تطوير خدمات المقبرة الجعفرية

نشر في 24-08-2017
آخر تحديث 24-08-2017 | 00:14
أظهر تشييع جثمان الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا عدم جاهزية «المقبرة الجعفرية» لمثل هذه المناسبات عندما تشارك أعداد كبيرة في التشييع، في أجواء قاسية، ربما كهطول الأمطار أو اشتداد الغبار أو أن يكون الحر شديداً مع جو أغسطس، كما كان الحال يوم دفن الفنان الراحل.
 خليل علي حيدر كانت مراسم تشييع ودفن فنان الكويت الكبير عبدالحسين عبدالرضا في "المقبرة الجعفرية"، إلى جانب كونها مناسبة اجتماعية دينية، لقاء وفاء وتقدير من كل فئات الشعب ومكوناته ممن أحبوا وقدروا عطاء هذا الفنان. وكانت كذلك من المناسبات الحزينة القليلة التي تتسلط فيها الأضواء إعلامياً على "المقبرة الجعفرية"، ويتراجع فيها الطابع المذهبي للمقبرة، وسط تزاحم تلك الحشود الكبيرة المتفاعلة مع الحدث المحزن من المشيعين والمودعين والضيوف القادمين من الدول الخليجية والعربية إلى جانب المشيعين الكويتيين من المواطنين والمسؤولين الرسميين والفنانين، تقديراً لمكانة هذه الشخصية الفنية الفذة التي أجمع الكل على حبها وتقديرها.

غير أن هذا التشييع أظهر كذلك، وبوضوح، عدم جاهزية "المقبرة الجعفرية" لمثل هذه المناسبات عندما تشارك أعداد كبيرة جداً في التشييع، في أجواء قاسية، ربما كهطول الأمطار أو اشتداد الغبار أو أن يكون الحر شديداً مع جو أغسطس، كما كان الحال يوم دفن الفنان الراحل، وتشتد فيها الحاجة مثلاً إلى صالة استقبال كبرى مكيفة، وثلاجات وحمامات ومواقف سيارات وغير ذلك.

ذلك أن الكثيرين منا وقفوا تحت شمس أغسطس اللاهبة ورطوبة الجو الخانقة فترة طويلة، خصوصاً من جاء منهم مبكراً إلى المقبرة تجنباً لتزاحم السيارات وغير ذلك.

صحيح أن في المقبرة الآن مجموعة مبانٍ وخدمات ومسجداً وغير ذلك، بناها مشكوراً المحسن إبراهيم حسين معرفي، ولكن الصالة لا تتسع للأعداد الكبيرة من المشيعين، ولا مكان فيها للاصطفاف وتقديم العزاء كما في المقبرة الكبرى، وربما تضيق حتى في الحالات العادية إذا تزامنت عدة وفيات وتزاحم أهل المتوفين ومعارفهم.

إن الصالة الكبيرة إذا أنشئت في المقبرة الجعفرية، ستنظم كذلك عملية التشييع الحالية في المقبرة، حيث يضطر الجميع الآن دون مبرر إلى المشاركة في عملية الدفن أو متابعتها عن قرب، والوقوف بين مجموعة القبور المحفورة بانتظار المتوفين، والاستماع إلى التلقين والنواح وغير ذلك، مما هو من خصوصيات أقارب وأهل المتوفى عادة، فما كل المشيعين والمعزين بالطبع من أقارب المتوفى، وما كلهم على مسافة واحدة في العلاقة مع المتوفى، وما كل واحد منهم، لأسباب مختلفة، يستطيع الوقوف طويلاً تحت الشمس في جو شديد الحرارة والرطوبة، وربما المطر والغبار، وسط الزحام والتعرض للغبار.

ولا شك أن جمهور المشيعين الذين شاركوا في المناسبة الحزينة بدفن الفنان الرفيع المكانة "بوعدنان"، تحملوا الكثير من هذا دون اكتراث، بسبب حبهم الطاغي لفنان الكويت الكبير، وحزنهم العميق عليه، والصدمة العاطفية التي شعروا بها فور إعلان وفاته، ولكن حتى في هذه الحالة الفريدة، تردد بين المعزين أن أهل الفنان وأولاده اضطروا بسبب التزاحم والتأخير، إلى تأجيل تلقي العزاء في المقبرة، ربما بسبب كثرة العدد والإرهاق والحزن الشديد والحر وغير ذلك، حيث قام المشيعون بتقديم العزاء في الأيام التالية في مسجد الوزان بمشرف.

وربما كان المطلوب قيام "الأوقاف" الجعفرية، أو بعض المحسنين أو لجنة تجمع التبرعات تحت إشراف الجهات المسؤولة، بالتخطيط لتوسيع أماكن الاستقبال والتجمع في المقبرة، لاسيما أن أيام الحر والغبار في الكويت متكررة، والصيف طويل والحاجة ماسة إلى تطوير المكان كأن تقام صالة كبيرة مكان وقوف السيارات وإقامة سرداب واسع تحتها من دورين للسيارات.

وهناك اقتراح أقرب إلى الواقع، وأكثر تقريباً بين مختلف المذاهب، فمن الممكن مثلاً استقبال المعزين في المقبرة الكبرى عبر الشارع، بعد دفن المتوفى في المقبرة الصغرى، ولا يتطلب هذا سوى انتقال أهل المتوفى، في مثل هذه الحالة التي لا تتسع لها المقبرة الجعفرية وخدماتها، إلى المقبرة الكبرى لتلقي العزاء... مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعمر المديد.

back to top