خاص

عبدالله الرميثان لـ الجريدة•: ما يحدث راهناً ليس توزيعاً موسيقياً (5-5)

في زمن الكساد المعيش الفنان يقدم ما يريده الجمهور

نشر في 25-06-2017
آخر تحديث 25-06-2017 | 00:05


يقتنص الملحن الأكاديمي الكبير الدكتور عبدالله الرميثان ألحانه مستنداً إلى الموهبة الموسيقية، التي شهد لها كبار الموسيقيين في الوطن العربي ودراية أكاديمية في أصول علم الموسيقى وتطوراته، إضافة إلى خبرة كبيرة في تقديم قيمة لحنية يقل نظيرها تحمل بصمته الخاصة، فهو لا يدع مجالاً للمصادفة أو العفوية تنسج موسيقاه على القصائد، بل يتبع أسلوباً أكاديمياً كما حدث في أغنية «صادني في غرامه» التي شدا بها الفنان بلبل الخليج نبيل شعيل واستمر نجاحها نحو 20 عاماً.

يتسم عمله بالانضباط والنظام، فعملية التلحين لدى الرميثان تمر بمراحل دقيقة قبل ولادة الجمل الموسيقية، فحينما يشرع بقراءة القصيدة المراد تلحينها يدقق على النغم في القافية والإيقاع في الوزن، فإن توافر النغم والإيقاع في الكلمات بحث عن الإبداع في الصور الشعرية والشدو في المعنى، وبذلك تتحقق المرحلة الأولى في قبول النص الشعري، ثم تأتي مرحلة أخرى أكثر دقة وأهمية في صياغة النسيج الموسيقي، فإن كان اللحن يحتاج إلى البحث ينكب قارئاً عن الخلفية التاريخية والإرث الموسيقي المشابه، رغبة في تقديم لحن مختلف يمزج بين العراقة والمعاصرة في آن، فينقل المتلقي إلى الأجواء ذاتها من خلال لغة موسيقية راقية وحديثة لا تنقل القديم كما هو بل تقدمه ضمن قالب متطور.

حقق الرميثان نجاحاً كبيراً مع أبرز نجوم الغناء في الوطن العربي مدوناً عبر سجل توهجه قفزات فنية شكلت علامات بارزة في مشواره، وربما يصف المستمع إلى ألحانه بجملة واحدة «هذا شي غير معقول» كما غناها محمد المسباح الذي قدم معه أعمالاً خالدة.

الرميثان لم يقتصر إبداعه على مستوى الخليج، بل تجاوز حدوده الإقليمية فشدت بألحانه المطربة ميادة الحناوي، وأنغام، وطلال مداح، وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم من نجوم الصف الأول، فقد عقد صفقة دائمة مع التفوق الذي لا يقبل غيره، فحصد جوائز متنوعة في عالم الغناء والطرب.

في الحلقة الخامسة والأخيرة من حواره مع الجريدة، تحدث الرميثان عن الفرق بين اللحن والتوزيع الموسيقي، كما تناول علاقته بالشعراء، وفيما يلي التفاصيل:

* بعض الشعراء حذرون جداً في التعامل معك، هل لأنك ملحن وشاعر وموسيقي أكاديمي، أم هناك أسباب أخرى؟

