إسماعيل فهد: حرية الرأي في الكويت كانت أوسع انتشاراً

خلال حلقة نقاشية بالتعاون مع BBC العربية ضمن فعاليات معرض الكتاب

نشر في 22-11-2017
آخر تحديث 22-11-2017 | 00:04
تحدث الروائيان إسماعيل فهد إسماعيل وبثينة العيسى عن بداياتهما في الرواية، وناقشا بعض القضايا التي تهم المثقف العربي.
أقيمت في المقهى الثقافي، ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 42، حلقة نقاشية بالتعاون مع BBC العربية، بعنوان "الرواية الأدبية وتفاعلاتها مع قضايا المجتمع"، شارك فيها الأديب إسماعيل فهد إسماعيل، والروائية بثينة العيسى، وأدار الحوار الإعلامي عمر عبدالرزاق.

في البداية بيّن عبد الرزاق أن الجلسة ستخصص لمناقشة موضوع يهم كثيرا من الحضور، خاصة الجيل الناشئ منهم، وهو "الرواية الكويتية وعلاقتها بتطور المجتمع الكويتي"، ثم توجه بالسؤال إلى إسماعيل قائلاً: كيف كانت الكويت بمجتمعها توفر إلهاما لكاتب يبدأ حياته الروائية؟ وأجاب إسماعيل بأن "الكويت ربما كانت أكثر جمالا من الآن، فقد كانت ليبرالية حقيقية، وكانت حرية الرأي أوسع انتشارا، وروايتي الأولى حين صدرت في البدء منعت من كثير من البلدان العربية، لكنها أجيزت في الكويت، وكان شرفا لي، ومنعت في عام 1997، ولكن بعد دخولها في طبعات متعددة، ويبقى الوضع بشكل عام داخل الكويت متسماً بالحرية المتاحة، وإن كانت نسبية، مقارنة مع دول أخرى عربية".

وتابع إسماعيل: "الرواية بنت المدينة، وهي صنيعة المدينة، لكن في الحقيقة أنا بدأت رواياتي عن أوضاع خارج الكويت، وكانت القضية الفلسطينية أحد المحاور التي تناولتها... بعد ذلك بدأت أتأقلم مع مناخ الكويت، وبدأت أعمالي تتناول الوسط الكويتي، والقضايا التي تهم المواطن الكويتي".

حلم

من جانبها، تحدثت العيسى عن بدايتها في الرواية، وقالت: "منذ صغري كان لدي هذا الحلم، أن أكتب رواية، لكن أعتقد أنها مأزق كل روائي ناشئ عندما يريد هذه الفكرة التي يدخل منها هذا العالم، فأنا كنت أكتب قصصا قصيرة بالدرجة الأولى، وكنت أنشرها في المنتديات الإلكترونية، و(ارتطام لم يسمع له دوي) كانت في الأصل قصة قصيرة، أو ليست قصيرة جدا، فهي من سبع صفحات، وقمت بكتابتها بناء على تجربة خاصة، ولكني غيرت فيها كثيرا، لكن هذا كان المدخل، وبعد نشري لها في منتدى (جسر الثقافة) فوجئت بردود الفعل صراحة".

وأشارت العيسى إلى أن المنتدى كانت له طبيعة الورشة، ومن التعليقات التي جاءت لها من مشرف المنتدى أن هذه ليست قصة قصيرة، هذه بذرة لرواية، مضيفة أنها شعرت حينها بأنها عثرت على ضالتها، وبدأت تعمل على هذه الرواية منذ عام 2002 – 2003 حتى صدرت في عام 2004.

وعند سؤالها: هل أضافت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا لها ككتابة؟ قالت: "أنا اعتقد من تجربتي الخاصة أن الانترنت أكبر رافعة تسويقية لأعمالي، فأنا لم أحظَ بجوائز خارج الكويت، وأنا علاقاتي محدودة، وإنسانة انطوائية جدا، فكيف أحقق هذه المبيعات لولا التويتر، ولماذا تويتر نجح معي ولم ينجح مع غيري لا أعرف، لكن أنا بالتأكيد استفدت من الانترنت في هذه المرحلة، وقبل ذلك في المنتديات الإلكترونية".

اجتهادات

وسأل عبد الرزاق إسماعيل عن جيله، وهل كان أكثر استمتاعا بتجربة الكتابة والحضور بين الناس، وأكثر من أن يتعامل رقميا؟ فأجابه بأن روايته كان توزيعها في الكويت إن كانت مجازة لا يزيد توزيعها عن 100 نسخة طوال ثلاثين سنة، إلى ما بعد التحرير، ثم بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح العكس، فقد وزعت بنسخ أكثر.

وأضاف أن الإنترنت خدم الكتاب، فقد تعددت الطبعات، وتحسن وضع الكتاب، لافتا إلى أنه في الكويت الآن دور نشر نشطة، ولها جمهورها الكبير.

وأوضح أن الانترنت ساعدت على الإعلان السريع، وبالتالي ساعدت على انتشار الكتاب، وزيادة دور النشر.

وتحدث عبدالرزاق عن تشابه موضوع في رواية إسماعيل "العنقاء والخل الوفي"، وأن هذا الموضوع أيضا كان مطروحا في رواية السنعوسي، وهي قضية البدون، وتساءل قائلا: "هل لا يزال هذا الموضوع ملهما وحاضرا في الكتابة الروائية؟" ورد إسماعيل: "هي مشكلة يعيشها المجتمع الكويتي، وما نزال نعانيها كثيرا، والبدون ليس فقط بالشخص الذي لا يملك هوية، البدون حتى أبناء الكويتية المتزوجة من عربي أو أجنبي أو أيا كان هو في حكم البدون، وأشكال البدون متعددة وكثيرة الوجوه، وبالتالي بثينة كان لها عنصر الريادة في (ارتطام لم يسمع له دوي)، وهو عمل فنى فاعل وما زال متميزا"، مشيرا إلى تعدد الاجتهادات في تناول موضوع البدون.

