اقرئي لهم

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:00
No Image Caption
تُعتبر قصص المثل الخرافي أحد الفنون الأدبية القديمة التي لطالما أثارت اهتمام الصغار والكبار على حدّ سواء. من الصين إلى الهند، إلى بلاد فارس وأفريقيا وأوروبا، تمّ تناقل بعض أهم الدروس والعبَر في الحياة من خلال حكايات بسيطة أحياناً، ومعقدة في أحيانٍ أخرى؛ عن مخلوقات تتنقل في محيطها الطبيعي وواقعها الاجتماعي. وفي عالم شديد التعقيد لم تشهد الإنسانية مثله، تبرز الحاجة الملحة إلى تبادل حقائق بسيطة بطرائق مسلّية ويمكن تذكرها. لحسن الحظّ، ما زال ثمة أدباء مثل يانغ هونغيينغ يعملون لتلبية هذه الحاجة. فقد سحرتنا قصصها لعقود من الزمن، وهي الآن متاحة في كتاب «غاية السعادة» الصادر باللغتين الصينية والعربية، وبرسوم جميلة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون».

سيعشق الأطفال شخصيات يانغ النابضة بالحياة فيما يتعلّمون أهم الفضائل في الحياة. كذلك سيجد القراء أيضاً، من الآباء والكبار، متعةً في الأسلوب الأدبي الجميل والحكايات والحوارات المسلّية في قصص يانغ، وقد أرفقت بها النسخة الصينية لمساعدة من يرغب من الأطفال على تعلّم المبادئ البسيطة للّغة الصينية لدى اكتسابهم بعضاً من أهم الدروس في الحياة.

كل مجموعة جديدة من القصص القصيرة التي تُنتجها يانغ هونغيينغ تجعل عالمنا مكاناً أفضل، وأكثر أملاً.

يحتوي الكتاب على ثماني قصص قصيرة مصورة ومرفقة برسومات ملونة جذابة يختبر أطفالنا من كل واحدة منها قيمة عليا في الحياة. في القصة المعنونة «غابة السّعادةِ» يرافق الأطفال حلم عائلة الثعالب في بحثهم عن غابة يعمُّها الفرحُ، وتعيشُ فيها الحيواناتُ بلا همٍّ ولا كدَرٍ وسعادة فيتعلمون من القرد والأرنبة الحسناء، بعدما أساءت إليهما الثعالب في الغابة، كيف نصفح عمن أساء إلينا والتسامح مع الآخرين؛ وأن السعادة التي بحثت عنها عائلة الثعالب وجدتها في الشعور بالعطاء وفعل الخير وليس في سلب الآخرين حقوقهم. وبأسلوب طريف ومختلف تأتي قصة «جمالُ الخنزيرة السوداءِ» التي رغم قُبحها وسوادها بالمقارنة مع جمال الثعلبة الحمراء «كان الجميع يتحدثون عن جمال الخنزيرة السوداء» والسبب أنها عرفت كيف تتواصل مع الآخرين بحب وتواضع واحترام، فهي من جعلَ الوردة تتفتحُ، والطفلِ يكفُّ عنِ البكاء، والطاووس الجميل يفرد ريشه ترحيباً بقدومها... استطاعت أن تكسب قلوب الجميعِ بفضلِ ابتسامتها النابعة من القلب.

سوف يتعلم الأطفال من هذه القصة قيمة تربوية عالية وهي أن الجمال ليس في الشكل أو اللون؛ بل بما يتميز به كل كائن حيّ من أخلاق رفيعة تُمكنه من التعايش مع الآخرين بسلام. أما قصة «بيتٌ صغير في مَهَبِّ العاصفةِ» فتقدم شرحاً بسيطاً ومباشراً لمعنى المساعدة والنجدة في المواقف الصعبة؛ فما كان لذلك العصفور الصغير والجميل أن ينجو من العاصفة في عشه الصغير أعلى شجرة الموز لولا مساعدة الإوزَتان وسرعتهما في إفراد جناحيهما لإنقاذه بعدما تركته أمهُ بحثاً عن الطعام... صنعت الإوزتين سقفاً لحمايةِ العصفور الصغير من العاصفة، ومن بعيدٍ بدَتِا كبيتٍ أبيض صغيرٍ في مهب الرياحِ.

back to top