الصروح الجديدة ركيزة حضارية لإثراء الحركة الثقافية الكويتية

تهدف إلى توفير الإمكانات اللازمة للمبدعين لتحقيق نقلة نوعية على المستويين المحلي والعالمي

نشر في 30-07-2017
آخر تحديث 30-07-2017 | 00:05
مركز جابر الأحمد الثقافي
مركز جابر الأحمد الثقافي
ساهمت المراكز الثقافية التي افتتحت حديثاً بالكويت في تفعيل الحراك الثقافي، ومد جسور الترابط بين المنصات المحلية والعالمية.
لطالما كانت الكويت تحتل مكانة متقدمة على الخريطة الثقافية منذ ما قبل الاستقلال، وعبر مسيرة نهضتها الشاملة، بسواعد أبنائها، حتى أصبحت أشبه بمركز ثقافي يُشار إليه بالبنان في أوساط الثقافة العربية والإقليمية.

وهذه المكانة الثقافية، وإن كانت تعرضت إلى محنة إبان الغزو العراقي للكويت عام 1990 وشتى التحديات بعدها، فإن الديوان الأميري كانت له رؤيته الثاقبة وجهده الحثيث لإعادتها إلى سابق عهدها من الريادة على المستويات الثقافية والعلمية والفنية، بتأسيس وتطوير عدد من المنشآت الثقافية الفريدة، باعتبارها ركيزة لإثراء الحركة الثقافية الكويتية.

وانطلقت هذه الرؤية بالعمل على تأسيس مركز جابر الأحمد الثقافي، التابع للديوان الأميري، الذي افتتح في 31 أكتوبر 2016، بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في حفل تاريخي ضم مختلف أنواع الفنون والمبدعين، ليكون أول صرح ثقافي من نوعه في الكويت بأربعة مبان تضم عددا من المسارح وقاعات للحفلات الموسيقية وقاعات سينما ومكتبات ومركزا للمؤتمرات.

حديقة الشهيد

أما حديقة الشهيد، التابعة للديوان الأميري أيضا، وهي نسخة مطورة من الحديقة المعروفة سابقا باسم "حديقة الحزام الأخضر"، فقد جاءت برغبة أميرية، وبعمل دؤوب من الديوان، لا لتكون إحدى أكبر الحدائق العامة في قلب العاصمة الكويت ومتنفسا رائعا لكل الباحثين عن الجمال والسكينة في أحضان الطبيعة فحسب، بل أيضا لتكون مركزا ثقافيا وتعليميا بشكل مغاير ومتفرد ومتميز، خصوصا أنها تضم عددا من المنحوتات والأعمال الفنية الكويتية، فضلا عن متحفين، هما: "مواطن الكويت" و"الذكرى".

وبهذه المناسبة، قال مسؤول متحف مواطن الكويت، محمد الخرافي، إن هذا المتحف بحديقة الشهيد افتتح في مارس 2017 ليكون الأول من نوعه في الكويت، ويهتم بعرض الطبيعة الجغرافية والبيئة الكويتية بثرواتها النباتية والحيوانية عن طريق وسائل عرض تفاعلية بالصوت والصورة واللمس.

ولفت الخرافي إلى ما يتميز به المتحف من قدرات تكنولوجية عالية تمنح الزوار تجربة لا تنسى، بهدف تشجيعهم للتعرف والارتباط بالبيئة المحلية، وبذل الجهد للمحافظة عليها من التلوث والتدمير الذي يطولها جراء الممارسات العشوائية، إضافة إلى وجود قاعة للمحاضرات والندوات.

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشمل بناء قاعدة بحثية ومرجعية داخل المتحف للزوار الأكثر تخصصا والراغبين في معرفة المزيد من التفاصيل حول معروضات المتحف واستخدامها لأغراض البحث الأكاديمي.

