خط ترامب الأحمر مع كوريا الشمالية

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 00:09
 واشنطن بوست من أبرز الأسئلة بشأن ترامب: كيف سيتفاعل مع وضع الأزمات؟ صحيح أن عهده حفل حتى اليوم بالسياسات العنيدة والقضايا المثيرة للجدل، إلا أنه حمل أيضاً الكثير من الخطوات الاقتصادية القوية، كما خلا من الكوارث الطبيعية، والاعتداءات الإرهابية المحلية الكبرى، والصراعات الخارجية الجديدة الواسعة النطاق.

لكن هذا الوضع بدأ يتبدّل، إذ يشير تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الجديد إلى أن كوريا الشمالية تقترب من خط إدارة ترامب الأحمر بسرعة أكبر مما ظننا سابقاً.

صحيح أننا لا نعلم بعد ما إذا كانت بيونغ يانغ قادرة على ضرب الولايات المتحدة بصواريخ بالستية عابرة للقارات، إلا أن المسؤولين الأميركيين استخلصوا الشهر الماضي أن ذلك المسعى الكوري الشمالي يتقدّم أيضاً بسرعة أكبر مما توقع الخبراء.

واكتشفنا اليوم أن كوريا الشمالية باتت قادرة على تزويد تلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات برؤوس نووية، بعبارة أخرى، حلّت كوريا الشمالية على الأرجح نصف الأحجية في سعيها إلى تهديد الأراضي الأميركية بأسلحة نووية، علماً أنها أوضحت بشكل جلي أن هذا هدفها.

لكن الأهم من ذلك أن هذا يشكّل عتبة أعلنت إدارة ترامب أنها لن تسمح لكوريا الشمالية بتخطيها.

غرّد ترامب في شهر يناير أن هذا «لن يحدث!»، كذلك صرّح أخيراً مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر بأن تطوير كوريا الشمالية أسلحة نووية قد تهدد الولايات المتحدة «أمر غير مقبول البتة من وجهة نظر الرئيس».

أضاف ماكماستر: «لا شك في أن الحرب تُعتبر القرار الأكثر خطورة الذي يتخذه أي قائد، لذلك كيف يمكننا أن نحرص على استنفاد كل الاحتمالات والفرص الأخرى بغية تحقيق هدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الجلي والواضح هذا قبل اللجوء إلى الحرب؟».

لا ينفك احتمال نشوب حرب يحوم فوق هذه المسألة برمتها، إذ تُظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين يزدادون تقبلاً لواقع أن الصراع يسير في هذا الاتجاه، صحيح أنهم لا يؤيدون بالضرورة العمل العسكري اليوم، لكننا نعلم جيداً أنه من الممكن حشد الدعم الشعبي بسرعة في ظل الظروف المناسبة.

على سبيل المثال، يشير استطلاع رأي جديد أجراه مجلس الشؤون العالمية في شيكاغو إلى أن 62% من الأميركيين قد يؤيدون إرسال الجنود إذا اجتاحت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، علماً أن هذه تمثل زيادة حادة مقارنة بالسنوات الماضية، أما استطلاع شبكة CBS News، فعكس تشاؤم الناس حيال قدرة ترامب على التعاطي مع الأزمة، فقد عبّر ستة من كل 10 ناخبين مسجلين (61%) عن «عدم ارتياحهم» حيال قدرة ترامب على التعامل مع وضع مماثل.

أظهر استطلاع الرأي ذاته أن 29% فقط يؤيدون العمل العسكري راهناً، لكن الجمهوريين جاءوا منقسمين مناصفةً تقريباً مع دعم 48% منهم العمل العسكري، ويُعتبر معدل تأييد العمل العسكري هذا في حزب الرئيس الخاص لافتاً للنظر، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسب في الأيام القادمة.

تلقى ترامب الثناء لضرباته الجوية المحدودة ضد الحكومة السورية، حتى إنه بدا مبهوراً بقدرته على شنها، ولكن من الجلي أيضاً أن أمام ترامب بعض القرارات الصعبة في مسألة كوريا الشمالية، وبالنسبة إلى الشعب الأميركي، تشكّل هذه بكل وضوح لحظة تحمل الكثير من المخاوف.

* آرون بلايك

* (واشنطن بوست)

back to top