خراب البلدية... وانضباطية «المرور»!

نشر في 05-11-2017
آخر تحديث 05-11-2017 | 00:19
 عبدالمحسن جمعة لم يكن أحدٌ راضياً عن الوضع المروري غير المنضبط والفوضوي الذي تعيشه الكويت منذ سنوات طويلة، ومنظر شوارع العاصمة وضواحيها المكتظ بالسيارات المتوقفة فوق الأرصفة وعلى جوانبها بشكل غير نظامي، وتسد الطرق، وتحجب أماكن المشاة والعبور، والذي كان يرافقه تراخي أجهزة المرور، وغياب دورياتها عن ساحة العمل الفعلية في الشوارع، بعيداً عن المكاتب المكيَّفة.

في نفس الوقت من العام الماضي خرجت علينا الإدارة العامة للمرور بـ"هبّة" سحب لوحات السيارات المتوقفة فوق الأرصفة والأماكن الممنوعة، التي استمرت شهرين، ثم انتهت الحملة، و"عادت حليمة لعادتها القديمة". علماً بأنه غالباً ما تبدأ حملات الإدارة العامة للمرور في فصل الشتاء، حتى يتمكَّن السادة الضباط والأفراد من التواجد في الشارع، وعندما تزيد حرارة الجو "تترك القرعة ترعى"، رغم أن معظم أيام السنة في الكويت يكون الطقس فيها صيفياً وحاراً.

ربما يكون هناك عذر لإخواننا في المرور، لأنك "إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع"، والكويت بعد الفوضى والتسيب اللذين حدثا في العشرين سنة الماضية، واللذين تسببت فيهما بلدية الكويت وغياب التخطيط الحكومي، نتج عنهما وضع كارثي يصعب إصلاحه. ففي تقرير نُشر أخيراً، أوضح أن هناك 10 آلاف بناية سكنية ومجمع إداري وتجاري في الكويت تم بناؤها دون توفير مواقف سيارات كافية، بسبب فساد وتسيب البلدية.

وفي تقرير آخر لمؤسسة هولندية دولية متخصصة في البنى التحتية، صُنفت الكويت ضمن أسوأ 15 دولة في وسائل النقل الجماعي. تصوَّروا 3 شركات نقل عام تجوب الكويت وتزحم الشوارع وتلوث البيئة، فيما مشروع مترو الكويت منذ اعتمده مجلس الوزراء عام 2004 يدور بين أصحاب المكاتب الاستشارية، ويقبضون عشرات الملايين من الدنانير في دراسات فنية وجدوى اقتصادية دون أن يُنفذ.

ونسأل الحكومة وبلدية الكويت ووزارة الأشغال: ما فائدة شبكة الطرق الضخمة الجديدة التي تبنونها إذا كانت السيارات ستصب في النهاية بوسط المدينة أو حولي والسالمية أو الفروانية المخربة بعشرة آلاف بناية من دون مواقف؟ فأين ستذهب كل هذه السيارات؟! بالطبع سيكون مستقرها النهائي فوق الأرصفة، وفي الأماكن الممنوعة.

نعيد ونكرر للحكومة... ونقسم بالله وتالله... لو وُجد مترو حديث ونظيف يمتد لجميع مناطق البلد سأترك أنا - ومثلي كُثر- سيارتي في موقف وسط ضاحيتي السكنية، وأركب محطة المترو من مواقف الجمعية، مثلاً، إلى مجمع الوزارات أو سوق شرق أو وسط السالمية لأنجز أموري وأعود لبيتي معززاً مكرَّماً دون أن أخوض حرب الشوارع ومعارك مواقف السيارات. فيا حكومة، نفذي مشروع المترو، وعليكِ بإنهاء صراع المتصارعين والمنتفعين من إيقافه!

back to top