قاعدة معلومات إلكترونية

وأوضح أن ذلك يتمثل في إنشاء قاعدة معلومات إلكترونية تخصصية في منصات العرض المنتشرة بالمتحف تمكن الباحثين من استقاء المعلومات المنشودة، أو الاكتفاء بالمعلومات العامة البسيطة المقدمة حاليا، لتناسب كل الزوار، إضافة إلى العمل القائم حاليا على إنشاء مكتبة في المتحف، لخدمة أكبر لجميع الشرائح الفكرية التي تزور المتحف.

من جانبها، قالت مسؤولة متحف "الذكرى"، والذي يعرض مسيرة الكويت التاريخية منذ تأسيسها، بشاير العواد، إن المراكز الثقافية لطالما أدت دورا مهما في دعم وتشجيع الحراك الثقافي المجتمعي، وتعزيز الهوية الوطنية، وتاليا تأسيس جيل متعلم مثقف واعٍ بقضايا وطنه، ملم بماضيه، ومهتم بتطويره.

وأوضحت أن المتحف يعمل بدأب على إبراز الموروثات والتاريخ المشرف للكويت "والذي يمنحنا قوة وإلهاما للتعامل مع المستقبل وتحدياته".

وأكدت أن المنشآت الثقافية الجديدة ليست بمعزل عن أحدث التطورات العالمية في مجال عرض وإيصال المعلومة بشكل مبتكر، خصوصا في المتاحف التاريخية، مثل متحف الذكرى.

وذكرت أن استراتيجية العمل في أي مركز ثقافي يجب أن يكون من أهم بنودها استهداف الأطفال وإعداد البرامج والأنشطة لهم، لأنهم الجيل القادم، ويجب العمل على تأسيسهم وتربيتهم بما ينفع مجتمعاتهم.

ولفتت إلى أن المتحف يعمل حاليا على تنظيم فعالية خلال أغسطس المقبل تتخللها ورش عمل للأطفال وبعض الأعمال الفنية التي تجسد تضحيات الكويتيين إبان محنة الغزو وتخليد ذكرى الشهداء الأبرار.

بدوره، قال المدير التنفيذي للشركة المشغلة لحديقة الشهيد (أيه إي أيه - AEA)، د. سامي المصري، إن نجاح أي مؤسسة ثقافية لا يكون إلا باستغلال قدرات محيطها المحلي، خصوصا أن الكويت مفعمة بالقدرات الهائلة من الفنانين والمبدعين والمثقفين والعلماء المتخصصين في شتى المجالات العلمية والإنسانية.

وأوضح أن وظيفة المؤسسة الثقافية تتمثل في إيجاد هذا الترابط بين المنصات المحلية والعالمية، وتوفير الإمكانات للمبدعين الكويتيين، ليصلوا إلى البيئة الثقافية والعلمية الكفيلة بمنحهم فرصة النقلة النوعية على المستويين الإقليمي والعالمي.

مركز عبدالله السالم

ولفت إلى أن مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي سيفتح أبوابه للزوار قريبا، وسيتضمن أربعة متاحف؛ للعلوم والفضاء والتاريخ الطبيعي والفنون الجميلة والعلوم العربية والإسلامية، إضافة إلى مساحات خارجية سيتم استغلالها لتقديم برامج تناسب جميع شرائح الزوار العمرية والفكرية.

في السياق، وعن أهمية مجمل هذه المنشآت الجديدة على صعيد إثراء الساحة الثقافية جنبا إلى جنب مع المنشآت التي سبقتها، أعرب الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، عن سعادته بافتتاح مركز جابر الثقافي، الذي يعد منارة جميلة تضم مسرحا للأوبرا، وغيرها من المراكز الثقافية الواقعة قيد الإنشاء حاليا.

وقال الرميضي إن مثل هذه المنشآت تساهم في إثراء الحراك الثقافي، إذ ما تم استغلالها بالشكل المنظم الهادف، لافتا إلى العمق الثقافي الرائع للكويت "فهي السبَّاقة في هذا المجال، ولها منجزات مميزة عبر سنوات طويلة".

مركز عبدالله السالم الثقافي يتضمن أربعة متاحف متنوعة
back to top