أحماض أوميغا -3... هل تحمي مهاراتك التفكيرية؟

نشر في 29-07-2017
آخر تحديث 29-07-2017 | 00:00
No Image Caption
تجني فوائد كثيرة من اتباعك نظاماً غذائياً غنياً بأحماض أوميغا-3 الدهنية، ويتحدث كثيرون عن حماية هذه الأحماض مهاراتك الذهنية. فهل تتوافر أدلة علمية في هذا الشأن؟
ربما تأمل أن تحمي مهاراتك التفكيرية بتناول أسماك دهنية مثل السلمون، أو أخذ مكملات زيت السمك الغذائية يومياً. فلا تنفك وسائل الإعلام تتحدث عن فوائد أحماض الأوميغا3- في زيت السمك، وتشهد مبيعات مكملات هذا الزيت الغذائية ارتفاعاً متواصلاً. ولكن هل ينجح حقاً في الحفاظ على مهاراتنا التفكيرية؟ يوضح الدكتور سكوت ماكغينيس، بروفسور مساعد متخصص في علم الأعصاب في كلية الطب في جامعة هارفارد: «لم نتوصل بعد إلى جواب في حالة الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون تراجعاً في الذاكرة والمهارات التفكيرية».

عن أحماض أوميغا - 3

أحماض أوميغا3- الدهنية دهون متعددة غير مشبعة تتوافر في الطعام، وتُعتبر أساسية في الحفاظ على صحة جيدة. لهذه الأحماض أنواع ثلاثة:

• نعثر على حمضَي إيكوسابنتاينويك (EPA) ودوكوساهيكساينويك (DHA) في الأسماك الدهنية عموماً مثل الإسقمري والسلمون.

• يتوافر حمض ألفا-لينولينيك (ALA) عموماً في عدد من الخضراوات الخضراء (مثل ملفوف بروكسل، السبانخ، والكالي)، الزيوت النباتية (مثل الكانولا والصويا)، الجوزيات (مثل الجوز)، والبذور (مثل بذور الكتان واليقطين). يحوّل الجسم حمض ألفا-لينولينيك إلى EPA وDHA إنما بكميات ضئيلة.

• تؤدي أحماض أوميغا3- عدداً من الوظائف، أهمها بناء أغشية الخلايا في مختلف أجزاء الجسم والدماغ. يذكر الدكتور ماكغينيس: «ثمة أدلة على أن لها أيضاً تأثيرات مضادة للالتهاب والأكسدة، ما يعني أنها تعزّز صحة خلايا الدماغ وتحدّ من تدهوره».

أحدث الأدلة

هل تساهم فوائد الأوميغا3- في الحفاظ على المهارات التفكيرية؟ الأدلة مشجعة، على الأقل عندما تُستمد هذه الأحماض من الطعام. تشير دراسة بارزة دامت خمس سنوات، ارتكزت على المراقبة، ونُشرت في موقع Neurology على شبكة الإنترنت إلى أن المسنين الذين تناولوا وجبة على الأقل من ثمار البحر أسبوعياً حققوا أداء أفضل في اختبارات المهارات التفكيرية، مقارنة بمن تناولوا أقل من وجبة من ثمار البحر أسبوعياً. كذلك بدا أن مَن يحملون المتغير الجيني APOE4 (الذي يعزّز خطر الإصابة بمرض الألزهايمر) يجنون فوائد أكبر من الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض أوميغا3-. لكن ذلك لا يثبت بشكل حاسم أن تناول السمك يحمي المهارات التفكيرية، إلا أن الأدلة تشير بقوة إلى أن ذلك محتمل.

لكن الأدلة لا تبدو مشجعة إلى هذا الحدد عند تقييم أهمية أحماض أوميغا3- الدهنية في المكملات الغذائية، مثل مكملات زيت السمك. شكّلت إحدى أكبر وأطول التجارب العشوائية في هذا المجال جزءاً من دراسة أشمل هدفت إلى تحديد ما إذا كانت المواد المغذية تساهم في تأخير خسارة البصر. تتبّع الباحثون حالة 4 آلاف مسن طوال خمس سنوات. كان بعضهم يتناول حبوب زيت السمك، في حين امتنع البعض الآخر عن ذلك. خضع المشاركون كلهم لاختبارات المهارات التفكيرية خلال الدراسة. ولكن تبيّن أن علامات الاختبارات تراجعت بالمعدل ذاته بمرور الوقت، ما يشير إلى أن زيت السمك لم يبطئ تدني المهارات التفكيرية. على نحو مماثل، أظهرت دراسة تناولت حمض DHA في حالة مَن يعانون مستوى معتدلاً من الخرف الناجم عن مرض الألزهايمر أن هذا الحمض لم يكن له أي تأثير. «ولكن لا تتوافر بيانات كافية لمعرفة ما إذا كانت المكملات الغذائية تحمل بعض الفوائد على الأمد الطويل، خصوصاً في الحفاظ على المهارات التفكيرية في حالة مَن لا يعانون فقدان الذاكرة»، وفق الدكتور ماكغينيس.

ما عليك القيام به

يعتقد الدكتور ماكغينيس أن تناول السمك كجزء من نظام غذائي صحي متكامل يعود بالفائدة على الجميع. صحيح أنه لا يؤيد فكرة أن لمكملات زيت السمك الغذائية تأثيرات إيجابية محتملة في الدماغ، لكن دراسات تقوم على المراقبة تقدّم أدلة على أن تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا3- يرتبط بتراجع خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية لأن هذه الأحماض تساهم في الحد من الالتهاب، تحافظ على انتظام نبض القلب، وتحول دون تخثّر الدم.

توصي توجيهات الحكومة الفدرالية الأميركية وجمعية القلب الأميركية بتناول حصتَين (وزن كل منهما مطهوة 100 غرام) أسبوعياً من الأسماك الدهنية مثل السلمون، الإسقمري، والتونة، والسردين. ومع أن مقداراً ضئيلاً من حمض ألفا-لينولينيك يحوَّل إلى DHA أو EPA، يذكر الدكتور ماكغينيس أن اتباع نظام غذائي غني بهذا الحمض قد يفيد أيضاً الصحة.

نصيحة مثبتة

التمارين الرياضية تعزّز الذاكرة والمهارات التفكيرية

تحسّن التمارين الرياضية المهارات التفكيرية بالحد من مقاومة الإنسولين والالتهاب، وتحفيز نمو أوعية دموية جديدة في الدماغ، وزيادة كمية خلايا الدماغ ومدى حياتها على حد سواء. كذلك تحمل التمارين فوائد غير مباشرة للذاكرة والمهارات التفكيرية، وذلك بتحسين المزاج والحد من الإجهاد والقلق. تمثل المشاكل في هذه المجالات غالباً عقبة تعيق المقدرات التفكيرية. ولكن ما أنواع التمارين التي تؤثر إيجاباً في الذاكرة والمهارات التفكيرية؟ وكم عليك ممارستها؟ تؤيد الأدلة المتوافرة التمارين الخفيفة إلى المعتدلة الحدية، مثل المشي من 30 إلى 45 دقيقة ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل.

back to top