معاناة الطفل الفلسطيني

نشر في 17-11-2017
آخر تحديث 17-11-2017 | 00:08
 أ. د. فيصل الشريفي منذ احتلال الكيان الصهيوني لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني يعاني كل أنواع العذاب من تهجير وقتل وسجن وحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية، لكن ومع ذلك ظل صاحب الأرض شامخاً يسطر أروع صور التضحيات بعزيمة وإصرار على التمسك بأرضه وهويته الوطنية، رغم كل تلك القسوة الصهيونية والتخاذل الدولي.

هذا الأسبوع استضافت دولة الكويت المؤتمر الدولي تحت عنوان "معاناة الطفل الفلسطيني"، حيث افتتح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أعمال المؤتمر بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لمنظمة جامعة الدول العربية السيد أحمد أبوالغيط، وبمشاركة رسمية وشعبية واسعة، مما يدل على الدعم الذي تقوم به دولة الكويت لنصرة القضية الفلسطينية إيماناً منها بالثوابت العربية والإسلامية الأصيلة.

لقد واجه الطفل الفلسطيني الاحتلال بإرادة الجبال، فحمل الحجارة أمام البندقية، فغير المعادلة وأجبر العالم على النظر لقضيته، ويكفيه فخراً وشموخاً حضوره وصلابته في ميادين المواجهة، وكيف لا وهو من قدم أكثر من ألفي شهيد منذ عام 2000 والآلاف ممن يقبعون تحت سجون الكيان الإسرائيلي، ناهيك عن الآلاف من الجرحى، ومع ذلك لم تنثن عزيمته ولم ينحن لعدوه.

الأحمال الثقيلة لا يقوم بها إلا أهلها، والصغير سيكبر، والأيام ستثبت ذلك، ولا بد للقيد أن ينكسر، والرهان على أطفال اليوم الذين يشكلون قرابة الـ40% من مجمل السكان لن يكون إلا رهان الصابرين، فمن سطر البطولات وأعطى الدرس تلو الدرس لمفهوم التمسك بالأرض وقوة العزيمة لا تنتظر منه التراجع، فهنيئاً لأمهات لا تلد سوى الليوث.

رسالة الكويت واضحة، فهي تقف مع الحق، وتحمل الأقصى في قلبها، فلا مكان للتطبيع مع إسرائيل إلا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني كل حقوقه المسلوبة، وترجع له أرضه وكرامته التي رفعها أطفال الحجارة بأيديهم الطاهرة، فلا أحد يزايد على الموقف الكويتي الرسمي والشعبي من قضية التطبيع مع الكيان المحتل، ونذكرهم بقول أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، بأن الكويت لن تكون إلا الدولة الأخيرة إن حصل هذا التطبيع، وبعد أن يعم السلام ربوع فلسطين، وبمباركة الشعب الفلسطيني، وهو الموقف المعلن والثابت لدولة الكويت.

لمن يريد أن يلوي ذراع الحقيقة نذكره بما فعلته الكويت عندما احتضنت منظمة فتح، وبالدور البطولي للشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، حينما خاطر بحياته من أجل إخراج الرئيس الراحل ياسر عرفات من الأردن أيام ما يسمى بأحداث أيلول الأسود.

الكويت احتضنت هذا المؤتمر إيمانا منها بقضية فلسطين وبحق الطفل الفلسطيني وما يعانيه من تنكيل يقوم به الكيان المحتل دون مراعاة لحقوق الطفل الطبيعية، التي نصت عليها المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، ولتعيد للأذهان صورة الطفل محمد الدرة وصور قوافل الشهداء والآلاف ممن يقبعون تحت الظلم والبطش الصهيوني، كما أنها رسالة تحمل معها صرخة للضمير الإنساني إن وجد.

ودمتم سالمين.

back to top