الحريري يعود إلى لبنان ويُعلِّق استقالته بناء على طلب عون

• زعيم «المستقبل» أمام أنصاره: باقون معكم وسنكمل معاً
• قبرص تقترح مبادرة للتهدئة

نشر في 22-11-2017
آخر تحديث 22-11-2017 | 22:00
بعد عودته في وقت متأخر من مساء أمس الأول إلى بيروت، فاجأ زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، الجميع بإعلان تعليق استقالته والتريث في المضي بها، ملبياً طلباً من رئيس الجمهورية بعد مشاورات بينهما.
في تطور مفاجئ من شأنه أن ينعكس بقوة على مجريات الداخل اللبناني، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري تجاوبه مع تمني رئيس الجمهورية ميشال عون عليه التريث بتقديم استقالته والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية.

وقال الحريري، بعد خلوة عقدها مع عون في قصر بعبدا، أمس، إن «اللقاء كان مناسبة لشكر الرئيس عون على عاطفته النبيلة وحرصه على حماية الاستقرار والدستور ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف»، مضيفاً: «أتوجه بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين، الذين غمروني بمحبتهم، وأؤكد الالتزام الكامل مع الرئيس للنهوض بلبنان وحمايته من الحروب وتداعياتها على كل صعيد».

وخصّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشكر «لأنه أظهر حرصاً على الدستور»، مشدداً على «وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والنزاعات الإقليمية وعن كل ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب».

وأكد الحريري أنه يتطلع «إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية في لبنان لتقديم مصلحة البلاد العليا على أي مصالح أخرى»، لافتاً إلى أن «وطننا يحتاج إلى جهود استثنائية من الجميع ووجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وكل ما يسيء إلى العلاقات الأخوية مع العرب»، مشدداً على أن «لبنان أمانة ولا يجوز التفريط بهذه الأمانة وحفظ الله لبنان وحفظ شعبه الطيب».

كما عقدت خلوة ثلاثية بين عون والحريري وبري في قصر بعبدا بعد انتهاء العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال في جادة «شفيق الوزان» في بيروت وقبيل بدء الاستقبال الرسمي وتقبّل التهاني في المناسبة. وكان عون وصل أولاً إلى بعبدا بعد العرض، فيما وصل الرئيسان برّي والحريري معاً في سيارة واحدة يقودها الحريري.

ماذا يعني «تريّث» الحريري دستورياً؟

فسر الوزير السابق زياد بارود قرار رئيس الحكومة سعد الحريري «التريث» في استقالته دستورياً، فغرد على حسابه على «تويتر» قائلا: «دستوريا: التمني الرئاسي بالتريث في تقديم الاستقالة والتجاوب من الرئيس الحريري مع تمني الرئيس عون يعنيان أنه لا يمكن الحديث اليوم عن استقالة، مما سيتيح هامشا من التواصل وينتج تحصينا للاستقرار». وكان بارود قال عندما استقال الحريري إن الاستقالة سارية فوراً.

«بيت الوسط»

وكان لافتاً أمس، الاستقبال الشعبي الحافل في «بيت الوسط» بمناسبة عودة الرئيس الحريري إلى لبنان. وتوجه الحريري إلى الجماهير بالقول: «اللقاء مع الأحباب والرفاق ومع الأهل الحقيقيين تسمى لحظة الوفاء لأنكم تعلمون العالم الوفاء، هذه لحظة الصدق معكم أنتم. هذه لحظة للتاريخ والجغرافيا، والذي لديه عيون ترى فليرى، والذي لديه أذنان فليسمع، هذه لحظة قلب سعد رفيق الحريري، الذي يقف بينكم، ولكم لكي اختصر كل شيء بكلمة واحدة: شكراً، شكراً وشكراً».

وأضاف: «شكراً لكل واحد منكم، لكل لبناني ولبنانية، فهم أهمية المحافظة على استقرار بلدنا، والأمان لأهلنا في كل لبناني، أنا سأقول لكم الحمدالله على سلامة لبنان والحمدالله على لبنان واللبنانيين».