- القافية نغم، والوزن إيقاع والمعنى شدو والصور إبداع فمن أدرك ذلك أذعنت لموسيقى شعره الأسماع، ولا يوجد شاعر لا يرغب بنجاح عمله، لكن ربما الحذر ينبع من اعتراف بعض الشعراء بضعفهم في بناء القصيدة من حيث الوزن والقافية، وسأذكر لك مثالاً أنا أعرف جيداً علم العَروض فحرف الهاء لا يمكن أن تكون روي ولا يجب أن تكون من ضمن القوافي، لأنها وصل بينما الألف خروج، لذلك إن اجتمعا ستكون القافية للحرف الذي يسبقها وليس لأحدهما، ومعظم الشعراء لا يريدون الاعتراف بأخطائهم وتأخذهم العزة بالنفس، وأنا أتصور أن أمور "الفتونة" لا تستقيم في الشعر، فأنا لا أستطيع أن أضع لحناً لقصيدة فيها خلل، فهذا الأمر ينتقص من حقي لكن إن وجدت نصاً شعرياً جيداً فعلى الرحب والسعة فالشاعر الواعي لا يُتعب الملحن لكن في الفترة الأخيرة كثر الذين دخلوا مجال التلحين والكل بدأ يلحن وصارت مهنة الملحن مهنة من لا مهنة له، وأنا أقول هذا الكلام من واقع تجربة، فالتلحين له شروط ومقاييسه ضمن أيام إسحاق الموصلي كانت تنتقى القصائد الأكثر تأثيراً عند العرب ويعرف أصحابها بالمقدرة والدراية الأدبية، فلم نعرف أو نسمع خلال العصور السابقة أن الملحن يقدم لحناً لقصيدة لا يعرف معناها ولا يفقه تفاصيلها.

* أنت تتعامل بهذه الطريقة حينما تريد تلحين أي قصيدة، ألا تعتقد أن هذه الدقة ربما لا تكون في مصلحتك؟

- أنا أتعامل بهذه الطريقة ضمن هذا الوعي الثقافي والأدبي لأني سأقدم لحناً للناس وليس لشخص بعينه ويفترض أن نرتقي بالذوق الفني لأن هذه مسؤولية الفنان الحقيقي، لذلك يقال إن للفن رسالة وهي أسمى الرسائل أن ترتقي بذائقة الجمهور وليس العكس.

* لكن البعض ينظر إلى الأمور باتجاه آخر؟

- لأننا في زمن الكساد فالفنان يقدم ما يريده الجمهور، وهنا لا يلام الجمهور لأن تقديم الفن الجميل ليس مسؤولية الجمهور بل هي مهمة الفنان لذلك يجب أن نضع في ذهننا أن الجمهور يتعامل مع الفن للاستمتاع والترفية وكعلاج نفسي أو محاكاة الشعور، لأنه يعاني مشاغل الحياة اليومية ولديه من الهموم الكثير لكن هناك مسؤولية تقع على كاهل الرقابة بانتقاء الأشخاص الأكفاء الذين يرتقون بالذائقة العامة لا الانحدار فيها.

تراكيب لغوية

* لماذا تفضل التعامل مع الشاعر يعقوب السبيعي؟

- لأن الشاعر يعقوب السبيعي يمتلك ملكة نادرة في حفظ القصيد، كما أنه كان متفوقاً في دراسته وهو رجل مثقف ولبق ومرن وطلق في الشعر بجناحية الفصيح والعامي وبرغم كبر سنه فهو مفعم بروح الشباب فما يكتب القصيد يكتبه برؤية شاب متعقل واع هو يعطي الملحن الصور الجمالية المترابطة بأبيات الشعر بشكل مباشر وبإيجاز، كما أنه ينتقي المفردة بعناية وتراكيبه اللغوية تأتي بأسلوب رشيق وبليغ شعرياً ودقيق فكرياً ومصور جميل جداً للكنايات ضمن القالب الشعري أما من ناحية الوزن فهو قاعدة لا يمكن أن تشوب أشعاره أي شائبة كما أنه حينما تطلب منه الكتابة عن شيء معين فإنه يبهرك بنتاجه.

وأنا اعتبر يعقوب السبيعي من شعراء الكويت النادرين وربما نحتاج إلى وقت طويل لظهور شاعر بحجمه، وغير ذلك فهو يلتقط الفكرة بسرعة كما أنه ينفذها بطريقة سلسلة ومتقنة في الوقت ذاته، لذلك أحب التعامل معه.

