جنرالات بوتين... والأسد!

نشر في 24-11-2017
آخر تحديث 24-11-2017 | 00:26
 صالح القلاب "الرسالة" التي أبلغها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضيف الساعات الأربع في "سوتشي" بشار الأسد، الثلاثاء الماضي، ذات شقين، الشق الأول: إحضار طابور من كبار جنرالات الجيش، الذي كان اسمه في عهد مضى، ويبدو أنه لن يعود "الجيش الأحمر"، ليكونوا بانتظار الوافد العزيز الذي تم استدعاؤه على عجل لإبلاغه بما عليه أن يفعله، والشق الثاني: ان تسوية الأزمة السورية ستجري في نهاية الأمر برعاية الأمم المتحدة... "ونأمل مشاركة حثيثة خلال سير العملية وخلال مرحلتها النهائية".

أراد بوتين بحضور طابور الجنرالات لهذا اللقاء الذي سيكون تاريخياً، والذي قد لا يتكرر مرة ثانية أن يقول لضيف الساعات الأربع إن عليه "ألا يحمل السُلم بالعرض"، وإن ما أبقاه على كرسي الحكم، أو بجانبه، هم هؤلاء الجنرالات، وليس "الجيش العربي السوري"، ولا الفرقة الرابعة التي يقودها شقيقه ماهر، وأيضاً ولا حراس الثورة الإيرانية، ولا الميليشيات المذهبية التي استوردت من دول متعددة، وبالطبع ولا حزب الله، ولا فيلق الولي الفقيه، الذي يتباهى حسن نصر الله بأنه أحد مقاتليه.

وأراد بوتين أيضاً أن يقول لبشار الأسد، الذي وصل إليه حكم كان والده قد رسخه بالحديد والنار وبالمجازر والسجون، لكنه أصبح على ما هو عليه الآن من حالة انهيار غدت مؤكدة ومحسومة، "لقد استدعيتك لأبلغك أن التسوية السياسية لهذه الأزمة ستكون طويلة الأمد، وأن المبادئ الأساسية لها هي عقد مؤتمر للحوار في سوتشي... ونحن نرى أن هذه العملية ستجرى في نهاية المطاف برعاية الأمم المتحدة... ونأمل منكم مشاركة حثيثة خلال سيرها وخلال مرحلتها النهائية".

وهذا يعني أن هناك تفاهماً بين بوتين وقادة الدول العربية وغير العربية "المتعاطية" مع الأزمة السورية، بإنهاء هذه الأزمة، وعلى أساس قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 4522 و2118، والمرحلة الانتقالية التي إن بقي بشار الأسد خلالها في قصر المهاجرين بدمشق فإن بقاءه سيكون "ديكورياً" ولفترة محددة، ومع تأكيد أن عليه أن يكون متعاوناً خلال سير العملية وخلال مرحلتها النهائية، وكل هذا يجب أن يتم برعاية الأمم المتحدة.

وهكذا فإنه بالإمكان القول إن الأزمة السورية غدت متجهة نحو حل فعلي، وإن ما يعطي هذا الحل جدية أن اسم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي تم "تغييبه" منذ بدايات هذه الأزمة حتى الآن، بدأ يتردد جدياً لرئاسة مؤتمر سوتشي، وليكون لاحقاً الرقم الرئيسي في معادلة المرحلة الانتقالية التي لا يمكن الاطمئنان بالوصول إليها ما لم يوضع حد، ومنذ الآن، للتدخل الإيراني السافر في الشؤون العربية وأولها شأن سورية.

back to top