تجربة الرضاعة... خطوات فاعلة لإنجاحها

نشر في 26-09-2017
آخر تحديث 26-09-2017 | 00:02
No Image Caption
الأيام الأولى بعد الولادة بالغة الأهمية لترسيخ عادة الرضاعة وضمان انتظامها خلال شهر. يمكنك عيش هذه المرحلة بهدوء وثقة عبر الاطلاع على مختلف المراحل المرتقبة، وتعلّم الممارسات المفيدة، ومعرفة ردود فعل الطفل.

اللبأ... مخزون طاقة

يُسمّى حليب الأم خلال أول ثلاثة أيام بعد الولادة اللبأ، ويكون عبارة عن مادة هلامية غنية جداً تستطيع حبس الماء، ما يمنع فقدان الوزن في الأيام الأولى. يحتوي اللبأ أيضاً على نسبة مرتفعة من بروتينات وأنزيمات هضمية وهرمونات تسرّع نضج الجهاز الهضمي. كذلك يعجّ بالأجسام المضادة، لذا يمكن أن تنعكس حصة رضاعة إيجاباً على صحة المولود الجديد.

إذا شعر الطفل بالتعب، من الضروري أن تنشّط الأم بنفسها الحلقة الملونة حول حلمة الثدي لإنتاج اللبأ وإطعامه للطفل. في البداية، تكون كميات اللبأ التي يبتلعها صغيرة لكن متكررة ثم تزداد بوتيرة تدريجية. لتغطية كامل حاجاته، لذا لا بد من تحفيزه باستمرار.

حصص متلاحقة

قبل الولادة يتغذى الطفل عبر الحبل السري باستمرار. وخلال الأيام الأولى التي تلي ولادته، يقترب من تناول غذاء شبه دائم. في الحالة المثلى، يجب أن تخصصي للمولود الجديد حصص رضاعة متلاحقة تفصل بينها ساعة أو ساعتان، ثم اتركيه ينام ساعة أو ساعتين. ستشعرين بأن اللبأ غير كافٍ، لكن يلبّي هذا الإيقاع حاجات الطفل الفيزيولوجية ويُعتبر طبيعياً جداً!

الحليب في اليوم الثالث

تسمح الرضاعة المتكررة بتجنب احتقان الثديين. ومن خلال تحفيز الحلقة المحيطة بحلمة الثدي، تؤدي حركة المصّ إلى إنتاج مستقبلات البرولاكتين التي تسرّع صعود الحليب. خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يمنع ذلك الهرمون صعود الحليب كي يستفيد المولود الجديد من منافع اللبأ. وحين يختفي الهرمون، يصعد الحليب أخيراً ويدوم مفعوله بين 24 و48 ساعة، فترتفع كمية الحليب حينها وتتراوح بين 5 و20 ملل وما فوق ويكبر حجم الثديين طبعاً. للحفاظ على ليونتهما وتجنّب الانزعاج، يجب أن ترضعي طفلك بشكل متكرر، بمعدل لا يقلّ عن 8 إلى 12 حصة رضاعة كل 24 ساعة خلال الشهر الأول. اعرضي عليه أن يرضع ما إن يفتح عينيه أو يحرك لسانه أو يلعق قبضته.

تجنّبي نومه المتواصل

خلال هذه المرحلة، يظنّ كثيرون أن الطفل يستعيد قوته عبر النوم فترة طويلة. لكن ستتراجع بذلك قدرته على الرضاعة وقد يخسر الوزن ويفتقر إلى الترطيب الكافي. كذلك، تضعف كمية الحليب التي ينتجها جسم الأم. ولن تستفيد الأم من إيقاظ طفلها لأنه سيغفو مجدداً ولن يتمتّع بالطاقة الكافية لمتابعة الرضاعة.

يقضي الحل بكسر هذه الدوامة عبر الاحتكاك الجسدي مع الطفل طوال ثلاث ساعات متلاحقة تزامناً مع رصد مؤشرات يقظته كافة. في هذه الظروف، يمكنك إعطاؤه الحليب الذي جمعتِه يدوياً، علماً أن هذا الوضع يستمر أحياناً إلى أن يستعيد الطفل نشاطه طبيعياً.

اتخذي وضعية سليمة

إنه شرط أساسي! في لحظة صعود الحليب، حين تكون الحلقة الملونة حول حلمة الثدي مسطحة، قد تظهر شقوق بسبب خلل معين في الرضاعة. لاتخاذ وضعية سليمة أثناء الرضاعة، تقضي أفضل طريقة بأن ترجع الأم نحو الخلف ويتسطّح الطفل على بطنه فوقها. في هذه الحالة، سيرفع رأسه تلقائياً ويجد نفسه أمام الثدي ويبدأ بالرضاعة. من غير الطبيعي أن تشعري بالألم حين ترضعين طفلك لذا يجب أن تجدي الوضعية التي تريحك.

انسداد القنوات ليس حتمياً

ربما تشعرين بثقل وتصلّب وألم شديد في ثدييك وتتشكل وذمة حول الغدد وقنوات الحليب بسبب الضغط الذي يفرضه الحليب المخزّن. حتى لو حاول الطفل أن يرضع، لن يخرج الحليب لأن الوذمة تحاصره. إنه وضع تقليدي ويشير إلى انسداد قنوات الثدي. ولكن لا تضغطي على الثدي لأي سبب لأن هذه الحركة قد تؤذي غدد الحليب.

في المقام الأول، يجب أن تستعيدي ليونة الثديين سريعاً كي لا يجد الطفل صعوبة في الرضاعة. يسمح بعض حركات التدليك والتصريف اللمفاوي بسيلان الحليب. يمكنك تغطيس الثدي في كوب من الماء الساخن وتدليكه بحركات دائرية. أو ضعي عليه ورق ملفوف لأنه مضاد فاعل للالتهاب أو استعملي ضمادات الطين أو كمادات الثلج. ينجم هذا الانسداد بشكل أساسي عن غياب الرضاعة المتكررة خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة.

من غير الطبيعي أن تشعري بالألم حين ترضعين طفلك لذا يجب أن تجدي الوضعية التي تريحك
back to top