الآن... ما هو سر «داعش»؟!

نشر في 21-08-2017
آخر تحديث 21-08-2017 | 00:19
 صالح القلاب حتى الآن، ورغم الانتصارات التي يتم التغني بها، لم يتم إلقاء القبض على أحد قادة "داعش" الأساسيين الذين لديهم أسرار هذا التنظيم الذي أصبح منتشراً في العالم بأسره، والذي كان وجوده ولا يزال مبرراً للإبقاء على نظام بشار الأسد، روسياً وأميركياً وأوروبياً، وكل من يعنيهم هذا الأمر، بحجة أن الأولوية يجب أن تكون لمواجهة هذا الذي يسمي نفسه "دولة الخلافة"، والقضاء عليه، وليس القضاء على نظام ارتكب من الجرائم أكثر مما ارتكبه النازيون والفاشيون وبول بوت وكل عتاة التاريخ القديم والجديد.

هل يعقل أن يحقق هذا النظام السوري كل هذه الانتصارات "الباهرة" التي يتغنى بها، وأيضاً التي تحققت في الموصل، بدون أسر واعتقال، ولو مسؤولاً "داعشياً" واحداً يتم التحقيق معه فعلياً ليكشف أسرار هذا التنظيم الذي نهب من بنوك الموصل وحدها 835 مليون دولار، والذي "تبخر" بعد احتلال هذه المدينة "الحدباء"، ولم يتم إلقاء القبض ولو على مسؤول واحد منه، وهذا هو ما يحصل الآن في الرقة، وما حصل ويحصل في كل المدن والمناطق والمواقع السورية التي مرة يسلمها نظام بشار الأسد لهذا التنظيم، وبالعكس والتناوب، و"على عينك يا تاجر"!

حتى يثبت نظام بشار الأسد أن الأولوية ليست لإسقاطه، وإنما للقضاء على "داعش"، فإنه وبتواطؤ روسي مكشوف، ومشاركة إيرانية لا أحد يستطيع إنكارها، ترك لهذا التنظيم الإرهابي مجال التسرب في معظم الدول الأوروبية، والقيام بعمليات إجرامية دامية صاخبة و"حسب الطلب"، وعلى غرار هذا الذي جرى مؤخراً في إسبانيا، وقبل ذلك في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وفي بعض الدول الإسكندنافية، وبهدف "إفهام" هذه الدول أنها ستتلقى المزيد إن لم ترفع أكفها عالياً، وتعلن أن الأولوية ليست القضاء على نظام دمشق، وإنما على هذا الـ"داعش" الذي، وللعجب، شملت خلاياه النائمة والمستيقظة الكرة الأرضية كلها، وخلال فترة قصيرة لم تتعد الثلاثة أعوام.

لماذا يا ترى لم يستطع هذا العالم كله، الذي تمتلك بعض دوله أهم وأفضل الأجهزة الأمنية المتفوقة، القبض ولو على مسؤول كبير واحد من الذين لديهم الأسرار الفعلية لهذا التنظيم...؟ ثم هل يمكن تصديق أن النظام السوري، الذي كانت بدايات "داعش" إطلاقه سراح المجموعات التي كان أرسلها لتضرب في العراق، والتي استهدفت وزارتي الخارجية والصحة في بغداد، لم يستطع اعتقال "داعشي" كبير واحد لديه ولو بعض أسرار هؤلاء الإرهابيين... وكل هذا مع أن عمليات تبادل الأراضي... والانتصارات المتبادلة بينهم وبينه لا تزال متواصلة، ولم تتوقف على مدى كل هذه الفترة الطويلة؟!

إن أسرار "داعش" ليست عند هؤلاء الشباب والأطفال الذين ضربوا ويضربون في جميع الدول الأوروبية... فهؤلاء مغرر بهم، وهؤلاء أكثريتهم "مرتزقة"... إن أسرار هذا التنظيم عند من خطوط اتصالاتهم، لا بل لقاءاتهم، مع الجهات السورية المعنية، لم تتوقف وأيضاً عند من غادروا الموصل دون إلقاء القبض، ولو على واحد منهم، ثم وقبل هذا وذاك عند القيادات "الداعشية" التي تبخرت واختفت بـ"قدرة قادر"، كما يقال، وفي مقدمتهم بالطبع "الخليفة" أبوبكر البغدادي الذي أعلن الروس أنهم قتلوه في الرقة، وحيث ثبت أنه لم يقتل ولا هم يحزنون... والله أعلم!

back to top