خاص

«أهالي المطلاع»: نخشى أن تصبح مدينتنا منطقة أشباح وتعاون الجهات الحكومية كفيل بإعمارها

أكدوا لـ الجريدة• أن المدينة ولدت كبيرة وهي أحوج للخدمات من غيرها

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 00:05
ممثلو أهالي مدينة جنوب المطلاع متحدثين إلى الزميل يوسف العبدالله (تصوير عوض التعمري)
ممثلو أهالي مدينة جنوب المطلاع متحدثين إلى الزميل يوسف العبدالله (تصوير عوض التعمري)
تعتبرها الحكومة مشروع دولة، وأكبر مشروع إسكاني في تاريخ الكويت، إنها مدينة جنوب المطلاع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط ودول الخليج التي تضم أكثر من 28 ألف قسيمة سكنية، ورأت النور بعد جهود حثيثة من الجهات التنفيذية والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، غير أن أهالي المدينة يرون أن التعاون الحكومي لم يكتمل بعد، ومـازالت العقبات التي تواجه المشروع قائمة، لا سيما طول الدورة المستندية، وغياب الترابط بينها لتسريع إنجاز المشروع.
أعضاء لجنة أهالي المدينة التطوعية أعربوا لـ«الجريدة»، في حوار أجرته معهم للحديث عن المشروع ومطالباتهم، عن تخوفهم من تحول «جنوب المطلاع» إلى مدينة أشباح لا ترى للخدمات طريقاً، مطالبين بتعاون مؤسسات الدولة لتفادي هذا الأمر، وتسهيل مهمة الشركات التي تتولى إنشاءها، وداعين وزارة الأشغال للاهتمام إلى استحداث مخارج المدينة ومداخلها، والعمل على إنجاز الطريق الذي يربط المدينة بالجهراء.
في البداية، قال رئيس لجنة أهالي المدينة، خالد العنزي إن قضية جنوب المطلاع معروفة للجميع، لاسيما بعد توقيع 3 عقود فقط من أصل 63 عقدا أعلنتها المؤسسة العامة للرعاية السكنية، مستغربا غياب الشفافية من جانب المسؤولين في هذا الشأن، إذ لا أحد يعلم مصير تلك العقود المتبقية.

وأوضح العنزي أن المؤسسة أعلنت سابقا طرح عقد خاص بالضواحي N1 وN2 وN3 وN4 وإلى الآن لم يظهر شيء من هذا، مؤكدا أن عقود الخدمات من الأمور المهمة في المشروع ولابد من إدراجها في الخطة التي لم يكشف عنها المسؤولون إلى الآن.

وبين أن اللجنة عقدت ملتقى الأهالي الأول في ديسمبر 2015 بخيمة في البر ونجح الملتقي، لاسيما انه جاء بعد إنشاء الحملة في أغسطس من العام نفسه، لافتا إلى أن اللجنة لجأت في ملتقاها الثاني إلى شركة خاصة لتكون راعيا رسميا للتجمع، وعليه تم التواصل مع الوزراء المعنيين بالمشروع، وحضر منهم وزيرا الإسكان والأشغال.

مطالب مستحقة

وذكر أن أهالي المدينة طرحوا مطالبهم المستحقة أمام المسؤولين، وأهمها ضرورة التخلص من طول الدورة المستندية التي تعرقل عمل الشركات في المشروع، مبينا أن المدينة تعمل بها 3 شركات عالمية: إيطالية وتركية، وهما معنيتان بالطرق الخارجية للمدينة، والشركة الثالثة صينية وهي تواجه مشاكل في الحصول على تراخيص خاصة بمعداتها، وذلك بسبب العملية الروتينية في البلدية، مما سيؤدي إلى تأخر تسلم المواطن لسكنه.

وكشف أن «اللجنة قدمت مقترحا في يوليو من العام الماضي لوزارة الأشغال خاصا بالطريق الذي يربط بين مدينة جنوب المطلاع والجهراء، والغريب أن مسؤولي الوزارة أبلغونا أن الطريق تحت الصيانة، رغم أنه مازال رمليا إلى الآن».

وتساءل العنزي عن قدرة بنك الائتمان على استقبال 28 ألف أسرة وتيسير دفعات الإسكان لهم، مناديا بتفعيل القرض الإلكتروني لتسهيل عملية الحصول على القروض دون الحاجة إلى مراجعة مقر البنك.

وطالب بإعطاء أهالي جنوب المطلاع الأولوية في أذونات البناء «إذ لا يعقل إعطاء المواطنين أوامر البناء في مشروعي خيطان وجنوب غرب عبدالله المبارك، وأهالي المنطقة لديهم عقود منذ سنتين».

وأكد أن مدينة جنوب المطلاع ستكون جاهزة للسكن في 2019 ولكن ذلك يتوقف على تعاون الجهات الحكومية، وتعجيل العقود المتبقية، والاهتمام بمداخل المدينة ومخارجها، لاسيما ان بها 3 مداخل فقط وهو ما لا يتناسب مع عدد السكان المتوقع وصوله بعد خمس سنوات إلى 400 ألف نسمة.

وُلدت كبيرة

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم اللجنة ياسر الماجدي إن مدينة جنوب المطلاع تشهد تطورا يوما بعد يوم، والعمل جار الآن على الخطوط الرئيسية للمدينة التي ولدت كبيرة بخدماتها ومرافقها وضواحيها، معربا عن أمله في تزامن اكتمال المرافق الخدماتية مع انتقال الأهالي للسكن.

