الكآبة ومرض القلب... علاقة مزدوجة

نشر في 11-10-2017
آخر تحديث 11-10-2017 | 00:02
No Image Caption
يمرّ كل إنسان بأيام يشعر خلالها بالحزن، أو التشاؤم، أو اليأس. إنها أعراض الكآبة. بحسب البحوث الأخيرة، تتعلّق هذه الأعراض بالإصابة بداء القلب.
إذا دامت مشاعر الحزن لأسابيع، أو إذا فقدت تدريجياً الأمل والسعادة في شتى مجالات حياتك، فربما تعاني الكآبة.

تُعتبر الكآبة مرضاً شائعاً، شأنها في ذلك شأن داء القلب. لذلك لا عجب في أن يعاني البعض المرضَين معاً، حتى أن بعض الدراسات يشير إلى أن احتمال الإصابة بالكآبة يرتفع إلى نحو الضعف بين مرضى القلب، مقارنة بفئات الناس الأخرى. على نحو مماثل، يزداد خطر الإصابة بمرض القلب بين مَن يعانون الكآبة.

يذكر الدكتور كريستوفر سيلانو، طبيب نفسي من برنامج البحوث النفسية القلبية في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «من الضروري أن يتنبه الناس لهذا الرابط وأن ينالوا العلاج الملائم للكآبة لأنها قد تشلّ حياتهم».

قلب مثقل

تؤثر الكآبة في الجسم بأكمله، لا الدماغ فحسب، فقد ربطها الباحثون بحالات الالتهاب الخفيفة، وانسداد الشرايين، وتمزق الصفيحات المليئة بالكولسترول. كذلك تعزّز الكآبة إنتاج هرمونات الإجهاد، التي تحدّ من تفاعل القلب والشرايين مع المطالبة بزيادة تدفق الدم. فضلاً عن ذلك، ينشّط هذا الاضطراب أجزاء من خلايا الدم تُدعى صفيحات دموية، ما يزيد بالتالي احتمال تكتّلها وتشكيلها جلطات في مجرى الدم.

علاوة على ذلك، يحوّل كثير من أعراض الكآبة (مثل تراجع معدلات النشاط وغياب الحوافز) التمرّن بانتظام، واتباع عادات غذائية صحية، والالتزام بنظام دواء محدد إلى تحدّ كبير. ويساهم هذا بدوره في تعليل ارتفاع احتمال الإصابة بمرض القلب بين مرضى الكآبة، وفق الدكتور سيلانو.

بعد التعرّض لنوبة قلبية (تُشخّص الإصابة بمرض القلب في هذه المرحلة غالباً)، من الطبيعي أن يشعر المريض بالاستياء، واليأس، والتوتر. كذلك يُعتبر القلق، الذي يترافق مع الكآبة غالباً أمراً شائعاً في حالات مماثلة. ويحتاج مَن يخضعون لجراحة مجازة أو استبدال صمام القلب إلى أشهر ليتعافوا جسدياً بالكامل. ولا شك في أن هذا الإجهاد ينعكس سلباً على صحتهم العقلية. نتيجة لذلك، يعاني هؤلاء المرضى الأرق ويشعرون بالتعب. ولكن إذا لم تتحسن هذه الأعراض تدريجياً بمرور الوقت، فقد تكون مؤشراً إلى الكآبة، وفق الدكتور سيلانو.

في عام 2014، أدرج بيان جمعية القلب الأميركية الكآبة بين عوامل الخطر التي تعيق عملية تعافي المريض بعد إصابته بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية غير مستقرة (ألم في الصدر خلال الراحة يعود إلى تراجع تدفق الدم إلى القلب). كذلك كشفت إحدى الدراسات أن خطر الموت بسبب نوبة قلبية يزداد بنحو ثلاثة أضعاف بين مرضى الكآبة، مقارنة بمن لا يعانون هذا الاضطراب.

علاج الكآبة

إن كنت تظنّ أنك تعاني الكآبة، فالجأ أولاً إلى طبيبك العام، الذي يصف لك مضادات كآبة تكون غالباً من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، مثل السيرترالين (Zoloft)، السيتالوبرام (Celexa)، أو الإسيتالوبرام (Lexapro). تُعتبر هذه الأدوية آمنة وفاعلة لمرضى القلب الذين يعانون الكآبة.

هل تعاني الكآبة؟

برهن السؤالان التاليان فاعليتهما في تشخيص الكآبة بين مرضى القلب:

• هل انتابك خلال الشهر الماضي شعور بالإحباط، أو اليأس، أو الحزن؟

• هل لاحظت خلال الشهر الماضي أنك فقدت كل متعة أو اهتمام بأمور اعتدت الاستمتاع بها سابقاً؟

إذا أجبت بنعم عن أحد هذين السؤالين، فهذا مؤشر إلى أنك تعاني الكآبة على الأرجح.

تشمل أعراض الكآبة الشائعة الأخرى:

• تراجع النشاط.

• فقدان الشهية، أو رغبة ملحة وغير اعتيادية في تناول الطعام.

• صعوبة في النوم.

• خسارة الثقة بالنفس وتقدير الذات.

• مزاج عكر طوال اليوم.

• تعب مفرط.

• تراجع الرغبة الجنسية.

back to top