ما الذي يحول دون نشوب الحرب مع كوريا الشمالية؟

نشر في 10-07-2017
آخر تحديث 10-07-2017 | 00:05
 ذي أتلانتك أشعل إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات، وهو سلاح من الممكن تزويده بقنبلة نووية، موجة من الإدانة حول العالم، ودفع بالجنرال فنسنت بروكس، قائد القوات الأميركية في كوريا إلى التصريح: "ضبط النفس، الذي يُعتبر خياراً، هو كل ما يفصل بين الهدنة والحرب".

لا تملك الولايات المتحدة خيارات كثيرة في تعاطيها مع كوريا الشمالية، ومن المتوقع أن يؤدي معظمها إلى رد عسكري كوري شمالي ينشر الدمار في كوريا الجنوبية، واليابان، والأصول العسكرية الأميركية في تلك المنطقة. وكما كتب مارك بودن الشهر الماضي في صحيفة "أتلانتيك"، لا تُعتبر الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة جيدة، فتتراوح هذه الخيارات بين توجيه الولايات المتحدة الضربة الأولى للشمال وتنفيذها عملاً عسكرياً محدوداً أكثر، وبين الإطاحة بنظام كيم والقبول بطموحات كوريا الشمالية النووية.

أضاف بودن أن الخيار الأول "سيؤدي على الأرجح إلى إحدى أسوأ عمليات القتل الجماعي في تاريخ البشرية" مع رد الشمال على الضربة الأميركية، أما الثاني (الضربة المحدودة)، فقد يحفّز هجوماً مضاداً، مما يؤدي بدوره "على الأرجح إلى ضربة أميركية أخرى أكثر تدميراً"، قد تقنع بيونغ يانغ أن الولايات المتحدة جادة في عدم السماح لها بتطوير أسلحة نووية تصل إلى الولايات المتحدة، ولكن كما تابع بودن مشيراً:

تكمن مشكلة الضغط على بيونغ يانغ في أن احتواء القتال، ما إن يبدأ، سيكون بالغ الصعوبة. ولا شك أن أي ضربة محدودة ستؤدي إلى دوامة تصعيد من الهجمات والهجمات المضادة، ومع الحسابات الخاطئة أو سوء التفاهم، قد تتحول بسهولة إلى الحرب الشاملة في شبه الجزيرة التي وصفناها سابقاً. إذاً، لكي تنجح هذه الاستراتيجية، يجب أن تدرك بيونغ يانغ نية الولايات المتحدة من البداية، وهذا ليس أمراً مسلماً به. يملك هذا البلد حساسية مفرطة تجاه التهديد، فضلاً عن أنه يتوقع غزواً أميركياً كبيراً منذ أكثر من نصف قرن.

أما الخيار الثالث، الإطاحة بالنظام، فلن يعتمد على تعاون أناس من داخل الأوساط المقربة من كيم مع الولايات المتحدة فحسب، بل يتطلب أيضاً استعداد الصين للقبول بالفوضى الجيوسياسية التي ستلي حدثاً مماثلاً، كذلك أوضح بودن: "نظراً إلى التوقير الذي يحظى به كيم، قد يولّد موته المفاجئ رد فعل عسكرياً تلقائياً. وما الضمانات التي نملكها أن بديله لن يكون أسوأ؟"، ما يقودنا إلى الخيار الأخير: القبول بدولة كورية شمالية تملك أسلحة نووية يمكنها بلوغ الولايات المتحدة. صحيح أن الرئيس ترامب غرّد مؤكداً أن هذا "لن يحدث"، إلا أن هذا الوضع يشكّل على الأرجح السياسة التي تتبناها الولايات المتحدة. لا شك أن استخدام كيم أسلحة مماثلة سيؤدي إلى هلاك بلده، ومن المؤكد أن هذا الخطر يشكل رادعاً قوياً لهذا النظام.

كتب بودن: "باختصار، كوريا الشمالية مشكلة لا حل لها إلا الزمن".

لكن الكثير من الحجج، التي تؤيد اتخاذ خطوات ضد كوريا الشمالية، يستند إلى فكرة أن بيونغ يانغ تطور القدرة على استهداف الولايات المتحدة، ولكن من الممكن أيضاً أن بيونغ يانغ تعتبر هذه القدرة وسيلة ردع في وجه أي اعتداء أميركي محتمل. علاوة على ذلك توجّه كوريا الشمالية صواريخها نحو سيول وباستطاعتها أن تستهدف المنشآت الأميركية في المنطقة، إلا أنها لا تفعل ذلك بسبب العواقب المتوقعة. في الماضي استغل الشمال لحظات مماثلة للتفاوض مع الغرب بغية التخفيف من بعض العقوبات الدولية المفروضة عليه، وقد شهدنا فرصة مماثلة يوم الأربعاء.

جاء في مقال نشرته Chosun Sinbo، صحيفة كورية مقرها في طوكيو تُعتبر المتحدث باسم النظام الكوري الشمالي: "دخل الاستعراض النووي المتواصل بين بيونغ يانغ وواشنطن مرحلته الأخيرة مع نجاح تجربة الصاروخ البالستي العابر للقارات هواسونغ-14 التي نفذها الشمال. لذلك بات تفادي الصراع المسلح والسعي للتوصل إلى طرق وحلول لتسوية هذه المسألة من خلال المفاوضات الدبلوماسية قضية ملحّة ما عاد باستطاعة المجتمع الدولي تجاهلها".

وأضافت الصحيفة: "سيؤدي أي عمل عسكري ضد دولة تملك قدرات رد نووية فعلياً إلى عواقب مدمرة"، ولا شك أن هذا موقف تتفق عليه كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

* كريشناديف كالامور

* «أتلانتيك»

back to top