

تحاليل

ضمّت التقارير التي نوقشت عدداً من التحاليل الشاملة الإيجابية. وتُظهر اكتشافاتها أن شرب القهوة يرتبط بتراجع خطر سرطان الكبد بنسبة 40%، مقارنة بعدم تناول هذا المشروب.

يسود الاعتقاد أن سرطان الكبد ينشأ غالباً من مشكلة كامنة في الكبد. لذلك، قد يعود هذا التراجع في الخطر إلى تأثير القهوة الحامي في الكبد عموماً. وكشفت دراسات أخرى تراجعاً بنسبة 25% إلى 75% في خطر تشمّع الكبد. فقد استخلص أحد التقارير بعد مقارنته مخاطر القهوة وفوائدها: «إذا كانت القهوة تزيد خطر مرض الشريان التاجي، فإنها تؤدي في المقابل إلى تراجع غير مبرر في خطر حالات أخرى، خصوصاً تشمع الكبد والانتحار».

وتطول أيضاً لائحة أمراض الكبد التي تحدّ القهوة خطرها. فقد ركّز بعض الدراسات على تأثيرها في مرض الكبد الدهني غير الكحولي. ومرة أخرى جاءت النتائج إيجابية.

كذلك درس عدد من البحوث استهلاك القهوة وعلاقته بأمراض الكبد المزمنة عموماً. وبدا هنا أيضاً أن محبي القهوة يجنون الفوائد مع تراجع في الخطر تراوح كمعدل بين 25% و30% في حالة مَن يستهلكون مقداراً قليلاً من القهوة و65% في حالة مَن يشربونها بنهم.

من الواضح أن بعض هذه النتائج الإيجابية لم يكن دقيقاً بالكامل. يشير أحد الباحثين: «تُعوَّق عملية أيض الكافيين في حالة مرضى تشمع الكبد الذين يأبون تناول الطعام. وربما يعود الرابط إلى تراجع شرب القهوة بين مرضى تشمع الكبد».

لكن التأثير قوي جداً في دراسات كثيرة، ما يؤكد أن غياب الدقة في بعضها لا يمكن أن يكون السبب وراء هذا الرابط بأكمله. ولما كان مرض القلب يزداد في العالم الغربي، فتُعتبر هذه الاكتشافات بالغة الأهمية.

قاتل صامت

تشدد جودي ريس، مديرة تنفيذية في الصندوق البريطاني للكبد على أن «مرض الكبد قاتل صامت لا يسبب غالباً أعراضاً إلا بعد فوات الأوان. وتشكّل القهوة مادة يسهل على الجميع الحصول عليها وتناولها بانتظام، سواء كانت مصفاة، أو سريعة التحضير، أو اسبريسو. وتسهم مساهمة كبيرة في الوقاية من أمراض الكبد وإبطاء تقدمها في بعض الحالات. ولا شك في أن هذا خيار سهل في نمط حياة الإنسان».

صحيح أن الباحثين لا يعرفون الآليات الدقيقة وراء دور القهوة الحامي، إلا أنهم يطرحون بعض النظريات. فقد يكون للكافيين، أحد مكونات القهوة الرئيسة، دور. وتتسلط الأضواء خصوصاً على الباراكسانثين، أحد مئيضات الكافيين الأساسية.

يكبح الباراكسانثين إنتاج أحد عوامل نمو الأنسجة الضامة، ما يبطئ نمو هذه الأنسجة. من ثم، يؤدي ذلك إلى تراجع تشكّل تليف الكبد، والتشمع الكحولي، وسرطان الكبد.

مكونات مختلفة

المشكلة التي تصطدم بها هذه النظرية واقع أن محبي الشاي لا يجنون فوائد القهوة العجيبة ذاتها التي تحمي الكبد. لذلك قد لا يكون هذا السبب الوحيد.

يشير باحثون آخرون إلى مكونات مختلفة في القهوة، خصوصاً القهويول والكافيستول. فثمة أدلة على أن هذين المكونين يتمتعان بتأثيرات تحمي من السرطان. لذلك من المحتمل أن تضم القهوة مجموعة واسعة من مكونات وآليات تعود بالفائدة على الكبد.

بغض النظر عن الآلية، تظل القهوة مفيدة لكبدك. ولكن لا بد من الإشارة إلى نقطة بالغة الأهمية: لا يُعتبر الكافيين آمناً لبعض الأشخاص. توضح

د. يلا هيوينغز- مارتن في تقرير عن القهوة والصحة: «تشمل المجموعات الأكثر عرضة لتأثيرات استهلاك القهوة السلبية المحتملة الحوامل، والمرضعات، والأولاد، والمراهقين، وربما المرضى الذين يعانون حالات كامنة».

back to top