معركة الأسد والأكراد في الرقة مرهونة بقمة ترامب - بوتين

دمشق تسيطر على البوكمال بدعم «الحشد» العراقي... وموسكو تنفي الخلاف معها على «سوتشي»

نشر في 10-11-2017
آخر تحديث 10-11-2017 | 00:04
جنود موالون للنظام في ريف دير الزور يوم الأحد (أ ف ب)
جنود موالون للنظام في ريف دير الزور يوم الأحد (أ ف ب)
عشية القمة الثانية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، التي فرضت الأزمة السورية نفسها عليها، علمت «الجريدة» أن محور اللقاء سيكون الحرب على الإرهاب في سورية، ومرحلة ما بعد تنظيم «داعش»، إضافة إلى المعركة المرتقبة في الرقة بين جيش الرئيس بشار الأسد والأكراد.
كشف أحد مستشاري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن موضوع الحرب على الإرهاب في سورية ومرحلة ما بعد «داعش» سوف تكون موضع بحث خلال اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في فيتنام اليوم.

وفي تصريحات خاصة لـ«الجريدة»، أشار المسؤول الإيراني إلى أن كل الأمور اليوم مرهونة بهذا الاجتماع، إذ إن الجيش السوري والقوات الموالية له مصرة على التوجه نحو الرقة بعد الانتهاء من تطهير دير الزور والبوكمال من «داعش»، وأن هناك اتفاقيات مع القوات العراقية والحشد الشعبي لإسناد القوات السورية وحلفائها من الشرق، وفي المقابل يهدد الأميركيون بفتح جبهة الجنوب السوري والجنوب اللبناني فيما لو تقدم النظام وحلفاؤه تجاه القوات الموالية للولايات المتحدة في الرقة.

وأعلن مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أمس، أن لقاء جديداً سيعقد بين بوتين وترامب اليوم في فيتنام على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، موضحاً أنه «يجري التباحث فيه».

ويشارك الرئيسان اللذان عقد اجتماعاً للمرة الأولى في يوليو على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا، اعتباراً من اليوم في قمة «أبيك» في دانانغ بفيتنام.

ورغم إشارة ترامب بوضوح إلى اللقاء مع نظيره الروسي خلال لقائه صحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأحد، فإن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكد أن مثل هذا اللقاء لم يتقرر بعد. وقال لدى سؤاله في بكين حيث يرافق ترامب: «لم يتم الاتفاق أبداً حول عقد لقاء ثنائي رسمي».

وأضاف تيلرسون «نواصل محادثاتنا. المسألة تتعلق بمعرفة ما إذا كان هناك مادة كافية للتباحث بشأنها»، مشيراً خصوصاً إلى المحادثات الجارية حول سورية وأوكرانيا.

ولا تزال العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أدنى مستوياتها منذ انتخاب ترامب، وذلك على خلفية النزاع في سورية أزمة أوكرانيا والاتهامات بتدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة ترامب.

استعادة البوكمال

ميدانياً، أعلن جيش الرئيس السوري بشار الأسد استعادة كامل مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية، والتي كانت تعد آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في سورية والعراق.

وجاء في على لسان الناطق باسم القيادة العامة للجيش، في بيان بثه الإعلام الرسمي، إن «وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرر مدينة البوكمال في ريف دير الزور» وذلك «بعدما خاضت معارك عنيفة ضد تنظيم داعش الإرهابي فى المنطقة الشرقية»، مشيرة إلى أن وحدات الهندسة في الجيش تقوم حالياً «بتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات من أحياء المدينة».

وأكدت قيادة الجيش السوري أن «تحرير مدينة البوكمال يكتسب أهمية كبيرة كونه يمثل إعلاناً لسقوط مشروع هذا التنظيم في المنطقة عموماً»، مشيرة إلى أن هذا التقدم يتيح تأمين «طرق المواصلات بين البلدين الشقيقين»، كما يشكل «هذا الإنجاز الاستراتيجي منطلقاً للقضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها على امتداد مساحة الوطن».

وعلى وقع هجمات ضده من طرفي الحدود بين سورية والعراق، انكفأ تنظيم «داعش» إلى مدينة البوكمال، التي أفاد الإعلام الرسمي السوري مساء أمس الأول عن دخول الجيش السوري والقوات الموالية لها بعد تطويقها كاملة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره أن «حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين عراقيين يشكلون عماد المعركة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من البوكمال».

وطردت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الأسبوع الماضي التنظيم من قضاء القائم المقابل للبوكمال من الجهة العراقية. وعلى وقع هجمات عدة، خسر خلال الأسابيع الماضية الجزء الأكبر من المحافظة، وطُرد بشكل كامل من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.

وخسر التنظيم خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورية والعراق في عام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على بعض المناطق المتفرقة، وخصوصاً عند الحدود السورية العراقية.

وينحصر وجود التنظيم المتطرف في منطقة محدودة في محافظة دير الزور، وفي جيوب صغيرة في محافظة حمص وقرب دمشق. ولم يعد أمام القوات العراقية سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، ليعلن استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها عام 2014.

خطر الغوطة

إنسانياً، طالبت الأمم المتحدة أمس بإجلاء 400 مريض بينهم 29 يواجهون خطر الموت، من الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام منذ 2013.

وقال رئيس مجموعة العمل الإنسانية يان إيغلاند، أمام الصحافيين، «نحو 400 رجل وامرأة وطفل- ثلاثة أرباعهم نساء وأطفال- يجب أن يتم إجلاؤهم الآن»، موضحاً أن 29 منهم بينهم 18 طفلاً «سيموتون في حال عدم إجلائهم».

مؤتمر سوتشي

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تعمل بالتنسيق مع دمشق والأمم المتحدة وغيرهما من الشركاء الدوليين بنشاط من أجل عقد مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، إن موسكو لا ترى أي خطوات من قبل الحكومة السورية تهدف إلى إفشال المؤتمر، داعية إلى كف البحث عن «أي تناقضات» في مواقف موسكو ودمشق.

وأكدت زاخاروفا أن موقف روسيا الداعم لإشراك أكراد سورية في الحوار الوطني السوري لم يتغير ولا يزال ثابتاً، آملة أن «يصبح المؤتمر نقطة مهمة في طريق استعادة وحدة المجتمع السوري وتنوعه الديني والقومي وتأكيد مبادئ الوفاق الوطني وبناء المؤسسات السياسية».

back to top