الرواية الشبابية

واستكمل عبدالرزاق حديثه بأن الكويت كان لها فضل السبق في منطقة الخليج في الصحافة، والمسرح، وفيما كانت تقدمه الكويت في فترة الستينيات والسبعينيات من إصدارات ثقافية. وأضاف هل ممكن أن تكون مناخات التحدي حافزا في الإبداع؟ ولماذا تصعد أجواء الرواية في الدول العربية وتخفض في مناطق أخرى؟

وأجاب إسماعيل: "أولا السعودية ليست جديدة على الرواية منذ عبد الرحمن منيف وأعماله العظيمة مدن الملح وغيرها، وكانت سباقة، الأمر الآخر أن عدد سكان السعودية أضعاف الكويت، وأضف إلى هذا وضع المتنفس، المتنفس في الكويت أكثر من هناك، بخلاف الوضع في السعودية من حيث شكل المناخ العام، لهذا تجد السعوديين دائما يطبعون أعمالهم بالخارج، ويسوقون أيام المعرض بالدرجة الأولى".

أما العيسى فقالت: "أنا لا أتفق في أن الرواية الكويتية في تراجع، ففي آخر دورات البوكر كان دائما روائي كويتي مشاركا، وعندنا روائيون فعالون، كل سنة لدينا أعمال جديدة، على مستوى الرواية الشبابية لدينا على الأقل، على سبيل المثال عبدالله البصيص، عبدالله بن حمادي، وخالد النصر الله، وباسمة العنزي، ولها حضورها على مستوى الوطن العربي"، مشيرة إلى أن البصيص حصل مؤخرا على جائزة الشارقة.

ليلى العثمان: «أنفض عني الغبار» يرصد سيرتي الذاتية

في دار "العين" للنشر، وقعت الأديبة ليلى العثمان أحدث إصداراتها "أنفض عني الغبار".

وبهذه المناسبة، قالت العثمان: "أنا في هذه السنة، وبعد صمت عن كتابة الرواية، أصدرت كتابا بعنوان "أنفض عني الغبار"، وهو عبارة عن سيرة امرأة وكاتبة، تتضمن حياتي وطفولتي إلى أن بدأت في الكتابة، وإنتاجي الذي كتبته".

وتابعت العثمان: "أنا سعيدة بصدور الكتاب، ولكن عند مراجعتي وجدت أن هناك أشياء كثيرة مهمة نسيت أن أسجلها، وإن شاء الله في الطبعة الثانية سأقوم بعمل الإضافات، وإذا كان هناك شيء يمكن أن أقوم بإزالته لم يعجب القراء، فسأزيله".

وعند سؤالها: هل صعب أن يكتب المرء سيرته؟، أجابت العثمان: "هو صعب، لأن المرء في هذه الحالة يجب أن يكشف عن كل ما بداخله، فأنا كتبت عن طفولتي بصدق شديد، وعن الجوع الذي عانيته والبرد، والتعب، وكيف تطورت حياتي بعد ذلك".

وأكدت أن هناك صعوبة، لأنه عندما يكتب المرء سيرته سيكتب عن آخرين، سواء كانوا إيجابيين أو سلبيين اتجاهك، مشيرة إلى أن فيها صعوبة، ولكن لابد أن يكون فيها صدق شديد من دون تزوير، ومن دون تزيين للحياة.

وأضافت: "لدي كتاب آخر عن الأسفار، سأصدره من خلال دار الفراشة، وسيكون صادرا في المعرض المقبل".

وشهد جناح "منشورات ضفاف" حفل توقيع ديوان "صباح يشرب البرتقال" للدكتورة نجمة إدريس، التي صرحت بهذه المناسبة قائلة: "صباح يشرب البرتقال" من الصعب أن تقول للشاعر عمّ تكتب، لأن الشاعر يطالب دائما الناس بأن يكتشفوه، وأي ديوان جديد يمثل مرحلة من حياة الإنسان، ورأيه في الحياة، وفي الأشياء، ومختلف الأمور".

وأشارت إدريس إلى أن القصائد الموجودة في الديوان متفاوتة فيما هو جديد، وكتبته خلال سنة أو سنتين، وفيما هو يعود إلى سنوات قليلة، مشيرة إلى أن الذي يطالع الفهرس سيرى أن الديوان مقسم إلى عدة أبواب، وكل باب يغطي مرحلة من المراحل.

وعن سبب اختيارها العنوان تقول إدريس: "أحببت أن يكون عنوانا يدل على ما وراءه، وأحببت هذا العنوان لأن فيه نوعا من الاستبشار والأمل، فالإنسان يعول على الأمل دائما، وهو خيارنا الأخير، وكل مرحلة من المراحل لابد أن يكون فيها صباح جديد، ويوحي أن بداية النهار هي بداية التأمل، والتحاور مع الحياة لأجمل الأشياء وألطفها، وأرقها، وقد اخترت هذا الجزء من النهار أو هذه الفترة من النهار لتأملات، ودائما يرتبط الفطور أو الصباح بشيء منعش".

بثينة العيسى: الإنترنت أكبر رافعة تسويقية لأعمالي
back to top