وتابع: «أنا باق معكم وسأكمل معكم، باقون معكم وسنكمل معاً لنكون خط الدفاع عن لبنان واستقراره وعروبته. سترونني في عكار والمنية والضنية وطرابلس والقلمون وكل الشمال. في البقاع كل البقاع وصيدا والجنوب وكل الجنوب وفي الإقليم وفي الشوف وجبل لبنان في كل جبل لبنان لندافع عن بلدنا وحريته وعروبته واستقراره. أنتم في بيتكم في بيت الوسط نحن أهل الوسط وأهل الاعتدال وأهل الاستقرار. ليس لدينا أغلى من بلدنا، ومبدؤنا لا يتغير، وشعارنا سيبقى لبنان أولاً».

في موازاة ذلك، التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكرسي الرسولي كاليستا غينغريتش في المعهد البطريركي الحبري في روما، وبحث معها دور أميركا في تجنيب لبنان تداعيات ما يجري فيه والحد من إرهاقه بقضية النازحين.

وكان تأكيد خلال اللقاء، على ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات كافة وحماية دوره الرائد في المنطقة كعامل اعتدال واستقرار وحوار.

الرئيس القبرصي

إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز»، أمس، أن «الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس سيطرح مبادرة لنزع فتيل الأزمة في لبنان، وذلك بعدما التقى رئيس الحكومة سعد الحريري مساء أمس في الجزيرة في زيارة لم تكن متوقعة».

وقال نيكوس كريستودوليدس المتحدث باسم الحكومة القبرصية: «هدفنا المشترك هو استقرار لبنان واستقرار منطقتنا. وفي هذا السياق... سيطرح رئيس الجمهورية بعض المبادرات تحديداً لمؤازرة هذا الهدف: استقرار لبنان».

كان لافتاً في القصر الجمهوري في بعبدا، أمس، وجود مجسّم لـ«تمثال الشهداء» الموجود وسط بيروت، أو ما يعرف بـ«تمثال الحرية»، في بهو قصر بعبدا، وذلك لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ74 للاستقلال.

سعيد: الكرة في ملعب عون

علق النائب السابق فارس سعيد على تريث الرئيس سعد الحريري في قرار استقالته، قائلا إن «الكرة الآن في ملعب الرئيس ميشال عون، وعليه ان يجري حواراً مع حزب الله لالتزام الاخير بالدستور واتفاق الطائف، والشرعية الدولية». سعيد أكد أن «تعليق الاستقالة هدفها اعطاء فرصة للرئيس عون».

الرياشي: ننتظر طاولة الحوار

أكد وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ أن «فكرة التريث في موضوع ​الاستقالة​ لا بأس بها طالما أن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ يصر على المبادئ الاساسية التي حصلت على اساسها الاستقالة»، مشيراً الى أن «التريث امر ضروري طالما هناك امل للخروج بنتائج ايجابية من صدمة الاستقالة التي نتمنى ان تكون صدمة ايجابية».

وشدد الرياشي، في حديث تلفزيوني، على أن «شروط الاستقالة هي موجبات ميثاقية وتلزم لبنان بالنأي بالنفس​ عن المشاكل في المنطقة لأن هذه الأمور هي التي تخلص لبنان»، لافتاً الى أن «التريث يؤكد كلامنا أن الحريري كان حرا في ​السعودية​ لأنه أكد على شروط الاستقالة»، وختم: «فلننتظر ​طاولة الحوار​«.

وهاب: فلتجتمع الحكومة

غرد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، معلقا على تريث الحريري في قرار الاستقالة وكتب: «طالما تريث الرئيس الحريري، وهذا موقف مسؤول منه هناك ضرورة لدعوة الحكومة لتبحث بعض القضايا الملحة».

الحريري لا يصافح سفير سورية

رفض رئيس الحكومة سعد الحريري مصافحة السفير السوري علي عبدالكريم علي أثناء تلقي التهاني في مناسبة عيد الاستقلال. وكان الحريري انسحب لدى دخول السفير السوري. يذكر أنّ هذه هي السنة الثانية التي يرفض فيها الحريري تقبل التهاني من السفير علي عبدالكريم علي.

back to top