«غولدمان ساكس»: «أوبك» بحاجة لخفض أعمق للإنتاج

• الإمارات: لا خفض رغم بطء وتيرة تراجع المخزونات

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 18:08
No Image Caption
أكد محللو «غولدمان ساكس» أن التعجيل في خفض حجم المخزونات سيتطلب تخفيضات أكثر عمقاً على المدى القصير، لافتين إلى أن النهج الذي اتبعته منظمة البلدان المصدرة للنفط على غرار البنوك المركزية من خلال الطمأنة الكثيرة والخفض المحدود جداً سيسبب لها «هزيمة ذاتية».
قال محللون لدى مصرف "غولدمان ساكس"، إن "أوبك" قد تحتاج لاعتماد تخفيضات أعمق في الإمدادات لإعادة التوازن إلى سوق النفط، في ظل انتعاش الإنتاج الليبي والنيجيري بما يهدد بتقويض جهود المنظمة.

وكان دوشيه بانك الألماني قد توقع، أمس الأول، تراجع أسعار الخام إلى 35 دولاراً للبرميل، ما لم تعمق "أوبك" خفض إنتاجها النفطي.

ووفق تقرير صادر عن "غولدمان ساكس" فإن الارتفاعات المتوقعة في إنتاج البلدين المعفيين من قيود اتفاق الحد من الإمدادات، من شأنها تعويض انخفاض المخزونات المتوقع خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وأضاف المحللون: هذا الأمر يهدد إعادة المخزونات إلى مستوياتها الطبيعية قبل انقضاء أجل اتفاق خفض الإنتاج، ويثير مخاوف من لجوء "أوبك" إلى زيادة الإمدادات من أجل الدفاع عن حصتها.

وأكدوا أن التعجيل في خفض حجم المخزونات سيتطلب تخفيضات أكثر عمقاً على المدى القصير، مضيفين أن النهج الذي اتبعته منظمة البلدان المصدرة للنفط على غرار البنوك المركزية من خلال الطمأنة الكثيرة والخفض المحدود للغاية سيسبب لها "هزيمة ذاتية".

وخفض المحللون توقعاتهم لأسعار خام "نايمكس" الأميركي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى 47.50 دولاراً للبرميل من 55.

الإمارات

في المقابل، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إنه لا حديث عن مزيد من التخفيضات في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها على الرغم من بطء وتيرة انخفاض المخزونات.

وأضاف المزروعي للصحافيين، على هامش مؤتمر في باريس، "أعتقد أن دول أوبك والدول غير الأعضاء، التي انضمت إلينا قامت بدورها. ننتظر من الآخرين أن يقوموا بدورهم أيضاً"، مستطرداً: "لسنا قلقين بشأن تعافي السوق".

وكانت "أوبك" قد اتفقت مع بعض الدول غير الأعضاء في المنظمة في 25 مايو على تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018، لكن أسعار النفط انخفضت بفعل تزايد إنتاج الولايات المتحدة وإنتاج نيجيريا وليبيا عضوي أوبك المعفيين من تخفيضات الإنتاج.

وتابع المزروعي: "الإنتاج الإضافي من بعض المنتجين يؤخر التعافي بالطبع، لكنني أعتقد أن ذلك لن يدوم طويلاً. نأمل برؤية المزيد من التعافي في الربعين الثالث والرابع".

وتابع "نعم، هناك تصحيح، و(لكن) وتيرة التصحيح أبطأ قليلاً من المتوقع. نحن في أواخر الربع الثاني ودائماً ما يقل فيه الطلب. سنشهد تسارعاً في الطلب خلال الربعين الثالث والرابع ونأمل الوصول إلى سوق أكثر توازناً".

لا نقص

وقال المزروعي، إنه لا يتوقع أي نقص في إمدادات الوقود ببلده العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وبيّن المزروعي، في باريس رداً على سؤال حول أثر المقاطعة التي تفرضها دول خليجية على قطر على إمدادات الوقود إلى الإمارات: "يمكنني أن أؤكد لكم أن الإمارات العربية المتحدة ستظل آمنة على الدوام، وأن المستهلكين في الإمارات في أمان من حيث متطلبات الطاقة.

"لا نتوقع أي عجز. إذا حدث عجز في أي من تلك الموارد، فلدينا خطة بديلة يمكننا أن نحصل على الوقود من خلالها. لدينا العديد من وحدات التخزين وإعادة التغييز العائمة، ولدينا شبكتنا الداخلية الخاصة والإمارات غير قلقة بشأن أي عجز في الطاقة حالياً أو في أي وقت".

وتورد قطر الغاز الطبيعي إلى الإمارات وسلطنة عمان عبر خط أنابيب دولفين.

الأسعار

على صعيد الأسواق، ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى في أسبوعين أمس، لتواصل صعودها للجلسة السادسة على التوالي، بعد أن أظهرت البيانات الأسبوعية انخفاض الإنتاج الأميركي بما قلص المخاوف بشأن زيادة الفائض في المعروض.

وانخفضت أسعار الخام إلى أدنى مستوى لها في عشرة أشهر الأسبوع الماضي، لكنها ارتفعت منذ ذلك الحين أكثر من سبعة في المئة لتواصل أطول موجة ارتفاع منذ أبريل .

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 33 سنتاً إلى 47.64 دولاراً للبرميل، بعد أن لامست أعلى مستوى في أسبوعين عند 47.83 دولاراً في وقت سابق من الجلسة.

وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً إلى 45.06 دولاراً للبرميل. وسجل الخام أعلى مستوى خلال التعاملات عند 45.24 دولاراً وهو أيضاً أعلى مستوى في أسبوعين.

وأظهرت بيانات حكومية أميركية أن إنتاج الخام المحلي انخفض 100 ألف برميل يومياً إلى 9.3 ملايين برميل يومياً الأسبوع الماضي، في أكبر هبوط منذ يوليو تموز 2016.

ويقول بعض المحللين والمتعاملين، إن الانخفاض يرتبط بعوامل مؤقتة كالمخاطر المرتبطة بالعاصفة المدارية سيندي في خليج المكسيك وأعمال صيانة في ألاسكا.

وتجاهل المستثمرون أنباء سلبية تتمثل في ارتفاع مفاجئ يبلغ 118 ألف برميل في مخزونات الخام الأميركية، وفقاً لما أظهرته البيانات الأسبوعية.

ولا تزال إمدادات النفط العالمية وفيرة رغم تخفيضات الإنتاج التي تعكف عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون بواقع 1.8 مليون برميل يومياً منذ يناير.

من ناحيتها، قالت شركة "أرامكو" السعودية في بيان، إنها حددت سعر البروبان في عقد يوليو عند 345 دولاراً للطن انخفاضاً من 385 دولاراً للطن في يونيو.

وسعر بروبان أرامكو معيار قياسي لتسعير مبيعات الشرق الأوسط من غاز البترول المسال إلى آسيا.

النفط يرتفع لأعلى مستوى في أسبوعين بدعم انخفاض الإنتاج الأميركي
back to top