وأوضح الماجدي أن «مطالبات الأهالي بسيطة وتتمثل في توفير الخدمات بالضواحي الداخلية مثل الجمعيات والمخافر، ونلمس تعاونا في هذا الشأن من وزارات البلدية والإسكان والأشغال».

وكشف أن «اللجنة يتابعها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر نحو 12 ألف مواطن، ونحن ننقل لهم الخبر والوقائع في المدينة بكل مصداقية، ومن هنا جاءت ثقتهم التي لم تأت من فراغ بل عبر التفاهم والاجتهاد من أعضاء اللجنة»، مؤكدا أن المدينة تضم جميع طوائف الكويت وهي مزيج بين الشمال والجنوب.

وأعلن أن اللجنة أطلقت سابقة في تاريخ الكويت، وهي خدمة معرفة الجار لجاره قبل أن يسكن في المدينة، وذلك عبر غروبات التواصل الاجتماعي لكل ضواحي المنطقة، ومن خلال الموقع الإلكتروني للجنة.

البدل الخارجي

من جانبه، أوضح عضو اللجنة قايد الحمر أن اللجنة تعمل على نقل مطالب الأهالي إلى المسؤولين بما فيها طلبات البدل الخارجي، والتي تتيح للمواطنين من خارج المدينة الانتقال إليها عبر استبدال سكنهم مع آخرين داخل «جنوب المطلاع».

وأكد الحمر أن وزير الإسكان ياسر أبل وعد بالنظر في هذه المطالب بأسرع وقت، مشددا على أن اللجنة تعمل على حل مشاكل الاهالي ونقل مطالبهم للمسؤولين بكل شفافية.

بدوره، قال عضو اللجنة محمد الدلماني إن «مدينة جنوب المطلاع تختلف عن غيرها من المدن، وما يميزها هو التعاقد مع 3 شركات عالمية لإنجاز المشروع، ونحن نتابع لحظة تلو الاخرى ما يحدث بشأن الإنشاء والخدمات وننقله للأهالي بكل شفافية».

وطالب الدلماني الوزارات المعنية بالمشروع بالالتزام بالجدول الزمني الخاص به، وطرح عقود الخدمات لتتم بالتوازي مع البناء والإنشاء للوحدات السكنية، داعياً وزارة الكهرباء إلى الإسراع بإنهاء طرح عقود الكهرباء الخاصة بالمدينة، حتى لا تكون مدينة أشباح لا ترى النور.

وكشف أن اللجنة أنشأت قناة خاصة بها في اليوتيوب لتعلم الأهالي عملية البناء من الألف إلى الياء، من خلال فيديو يوضح مراحل البناء كها، بالتنسيق مع مهندس متخصص للرد على استفسارات المواطنين الخاصة بعملية الإنشاء.

عدم ربط الخدمات

أما عضو اللجنة مشعل الهاجري فأكد أن ملامح المشروع واضحة على أرض الواقع، موضحا أن الشركات العالمية تنفذ بنيته التحتية، غير أن التخوفات القائمة من الأهالي تتمثل في عدم ربط الخدمات بالإسكان.

وطالب الهاجري وزارات الأشغال والكهرباء والبلدية بضرورة تفادي المشاكل المتكررة مع كل مشروع سكني، مناديا بتفعيل أذونات البناء، وتخفيف الدورة المستندية وخاصة من بلدية الكويت، وداعيا وزارة التجارة إلى تفعيل دورها في مراقبة أسعار مواد البناء.

وذكر أن اللجنة لديها اجتهاد واضح في مجال السوشيال ميديا حيث كونت ثقافة إسكانية بين المواطنين لمعرفة الحقوق والواجبات لكل ساكن، فضلا عن تعريف كل ساكن بجاره عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفا عن إنشاء جريدة إلكترونية باسم أهالي المدينة لنقل صوتهم وطلباتهم للمسؤولين.

وأكد أن الدور الإلكتروني للجنة جعل المسؤول الحكومي يعيش مشاكل المواطنين التي تطرح عليه عبر الأسئلة الصوتية والمقاطع المصورة، مبينا «أن الموقع الإلكتروني للجنة جذب منذ افتتاحه تقريبا قبل شهر نحو 5 آلاف مسجل، كما دشنا تطبيقا إلكترونيا للهواتف الذكية جمع نحو 3700 مشترك».

وأشار إلى أن اللجنة تطوعية وقائمة بجهود أعضائها الذاتية، ولا تهدف إلا لمصلحة المدينة واهلها، مبينا انها تسعى لجمع أكبر عدد ممكن من الشرائح والثقافات للانضمام إلى «جنوب المطلاع».

الدورة المستندية طويلة وتعرقل عمل المشروع وعلى البلدية تفاديه ... العنزي

نأمل تزامن الخدمات للمواطنين مع انتقالهم للعيش في المدينة ... الماجدي

وزير الإسكان وعد بالنظر في طلبات البدل الخارجي قريباً ... الحمر

يجب الالتزام بالجدول الزمني في توقيع عقود خدمات المدينة ... الدلماني

على مؤسسات الدولة الربط بينها لتسريع إنجاز المشروع ... الهاجري
back to top