سرطان الثدي... نقص البكتيريا متّهم أوّل!

نشر في 14-10-2017
آخر تحديث 14-10-2017 | 00:00
No Image Caption
أجرى الباحثون فحوصاً على البكتيريا التي تكوّن أنسجة ثديي النساء المصابات بسرطان الثدي، وتبيّن أنّ مستويات البكتيريا من نوع ميتيلوبكتيريوم غير كافية.
يُعرف الميكروبيوم البشري، أو العدد الإجمالي للبكتيريا التي تعيش في جسم الإنسان، بأدائه دوراً رئيساً في تطوير أمراض عدة، خصوصاً البكتيريا التي تعيش في الأمعاء وترتبط بكثير من الحالات المرضيّة، كالسكّري من النوع الثاني والباركنسون والتصلّب المتعدّد.

كذلك تطرّقت دراسات سابقة إلى الرابط بين تطوير سرطان الثدي وبين ميكروبيوم الأمعاء، وأشارت إلى أنّ الأخير ينظّم مستويات هرمون الإستروجين، ما يؤدّي إلى سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الإستروجين.

لكنّ الاهتمام الموجّه إلى الميكروبيوم الذي يعيش في أنسجة ثديي المريضات صار محدوداً للغاية، فالباحثون يدرسون تكوين البكتيريا في أنسجة ثديي المصابات بالسرطان.

الدكتور شاريس إينغ، رئيس معهد الطبّ الجينومي في مركز «كليفلاند كلينك» في أوهايو، قاد دراسة إلى جانب الدكتور ستيفن غروبماير، مدير خدمات الثدي في مركز «كليفلاند كلينك».

هانا وانغ، باحثة في معهد الطبّ الجينومي قسم ليرنر للبحوث في مركز «كليفلاند كلينيك»، هي أوّل كاتبة للدراسة الحديثة التي نُشرت في مجلّة Oncotarget الطبّيّة.

مضادات حيوية

أجرت الدكتورة وانغ وزملاؤها دراسة على أنسجة ثديي 78 امرأة، 57 منهنّ خضعن لجراحة استئصال الثديين لأنّهنّ كنّ مصابات بالسرطان، و21 منهنّ يتمتّعن بصحّة جيّدة وخضعن لجراحة تجميل الثديين.

لم يدرس الباحثون ميكروبيوم أنسجة الثدي فحسب، بل بكتيريا البول والفم لدى النساء أيضاً.

وجدت الدراسة أنّ مستويات البكتيريا من نوع ميتيلوبكتيريوم كانت أدنى بكثير لدى المصابات بسرطان الثدي، مقارنة بمن يتمعن بصحة جيدة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات مستويات مرتفعة ممّا يسمّى البكتيريا إيجابيّة الغرام في البول (تحتفظ باللون البنفسجي الناتج عن معالجتها بصبغة غرام بعد إضافة صبغة الصفرانين (حمراء اللون)، ذلك لاحتواء جدارها الخلوي على مادة الببتيدوجلايكان)، بما فيها البكتيريا العنقودية والوتدية والبروبيونيات والشعية الفطرية.

لكنّ الباحثين يشيرون إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث لفهم دور هذه البكتيريا في سرطان الثدي. كذلك يحتاج إثبات صحة النتائج إلى «مجموعة أكبر من المريضات المطابقات سريريّاً».

يقول الخبراء إن الدراسة هي الأكبر في مجالها التي تناولت الميكروبيوم في ثديي المصابات بالسرطان». ويؤكّد الدكتور شاريس إينغ: «حسب معلوماتي، هذه أوّل دراسة تدرس أنسجة الثدي وأماكن بعيدة في الجسم بحثاً عن اختلافات البكتيريا المرتبطة بسرطان الثدي. نأمل بإيجاد علامات بيولوجيّة تساعدنا في التشخيص المبكر بسرعة وسهولة».

ويتابع: «نحلم بأن نتمكّن من استخدام الميكروبات الحيويّة قبل ظهور سرطان الثدي ثمّ منعه بواسطة البروبيوتيك أو المضادّات الحيويّة». ويشرح هذه النقطة: «إذا استطعنا استهداف البكتيريا «الموالية» للسرطان، قد نجعل البيئة غير مضيافة لهذا القاتل فنعزّز العلاجات القائمة».

ويضيف: «نحتاج إلى مزيد من الدراسات في هذا المجال، لكنّ العمل الذي قدّمناه خطوة أولى ثابتة لفهم دور الاختلالات البكتيريّة بشكل أفضل وعلاقتها بسرطان الثدي».

ويعمل راهناً كل من المؤلفين مع باحثين آخرين على استخدام التكنولوجيا النانويّة لاستهداف بكتيريا محدّدة تؤدي أيضاً إلى الإصابة بسرطان الثدي.

يُشار إلى أن العلاجات المستقبليّة المرتكزة على التكنولوجيا النانوية توصل المضادات الحيوية مباشرةً إلى البكتيريا المقصودة.

back to top