علاقة وطيدة

* كيف بدأت علاقتك بالشاعر مبارك الحديبي الذي قدمت معه أغنيات جميلة؟

- هناك مواقف لا تغيب عن الذاكرة، فلهذا الرجل موقف لا أنساه ما حيت، وأذكر أننا كنا نسجل في إذاعة الكويت عملاً للمعهد، وكنت أنهيت المهمة المطلوبة مني وفي تلك الفترة كان عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية يوسف دوخي، فأردت الاستئذان للذهاب إلى جدي الذي كان طريح الفراش في المستشفى لأنه يحتاج إلى شخص للجلوس إلى جانبه واتصلت والدتي وأخبرتني أنها ستعود إلى البيت وحان وقت مجيئي، وللأمانة أقول إن جدي كان على سرير الموت ولا يليق بي أن أتركه لأنه هو الذي تكفل بتربيتي، وحينما أخبرت العميد يوسف دوخي برغبتي بالانصراف رفضن وهنا تدخل الشاعر مبارك الحديبي وقال دعه يذهب وكان ذلك بإصرار كبير، فأنا بصراحة لا أنسى هذا الموقف وعقب ذلك، ذهبت إلى الحديبي لأشكره على موقفه النبيل معي وهنا كانت بداية التعارف، واتفقنا على الجلوس مرة أخرى وكان في الجلسة التالية بداية التعاون بيننا وكانت أغنية "حبيبي أول شحلوه" التي غناها عبدالله الشحمان.

واستغرب الحديبي من التفاعيل في اللحن، فوجد منافسة وتحدياً مع ذاته لإيجاد مفردات على هذه الأوزان، وكان تناولها في ذلك الوقت في الغناء حديثاً ولم يكن مطروقاً وعقب هذا التعامل أصبحت هناك صداقة وعلاقة وطيدة تربطنا والألفة مطلوبة بين الملحن والشاعر لخلق جو فني يركز على المودة والانسجام.

التكسب المادي

* كيف ترى برامج المسابقات الغنائية؟

- ما يجري في هذه البرامج أشبه باختبار القدرات الصوتية المعتمد في المعاهد الموسيقية، ولاسيما أن المتقدمين للمسابقة جلهم من الهواة، ومن الطبيعي أن تجد هناك تفاوتاً في المستويات هذا بالنسبة إلى المتقدمين، أما البرامج فلا أذيع سرا أنها تبحث عن التكسب المادي من خلال المجموعة المنتقاة من الهواة، وربما تجد أن أحد المشاركين يحقق شهرة كبيرة خلافاً لمنافسيه، وهنا أريد إيضاح مسألة مهمة جداً أن مقاييس هذه البرامج لا تعتمد على الموهبة والطرب، بل لها حسابات أخرى، فهي تبحث عن الأسماء التي تدر ربحاً مادياً على البرنامج، ويجب أن تنتبه هذه النوعية من البرامج إلى ضرورة تنمية الموهبة وصقلها من خلال العمل بالاستديوهات.

مقطوعة موسيقية

* ما الفرق بين اللحن والتوزيع الموسيقي؟

- لا يوجد توزيع موسيقى الآن، بل يوجد اسم موزع ينسب إليه العمل الفني، وإضافة ما يراه هذا العازف- وأغلبية الموزعين يعزفون على أورغ- من خطوط إضافية للموسيقى يضعها على الغناء في العمل.

والبعض منهم ينسب نجاح الأغنية له كموزع، وأنا أقول لمن يدعي ذلك، افصل اللحن عن التوزيع، ودعنا نرى عملك، هل يحقق النجاح ذاته، بالطبع لا، التوزيع الموسيقي هو مقطوعة موسيقية لا غنائية تتكلم بها الآلات مجتمعة كما يحدث في الأوركسترا السيمفوني أو موسيقى الحجرة أو الفرق الموسيقية الخالصة دون مصاحبات غنائية، ويعمل فيها أشكال التوزيع المبني على أنواع التأليف الهارموني والكنتربوينت التقليدي الموسيقى "المودرن" بشكل تكتفي بسماعه دون الحاجة إلى كلمات شعرية هذا هو التوزيع الموسيقي، ولكنه مختلف عما يحدث الآن ويطلق عليه توزيع موسيقي.

