ألو دكتور

نشر في 10-10-2017
آخر تحديث 10-10-2017 | 00:00
No Image Caption
علامَ تشتمل جراحة زراعة الشعر؟ وكم تدوم؟ وما أوجه الاختلاف بينها وبين عملية زراعة خصل الشعر (hair plugs)؟ لم أتجاوز الرابعة والثلاثين من عمري، لكنني خسرتُ كثيراً من شعري وجربت أنواعاً عدة من الشامبو الذي ينمي الشعر من دون جدوى.

تشكّل زراعة الشعر أحد أشكال زراعة الجلد، يعيد خلالها الطبيب ترتيب الشعر الذي تملكه بنقله والجلد من موضع إلى موضع آخر في الرأس. تُعتبر هذه الجراحة علاجاً فاعلاً ودائماً لخسارة الشعر، لكنها عالية الكلفة وتتطلب فترة تعافٍ طويلة. وفي معظم الحالات، تفرض على المريض الخضوع لجراحات عدة بمرور الوقت بغية الحصول على أفضل النتائج. لذلك لا يلجأ إليها الطبيب عموماً إلا بعد استنفاد علاجات خسارة الشعر الأخرى كافة.

يعود مفهوم زراعة الشعر إلى خمسينيات القرن الماضي عندما اكتشف العلماء أن من الممكن نقل أجزاء من الشعر والجلد من الجهة الخلفية أو الجانبية لفروة الرأس (مناطق لا تتأثر عموماً بخسارة الشعر المرتبطة بالتقدم في السن) إلى أجزاء أصابها الصلع في الرأس. وهكذا يواصل الشعر المزروع نموه بالطريقة عينها كما كان ينمو قبل نقله.

شملت إحدى تقنيات زراعة الشعر التي استُخدمت طوال سنوات إعادة نقل رقع من الجلد توازي بحجمها وشكلها ممحاة قلم الرصاص وتضمّ كل منها 10 إلى 15 شعرة. وكانت مسافات صغيرة تُترك بين كتل الشعر. من هنا جاء مصطلح زراعة {خصل الشعر}. لكن هذه التقنية ما عادت مستخدمة عموماً. بدلاً من ذلك، صار الشعر يُزرع على شكل رقع بالغة الصغر تضمّ كل منها شعرة أو اثنتين فقط، ما يمنح الشعر مظهراً طبيعياً.

فيما تحاول اتخاذ القرار بشأن زراعة الشعر، ثمة عوامل عدة عليك أخذها في الاعتبار. أولاً، تأمّل جينات عائلتك المرتبطة بفقدان الشعر. تذكّر كيف يبدو (أو بدا) أقاربك الرجال في طرفي عائلتك في عقدهم السادس أو السابع من العمر. وإذا لاحظت قواسم مشتركة في طريقة خسارتهم شعرهم، فربما تكوّن فكرة عن المنحى الذي تسلكه خسارتك شعرك.

هذه الخطوة مهمة لأن زراعة الشعر لا تبدّل تركيبتك الوراثية. ولما كنت لا تزال في ثلاثينياتك، فمن المرجع أن تواصل خسارة الشعر بعض الوقت. ويعني هذا أنك إذا خضعت اليوم لجراحة زراعة شعر بغية تغطية المناطق التي أصابها الصلع، فستحتاج إلى جراحات إضافية لتعالج المناطق التي تستمر فيها خسارة الشعر كي لا تظهر بقع صلعاء بين المناطق المزروعة وتلك التي ما زال الشعر الطبيعي يغطيها.

ثانياً، فكّر في مرحلة التعافي. عندما تخضع لجراحة زراعة شعر، يحافظ الأخير على مظهره الطبيعي مدة شهر ثم يتساقط. وتمرّ بعد ذلك ثلاثة إلى خمسة أشهر قبل أن يبدأ الشعر المزروع بالنمو مجدداً. وتحتاج أيضاً إلى وقت إضافي ليبلغ الشعر الطول المناسب لتصففه بالطريقة التي ترغب فيها. ويعني هذا كله أنك لن تحصل على النتيجة المرجوة إلا بعد مرور ثمانية إلى 12 شهراً.

ثالثاً، جراحة زراعة الشعر مكلفة، تصل إلى 10 آلاف دولار أو أكثر، لأنها تُعتبر جراحة تجميلية عند استعمالها لمعالجة خسارة الشعر المرتبطة بالسن.

بعد أخذ هذه التفاصيل كافة في الاعتبار، يبقى من الأفضل عموماً تجربة علاجات خسارة الشعر أولاً، كالكريمات التي تحتوي على المينوكسيديل ولا تحتاج إلى وصفة طبية، قبل أن تخضع لجراحة زراعة الشعر. وإذا لم تعُد عليك الحلول التي لا تتطلّب وصفة طبية بأية فائدة، فتحدث إلى طبيبك بشأن دواء فيناستيريد الذي يحتاج إلى وصفة طبية. يؤخذ هذا الدواء يومياً على شكل حبة، واختبر رجال كثر تناولوه تباطؤاً في خسارة الشعر، حتى إن بعضهم تمتع بنمو جديد طفيف في شعره.

ولكن لا بدّ من التحذير أيضاً: يقدّم بعض الخبراء جراحات تشمل زراعة ألياف اصطناعية تشبه الشعر في فروة الرأس، وتترتّب أحياناً على هذه المقاربة تأثيرات جانبية خطيرة، لأن جسمك سيتصدى على الأرجح لهذه المواد الغريبة. لذلك، اضمن سلامتك باختيار طبيب مجاز يتمتع بالتدريب والخبرة اللازمين في معالجة خسارة الشعر.

* د. راندال روينيغك

back to top