لبنان: عون يتجه إلى موقف متشدد من الرياض

• جعجع لـ «حزب الله»: انسحبوا من أزمات المنطقة
• قرقاش: الأزمة سببها النأي بالنفس الانتقائي

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 21:15
عون مستقبلاً منظمي ماراثون بيروت أمس في بعبدا	(دالاتي ونهرا)
عون مستقبلاً منظمي ماراثون بيروت أمس في بعبدا (دالاتي ونهرا)
غداة تلقي الرئيس اللبناني ميشال عون اقتراحاً سعودياً بإيفاد صهره وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى الرياض للقاء رئيس الحكومة اللبنانية، الذي أعلن استقالته سعد الحريري، صعد الرئيس اللبناني من لهجته تجاه المملكة، في خطوة تظهر أن الأزمة ماضية إلى مزيد من التوتر.
صعّد الرئيس اللبناني ميشال عون من لهجته، التي تحمل السعودية مسؤولية استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وتتهمها باحتجازه في المملكة ومنع عودته إلى بيروت، على عكس خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الأول، الذي جدد فيه انتقاداته للرياض لكن رصدت فيه إشارات إيجابية.

وأعلن المكتب الإعلامي في ​رئاسة الجمهورية​ اللبنانية أمس، أن «رئيس الجمهورية ميشال عون أبلغ مراجع رسمية محلية وخارجية أن «الغموض المستمر منذ أسبوع والذي يكتنف وضع رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​ منذ إعلان استقالته، يجعل كل ما صدر وما يمكن أن يصدر عنه من مواقف أو خطوات أو ما ينسب إليه لا يعكس الحقيقة بل هو نتيجة الوضع الغامض والملتبس، الذي يعيشه في المملكة العربية ​السعودية​ لا يمكن الاعتداد به».

ودعا عون​، ​السعودية​ إلى «توضيح الأسباب، التي تحول حتى الآن دون عودة رئيس الحكومة المستقيل​«، مؤكداً أن «​لبنان​ لا يقبل بأن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية».

وقال مسؤول لبناني كبير لـ«رويترز»، إن عون أبلغ سفراء أجانب بأن الحريري «تعرض للخطف، ويجب أن تكون له حصانة». وخلال استقباله وفداً من «جمعية ​بيروت​ ماراثون» برئاسة مي الخليل، دعا عون إلى المشاركين غداً في « ماراتون بيروت» الى أن «يركضوا تحت شعار عودة الحريري إلى لبنان، لتأكيد التضامن معه وجلاء الغموض الذي يكتنف وجوده خارج لبنان»، مشدداً على أن «يكون ماراتون بيروت غداً تظاهرة رياضية وطنية للتضامن مع الرئيس الحريري ومع عودته إلى وطنه».

وتلقى الرئيس اللبناني​ اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتداول معه في الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة المتصلة باستقالة الحريري. وشدد ماكرون على «التزام ​فرنسا​ دعم ​لبنان​ ووحدته وسيادته واستقلاله، والمساعدة في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني فيه». واتفق عون وماكرون على استمرار التشاور في ما بينهما لمتابعة التطورات.

وفي وقت لاحق، التقى عون​ في هذه الأثناء المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​ للاطلاع على نتائج جولته الخارجية.

وأكد ابراهيم، أنه «لم يتلق أي دعوة سعودية لزيارة الرياض، وليس صحيحاً ما قيل، إنه سيقوم بزيارة السعودية». وقال: «لقد وضعت الرئيس عون في جو الجولة التي قمت بها، والأجواء إيجابية».

البخاري

من ناحيته، كرر القائم بالأعمال السعودي في ​لبنان​ ​وليد البخاري​ نفيه أن يكون الحريري​ في الإقامة الجبرية، معتبرا أن وضع الحريري هو بإرادته في ​السعودية،​ وليس بإقامة جبرية. وعلى هامشه لقائه بوفد من العشائر العربية في لبنان ورداً على سؤال حول عدم عودة الحريري إلى لبنان أكد أن «عودته رهن به شخصياً وربما يقرر عدم العودة لأسباب أمنية ولخشية من تعرضه لاغتيال».

