لماذا قد تكون هذه «الجمعة السوداء» الأخيرة في أميركا؟

نشر في 24-11-2017
آخر تحديث 24-11-2017 | 18:15
No Image Caption
قد يكون موسم التسوق فرصة كثيفة المنافع أو وبالاً على بعض تجار التجزئة في الولايات المتحدة، وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن الظروف الاقتصادية تبدو مواتية لاغتنام مكاسب كبيرة، إذ تستقر البطالة عند أدنى مستوياتها في 17 عاماً، والائتمان لا يزال متاحاً ورخيصاً، وتشير التوقعات إلى إنفاق المتسوقين هذه المرة أكثر من أي وقت مضى.

لكن دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الأميركي الوطني للتجزئة، خلصت إلى أن 59 في المئة من المتسوقين يخططون لطلب مشترياتهم عبر الإنترنت هذا العام، مما يجعل الشبكة الإلكترونية خيار التسوق الأكثر شعبية للمرة الأولى، بحسب تقرير لـ«سي إن إن موني».

وبكلمات أخرى، هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يقول أغلب المتسوقين فيها، إنهم يخططون للتسوق عبر الإنترنت بدلاً من الذهاب إلى المتاجر الكبيرة مثل «وول مارت» و«تارغت».

من جانبه، يقول كبير محللي الائتمان لقطاع التجزئة لدى «ستاندرد آند بورز» روبرت شولز، إن موسم العطلات له أهمية خاصة دائماً لكن أهميته هذا العام تتخطى أي وقت مضى.

ويتوقع شولز، أن يشهد موسم العطلات هذا العام إنفاقاً قوياً، لكنه لن يترجم بالضرورة إلى أخبار جيدة عن تجار التجزئة التقليديين، قائلاً، إن المتاجر تكافح من أجل إثبات وجودها على ساحة التسوق.

وتأتي تصريحات شولز في ضوء إغلاق عدد قياسي من المتاجر بلغ 6735 متجراً هذا العام، مما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى المسجل في 2016، وفقاً لبيانات شركة الأبحاث المختصة بمتابعة قطاع التجزئة «فونغ غلوبال ريتال».

بينما تشير بيانات موقع «BankruptcyData» إلى 620 حالة إفلاس بقطاع التجزئة الأميركي منذ بداية العام الجاري، بزيادة نسبتها 31 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وحتى إذا نجحت جميع العلامات التجارية في قطاع التجزئة المضطرب من البقاء حتى موسم العطلات القادم في 2018، فهناك فرصة كبيرة لفشل متاجرها في ذلك.

فعلى الرغم من نجاح بعض التجار في الصمود أمام الضغوط الحالية لكنهم فعلوا ذلك من خلال ترشيد الإنفاق وإغلاق المتاجر، والحقيقة الواضحة الآن هي أن عالم التجزئة بشكله المعهود أوشك على النهاية مع توسع الاقتصاد.

ويرى محللون أنه حال واجه الاقتصاد الأميركي عثرة، وإن كانت بسيطة، فإن الأمور في قطاع التجزئة ستتطور من سيئة إلى أسوأ بشكل سريع.

وأدت الجوالات دوراً أكبر في انطلاق موسم تسوق العطلات الأميركي هذا العام، إذ أنفق المشترون 1.52 مليار دولار عبر الإنترنت لاقتناص صفقات يوم «عيد الشكر».

وشكلت المبيعات، التي تمت عبر الجوالات الذكية، أمس الأول، نسبة قياسية 46 في المئة من إجمالي التدفق على مواقع التجزئة الأميركية، وفقاً لما ذكرته «أدوبي»، وهو ما يمثل زيادة 15.2 في المئة مقارنة بنفس اليوم العام السابق.

هذا وساعدت إعادة تصميم المواقع الإلكترونية وأنظمة الدفع في جعل التسوق عبر الجوالات الذكية أكثر سهولة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، توقعت «أدوبي» وصول المبيعات عبر الإنترنت إلى 107.4 مليارات دولار خلال موسم العطلات.

إغلاق عدد قياسي من المتاجر بلغ 6735 متجراً هذا العام مما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى المسجل في 2016
back to top