ما الفرق بين متلازمة ألم اللفافة العضلية والألم العضلي الليفي؟

نشر في 23-11-2017
آخر تحديث 23-11-2017 | 00:00
No Image Caption
من الممكن عادةً تحديد متلازمة ألم اللفافة العضلية استناداً إلى الأعراض والمعاينة الطبية.
تُعتبر هاتان الحالتان مزمنتين، وذلك يعني أنهما تسببان ألماً يدوم فترات طويلة ومن الصعب التحكم فيهما. تمتاز متلازمة ألم اللفافة العضلية بأوجاع عضلية خصوصاً، في حين يشمل الألم العضلي الليفي أوجاعاً تنتشر في الجسم بأكمله عموماً وتترافق مع أعراض أخرى كالصداع، ومشاكل في حركة الأمعاء، والتعب، وتقلبات المزاج.

ألم اللفافة العضلية

في حالة متلازمة ألم اللفافة العضلية، تتشكل مناطق حساسة من الألياف المشدودة داخل عضلة أو مجموعة مترابطة من العضلات. ويعود ذلك خصوصاً إلى فرط الاستعمال أو إصابة عضلية. نتيجة لذلك، تظهر في العضلة عقدة طرية مؤلمة. وعند ممارسة الضغط على ذلك الموضع، الذي يُدعى نقطة طرية أو نقطة تحفيز، يسبب ألماً عميقاً موجعاً في العضلة.

الألم العضلي الليفي

في المقابل، يبدو الألم العضلي الليفي مختلفاً لأنه ينتشر، وينتقل، ويشمل العضلات (ألم عضلي) والمفاصل (ألم مفصلي). تصيب هذه الحالة جانبَي الجسم فوق الخصر وتحته. علاوة على ذلك، قد ينتقل الألم (عملية تُدعى ظاهرة الهجرة) من جزء في الجسم إلى جزء آخر بمرور الوقت. يشعر المريض بأوجاع في العضلات والمفاصل على حد سواء من دون أي احمرار أو تورم ناجمين عن الالتهاب. ويعتقد الباحثون أن الألم العضلي الليفي يسبب الألم لأن هذا الاضطراب يؤثر في طريقة معالجة الدماغ إشارات الألم، مضخماً الإحساس به.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الألم العضلي الليفي إلى أعراض أخرى غير الألم، وأكثرها شيوعاً التعب. يستيقظ مَن يعانون هذا الاضطراب في الصباح وهم يحسون غالباً بالتعب، حتى لو ناموا فترات طويلة من الوقت. كذلك يواجه هؤلاء المرضى أحياناً صعوبات في التركيز، والانتباه، والتركيز الفكري.

ما من فحوص محددة لتشخيص متلازمة ألم اللفافة العضلية أو الألم العضلي الليفي بشكل حاسم، إلا أن الطبيب يشخصهما سريرياً.

التشخيص

من الممكن عادةً تحديد متلازمة ألم اللفافة العضلية استناداً إلى الأعراض والمعاينة الطبية. خلال هذه المعاينة، يضغط الطبيب برفق على العضلات المؤلمة، متحسساً المواضع الطرية. كذلك يؤدي بعض أساليب الضغط على النقطة الطرية إلى ردود فعل محددة، مثل رجفان العضلة. ولما كان هذا الألم يعود إلى أسباب محتملة شتى، فيوصي الطبيب المريض بالخضوع لمزيد من الفحوص بغية استبعاد أمراض وحالات أخرى قبل تشخيص متلازمة ألم اللفافة العضلية.

أما تشخيص الألم العضلي الليفي، فيكون على مرحلتين. أولاً، لما كانت اضطرابات أخرى كثيرة تحاكي أعراض هذه الحالة، فمن الضروري استبعادها. لذلك يخضع المريض لفحوص دم واختبارات تشخيص أخرى بغية التأكد من أن الألم لا ينجم عن حالة مختلفة، كالتهاب المفاصل، أو الذئبة، أو أي من اضطرابات الغدة الدرقية أو الأنسجة الضامة.

تقوم الخطوة الثانية في عملية تشخيص الألم العضلي الليفي على تقييم أعراض المريض بعَدّ النقاط الطرية وتطبيق معايير المسح المعتمدة، مثل مؤشر الألم المنتشر ومعيار حدة الأعراض. وفي معظم الحالات، إذا كان الألم منتشراً، أو إذا دام ثلاثة أشهر أو أكثر، أو إذا لم يرتبط بحالة طبية كامنة تسبب الألم، وإذا استوفى معايير المسح المعتمدة، يشخّص الطبيب عندئذٍ إصابة المريض بالألم العضلي الليفي.

العلاج

بعد التشخيص، من الأفضل عموماً أن يعمل مَن يعانون هذين الاضطرابين مع طبيب مدرّب على التعاطي مع حالات الألم المزمن ويتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال. صحيح أن ما من علاج لمتلازمة ألم اللفافة العضلية أو الألم العضلي الليفي، إلا أن من الممكن غالباً ضبطهما بفاعلية باتباع خطة علاج تلائم حاجات المريض، وتحد من ألمه، وتحسّن صحته عموماً، وتتيح له مواصلة نشاطاته وحياته اليومية.

* د. أريا محبة

مرضى الألم العضلي الليفي يواجهون صعوبات في التركيز والانتباه
back to top