زيارة الراعي

إلى ذلك، تلقى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي يرأس الكتلة النيابية لتيار «المستقبل» اتصالاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي قبيل سفره إلى السعودية، بينما قال رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن «الأولوية اليوم هي لعودة الحريري وجلاء كل التباس حصل في ما يتعلق باستقالته وعندها يبنى على الشيء مقتضاه».

جعجع

وفي رد غير مباشر على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على حسابه على موقع «تويتر»: «إلى كل الذين يذرفون الدموع على غياب الرئيس سعد الحريري من فريق 8 آذار، لو كنتم فعلاً تريدون عودته إلى لبنان لتطلبَ الأمر قراراً واحداً لا غير، وهو الانسحاب من أزمات المنطقة. والسلام!».

في المقابل، لفت رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «​​القوات اللبنانية​​« ​​شارل جبور​​ إلى أن «القوات اللبنانية تعتبر أن رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ قدم استقالته بملء إرادته لا بسبب ضغوط ما أو بسبب قرار خارجي أو داخلي كان».

وفي حديث إذاعي، أشار جبور إلى أن «​حزب الله​ نجح بحرف النقاش عن استقالة الحريري وتدخله في المنطقة ادى لهذه الاستقالة»، وأفاد بأن «الحريري سيكون في ​بيروت​ في أقرب فرصة ممكنة وكل الضجة الإعلامية ستكون عابرة».

قرقاش

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الأزمة التي تحيط بلبنان تعود، على حد تعبيره، إلى «ممارسة النأي بالنفس الانتقائي في القضايا الإقليمية» بالإضافة إلى «تغوّل حزب الله على الدولة، وازدواجية التوجه بين الحياد العربي والإنحياز الإيراني لا يعبر عن رسالة لبنان وموقعه».

وأضاف قرقاش: «من حقنا في الخليج العربي أن نرى العلاقات في سياقها الطبيعي، أن نفيد ونستفيد وأن لا نؤذي ولا نؤذى، والصلات السويّة لا تقوم على طريق فردي أحادي الاتجاه، وفي الحد الأدنى يبقى الحياد والنأي بالنفس الملاذ الأسلم».

دار الفتوى لحل الأزمة وأسباب الاستقالة

قال مفتي طرابلس والشمال الشيخ ​مالك الشعار​ إن «التريّث بعد استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أمر مرغوب فيه، ولكن على الدولة أن توجد الحلّ أو أن تسعى إليه».

وفي حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، نفى الشعار أن يكون موقفه مغايراً لموقف القوى الأخرى، لاسيما السنّية منها، مشدداً على ضرورة السعي الى الحلّ، خصوصاً أنه مرّ نحو أسبوع على الاستقالة، قائلاً: «لقد تُرك الحلّ للدولة، لأن لديها معلومات متعدّدة داخلية وخارجية، وهي تبحث الموضوع مع سفراء ووزراء».

وشدّد على أن القضية الأساس هي أسباب الاستقالة، موضحاً أن ​دار الفتوى​ تريد حلاً للأزمة وأسباب الاستقالة.

وأوضح أن التريّث هو لتجنّب الاصطدام في الداخل او في الخارج، وبالتالي تكون الخطوات أكيدة وهادئة وصادقة وهادفة، خصوصاً أن ​لبنان​ لا يستطيع أن يصطدم مع أحد، لكن هذا لا يحول دون الوصول للحلّ الذي يقع على عاتق السياسيين، وهنا دور الحوار.

وذكّر الشعار بما كان قد قاله أمس في خطبة الجمعة، عن أن القيم تقوم على الحوار، وبالتالي «علينا أن نحاور بالتي هي أحسن».

وكرّر أن التريّث هو من أجل استبعاد تداعيات الأزمة، لكن الاستقالة خطيرة والمضمون أخطر.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الأزمة الحالية ستدفع الى وضع كل مشاكل لبنان على طاولة البحث، أوضح أن «الحوار يقرّب البعيد، ويحل العقد، على أن يتم بين العقلاء. لدينا مجموعة أزمات أبرزها ​حزب الله، ولا يمكن حلها إلا بالحوار».

back to top