بروتين طبيعي يساعد في تفادي «الزرق»

نشر في 07-10-2017
آخر تحديث 07-10-2017 | 00:00
No Image Caption
توشك مجموعة من العلماء أن تتوصَّل إلى إستراتيجية جديدة لتفادي العمى، ذلك عقب اكتشافها بروتيناً يُنتج طبيعياً ويحمي العين من أحد أبرز أسباب العمى: الزرق.
«الزرق» مصطلح عام يشمل عدداً من الأمراض تلحق الضرر بالعصب البصري، وهو كتلة من الألياف العصبية تربط الشبكية (نسيج يتأثر بالضوء يغطي الجهة الخلفية من العين) بالدماغ.

يحدث تلف العصب البصري خللاً في عملية نقل الإشارات البصرية إلى الدماغ، ما يؤدي إلى فقدان البصر والعمى.

يعود «الزرق» عموماً إلى ارتفاع ضغط العين، ما يلحق الضرر بالعصب البصري. إلا أن الآليات المحددة التي يحدث بها هذا الضرر في العصب البصري ما زالت غير واضحة. لكنّ باحثين من جامعة ماكاري في أستراليا نجحوا في تسليط بعض الضوء عليها.

اكتشف الفريق أن بروتيناً يُدعى السربين العصبي يؤدي دوراً أساسياً في صحة الشبكية، وأنه يتعطَّل في حالة «الزرق»، وأشار الباحثون إلى أن اكتشافهم ربما يقود إلى إستراتيجيات نحن بأمس الحاجة إليها للوقاية من هذا المرض ومعالجته.

السربين العصبي

سبق أن أثبت العلماء أن السربين العصبي بروتين يعوق نشاط إنزيم يُدعى البلاسمين ويحمي الخلايا العصبية من الضرر الناجم عن هذا الإنزيم.

في الدراسة، عمل الدكتور فيفيك غوبتا وزملاؤه على تحديد كيفية تأثر السربين العصبي والبلاسمين بـ»الزرق».

توصل الباحثون إلى اكتشافاتهم بتحليلهم خلايا شبكية من أشخاص أصحاء ومرضى زرق، فضلاً عن شبكيات من جرذان تعاني المرض.

كشف التحليل أن السربين العصبي يتعطَّل كرد فعل تجاه الإجهاد التأكسدي، الذي ينجم عن عوامل بيئية كتلوث الهواء.

الإجهاد التأكسدي خلل في التوازن بين إنتاج أنواع الأوكسجين التفاعلية (جزيئات تلحق الضرر ببنى الخلايا) وبين قدرة الجسم على التصدي لتأثيراتها المؤذية.

من اللافت أن الباحثين اكتشفوا أن السربين العصبي كان معطلاً في خلايا شبكية مرضى «الزرق» والجرذان المصابة به، ما منع هذا البروتين من تعطيل نشاط البلاسمين.

يوضح الدكتور غوبتا: «يؤدي نشاط الإنزيم المتنامي على الأمد الطويل إلى تآكل نسيج العين تدريجياً ويعزِّز موت الخلايا، مسبباً التأثيرات السلبية التي ترتبط بالزرق».

اكتشافات بالغة الأهمية

ما من علاج شافٍ لـ«الزرق» في الوقت الراهن، ولكن ثمة علاجات تسهم في إبطاء تقدمه في حال اكتشف باكراً.

يأمل الدكتور غوبتا وفريقه بأن تفتح اكتشافاتهم الباب إزاء إستراتيجيات جديدة تسهم في الوقاية من «الزرق» ومعالجته.

يذكر الدكتور مهدي ميرزاي، باحث في الدراسة من قسم الكيمياء والعلوم الحيوية الجزيئية في جامعة ماكاري: «لطالما تساءل أطباء العيون وعلماء البصر عمّا يلحق الضرر بالعصب البصري في الجهة الخلفية من العين، هذا الضرر الذي يرافق غالباً داء الزرق».

يضيف: «تساعدنا الاكتشافات البالغة الأهمية، التي توصلت إليها هذه الدراسة، في فهم آلية المرض والإجابة عن سؤال مهم حيّر العلماء طوال سنوات».

يؤكد الدكتور غوبتا: «فتحت هذه الدراسة التعاونية الطويلة الأجل خط بحوث جديداً بالكامل حول مرض «الزرق» سيؤدي إلى أنواع علاج جديدة».

يخطِّط الفريق للتحقّق في الدراسات المستقبلية مما إذا كانت مضادات الأكسدة (جزيئات تسهم في منع التلف الخلوي الناجم عن أنواع الأوكسجين التفاعلية) تشكّل علاجاً فاعلاً لـ«الزرق».

back to top