* ماذا تسمي ذلك؟

- هذا ليس توزيعا موسيقيا هو مجرد مصاحبات أو إضافات فنية على الغناء من الفرقة المصاحبة، ونادرا ما تجد أنها تظهر بشكل واضح في السمع في الأغنية، بل هم يضعونها كخليفة للأغنية والتوزيع هو شيء ظاهر وليس مخفيا، والتوزيع يجب أن يكتسب صفة التساوي، لكن بما أنه فقد صفة التساوي فهو ليس توزيعا. ومع الأسف أن بعض الموزعين حاليا لم يدرسوا الموسيقى، وهذا ليس كلامي بل كلام ذكره قبلي الفنان طارق عاكف، وهذا دليل على الجهل وعدم الفهم.

أما اللحن فمن أحد تفسيراته في قاموس لسان العرب لابن منظور أن الملحن مفطن، بمعنى هو الشخص الذي يفطن الناس بقصائد الشاعر عن طريق إضافة جمل لحنية لهذا الشعر ينغمه بها ويظهر الكلام بحلة مشوقة أنيقة تستسيغها أذن المتلقي، فيتم سماعها ثم يتداوله الناس، فيصل الشعر عن طريق الملحن إلى أذن المتلقي ووجدانه، فاللحن هو الأساس والتوزيع شيء مكمل، وأنت حينما تريد تقول للمغني أو الملحن إن لحنك فيه كذا وكذا ولا تقول إن توزيعك ينقصه... فالمهم اللحن لا التوزيع.

* ما حكاية قبولك في المعهد العالي للموسيقى العربية في مصر دون الخضوع لاختبار القبول؟

- حينها كان عميد المعهد د. سعيد هيكل، ودخلت عليه وقلت له: أين اختبار القبول؟ فردّ: بصريح العبارة أنت لن تخضع لهذا الاختبار، ومن سيختبرك؟ لأن مكانتك الفنية تعدت آفاق المحلية ونجاحك يسبقك، فهو يعرفني لأني كنت أصادفه في الاستديوهات ونتبادل الحديث والنقاش.

شهادة الدكتوراه تتضمن 3 محاور في رسالة واحدة

حول رسالة الماجستير التي كانت بعنوان «فنون الخماري في دولة الكويت»، وجاءت منظرة، قال الرميثان: «صحيح، من المتعارف عليه ألا يجوز التنظير في شهادة الماجستير، كما أنها دراسة كاملة لأنها تضمنت نظرية في دراسة لا ورقة، وما ميّز الماجستير النتيجة التي وصلت إليها، إذ وجدت أن المقام الخماسي الأساسي في الخماري في الخليج يتقاطع مع أحد المقامات الموجودة في إفريقيا، وكذلك موجود عندنا في أغاني الطنبورة، هذا يتكون من 5 نغمات تقوم عليها الآلة والغناء، وهذا المقام الموجود عندنا في الخليج رباعي يقوم على 4 نغمات فقط يبدأ في نغمة ثم يقفز ويأتي بثلاث نغمات».

ويلفت الرميثان إلى أنه لاحظ أيضاً أن الفنان فريد الأطرش استخدمه في أغنية ساعة في قرب الحبيب، وهو اللحن ذاته المستخدم في المناسبات السعيدة: «مباركين عرس الاثنين»، «ليلة ربيع»، «عين وقمرة»، لهذا السبب كانت هناك حاجة إلى التنظير، فأصبحت الماجستير دكتوراه، وأنا الآن عندي شهادتا دكتوراه.

وفيما يتعلق بشهادة الدكتوراه قال الرميثان: «هي 3 رسائل في رسالة واحدة، وقدمت فيها أكثر من 600 ورقة، وكتبت رسالة الدكتوراه بيدي ورسمت رسوماتها، كما دونت النوت، وكذلك قمت بتصوير بعض الفرق الغنائية لتوضيح بعض حركات الفرق، ودخلت فيها الفوتوشوب ومجموعة برامج أخرى في الموسيقى، وكان يقول عنها عميد المعهد العالي للموسيقى العربية آنذاك د. رضا رجب: هذه رسالة دكتوراه مصورة على طريقة الفيديو كليب، لأن فيها صورا ووسائل أخرى توضيحية، لدرجة أن الظل خلف الصورة كنت أعمله بطريقة خاصة، ليكون معبراً وموحيا لصورة ما.

وتابع: كان عنوان رسالة الدكتوراه «العرضة والسامري وإمكانية الاستفادة منهما في الموسيقى الكويتية المعاصرة»، فالعرضة فن قائم بذاته، وكذلك السامري، فكانت الرسالة تضمن ٣ أضلاع العرضة والسامري وإمكانية الاستفادة منهما.

وعن تأخره في الحصول على شهادة الدكتوراه، ذكر الرميثان: «صحيح، انهماكي في سوق التلحين أجّل كثيرا مسألة استكمال دراستي الأكاديمية، وزملائي سبقوني لأنني كنت مطلوبا في التلحين، وهذا الانشغال استغرق نحو 10 أعوام، ولم أنتبه لذلك، لكن الدكتور الصديق يوسف رشيد أشار علي بضرورة استكمال الدراسة، وقال لي من هم أقل منك موهبة وكفاءة حصلوا على الشهادة، أعتقد أن ذلك لا يتناسب مع مكانتك، وكأن كلماته غرست في نفسي رغبة جامحة لمواصلة الدراسة».

الفنان يختلف عن لاعب كرة القدم

تحدث الرميثان عن الفرق بين الفكر والعضلات، معتبرا أن الفكر هو الذي يستمر بينما العضلات تفقد قوتها مع مرور الأيام إلى أن تتلاشى رويدا رويدا، واستشهد الرميثان بكتاب القيرواني «العمدة في محاسن الشعر وأدابه»، حيث استمر في كتابته نحو 30 عاماً، أي انه إذا كان بدأ كتابته في الثلاثين من عمره فإنه أكمله في الستين، أما كتاب الأغاني فقد كتبه في فترة 50 عاماً، ولذلك صاحب العلم لا يشيبه الزمن في عمله، قد يشبه الزمن في جسده وتعتل صحته، لأن العلم لا يشيب، ولذا يبقى العلم وتفنى الأجساد.

وأضاف: «إن عاملت الفنان على أنه لاعب كرة القدم، فأنت بذلك ترتكب خطأ جسيما، بمعنى أنك خاطبت العقل بالجسد، لأن الإمكانية الجسدية شيء والتفكير العقلي شيء آخر مختلف، فالعقلية هي التي تتحكم بالذوق وتطرح الأفكار، بينما الجسدية هي محور القوة، وهي لها حيز معين تنتهي بزواله، بمعنى أن الاستمرار مرهون بفترة بقائها، فالقوة مركز عضلي والفكر مركز كهربائي والعلم مصدر للتنوير.

عميد المعهد العالي للموسيقى العربية د. سعيد هيكل رفض إجراء اختبار القبول لي

أغنية «حبيبي أول شحلوه» التي غناها عبدالله الشحمان أول تعاون لي مع الشاعر مبارك الحديبي

يعقوب السبيعي من شعراء الكويت النادرين ينتقي المفردة بعناية... وتراكيبه اللغوية رشيقة

برامج المسابقات الغنائية تبحث عن التكسب المادي من خلال مجموعة من الهواة
back to top