ديكورات المسلسلات المصرية... ميزانيات ضخمة وجهود كبيرة

نشر في 24-06-2017
آخر تحديث 24-06-2017 | 00:03
كان لافتاً في دراما موسم رمضان هذا العام وجود ديكورات مختلفة شكلت جزءاً رئيساً من أحداث مسلسلات مهمة، وصوِّرت غالبية المشاهد في داخلها.
آراء الجمهور والنقاد في هذه الديكورات تنوّعت فحاز بعضها الإعجاب وتفاعل معه المشاهدون، بينما نالت ديكورات آخرى انتقادات واسعة بسبب عدم مناسبتها الأحداث، بحسب كثيرين.
صوَّرت غادة عبد الرازق الأحداث الرئيسة لمسلسلها «أرض جو» داخل ديكور ضخم صُمِّم خصوصاً له في مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، لا سيما منزلها والمنطقة التي تعيش فيها. أما ديكورات «خلصانة بشياكة» لأحمد مكي فبُنيت في إحدى المناطق الواسعة في مصر، وهو ما انطبق على «الحساب يجمع»، وهو أول مسلسل مصري يُشيَّد له ديكور كامل على ضفاف النيل.

في هذا السياق، يقول مهندس الديكور يحيى علام الذي تولّى تصميم ديكور الحارة في «الحساب يجمع» إن الموقع ساعده على تحقيق المزيد من الواقعية في الأحداث، مشيراً إلى أن ثمة تحديات واجهته في البداية من أجل انتقاء المكان المناسب، إلا أن وقع الاختيار على الموقع المطل على النيل في الوراق.

ويشير إلى أن ضيق الوقت قبل بداية التصوير جعله يعمل تحت ضغط وبمجموعات كبيرة، إذ كان حريصاً على أدق التفاصيل بالتزامن مع بدء ورش التصميمات الخاصة بالحارة التي جمعت أشكالاً متنوعة من النوافذ الخاصة بكل منزل، لافتاً إلى أنه حرص على مراعاة العشوائية في البناء لتناسب طبيعة المنازل في المناطق الشعبية البعيدة عن أي تناسق.

علام يوضح أن الدعم المالي ساهم في خروج الديكورات بشكل جيد، إذ لم تبخل شركة «العدل غروب» في توفير الإمكانات اللازمة، وبلغت نحو 100 ألف دولار، مؤكداً مراعاة الواقعية في الأحداث والمسافات بين المنازل بشكل يسمح للمخرج بتتبع الشخصيات منذ خروجها من المنزل حتى الحارة، وأن السيناريو تضمَّن من البداية أحداثاً تحتاج هذا الأسلوب في التصوير.

في هذا المجال، يقول الناقد محمود قاسم إن الديكورات الضخمة وحدها ليست كافية لإنجاح العمل ولكنها جزء مهم من إضفاء المصداقية على أحداثه، مشيراً إلى أن اعتماد التصاميم الداخلية الموجودة في مدينة الإنتاج الإعلامي أو بعض الأستوديوهات يعطي للمشاهد انطباعاً بأن العمل قديم، خصوصاً أن عشرات الأعمال صوِّرت فيها سابقاً.

ويلفت قاسم إلى أن الخروج عن المألوف في الديكورات سواء ببناء تصاميم جديدة أو بالتصوير الخارجي في الأماكن الحقيقية للأحداث، يُعتبر أفضل حل لجذب المشاهد، لكن التفاف الجمهور حول الممثلين يتسبب في استغراق التصوير وقتاً طويلاً.

أخطاء كثيرة

ويؤكد أن صانعي بعض الأعمال وقعوا في أخطاء مرتبطة بالديكور بسبب الاستعجال في التصوير، مشيراً إلى أن ثمة أزمة سببها ضغط التصوير، والتصوير بوحدتين للحاق بموعد العرض، وهو خلل في المنظومة ينعكس ليس على الديكورات فحسب، بل على العناصر الفنية كافة في المسلسل.

بدوره، يقول الناقد أندرو محسن إن ثمة مشكلة في ديكورات أعمال كثيرة، إذ ظهر بعضها بدهانات جديدة رغم أنه يفترض أن يكون قديماً نسبياً. مثلاً، «كفر دلهاب» تدور أحداثه في الصحراء ويفترض أن تتأثر المنازل في هذه المنطقة بعوامل الطقس ولكن ظهرت جميعها كأنها حديثة البناء ولم يسكنها أحد سابقاً، فضلاً عن أن المحلات والأسواق نظيفة بشكل مبالغ فيه لا يتناسب مع طبيعة الأحداث.

ويؤكِّد أن الأزمة نفسها تكرَّرت في «رمضان كريم» حيث ظهرت بيوت الحارة الشعبية كأن دهانها انتهى قبل أيام قليلة رغم أن الأحداث تتحدث عن بنائها منذ سنوات، مشيراً إلى أن مشكلة هذه الديكورات التعجيل بالتصوير فور الانتهاء منها وبنائها خصيصاً للأحداث.

يضيف محسن أن «واحة الغروب» أظهر اهتمام مهندس الديكور فوزي العوامري بأدق التفاصيل الفنية في البيئة التي تدور بها الأحداث، مشيراً إلى أن مهمة العوامري كانت صعبة، خصوصاً أن الحقبة التاريخية التي يدور فيها العمل نادرة التناول في الدراما المصرية، ما شكل عبئاً عليه.

ويلفت إلى أن مسلسلي «هذا المساء» و«الحساب يجمع» من الأعمال التي حظيت باهتمام في تفاصيل بناء الديكورات الخاصة بها، فظهرت كأنها أقرب إلى الحقيقة، لافتاً إلى أن الديكورات المشغولة بطريقة جيدة تعطي خصوصية للعمل وتجعل المشاهد يتعايش مع الأحداث.

«خلصانة بشياكة»

يؤكد الناقد أندرو محسن أن ديكورات «خلصانة بشياكة» تحمل تفاصيل جديدة كثيرة، خصوصاً أنها مبنية من وحي الخيال وفق الفترة الزمنية التي يتناولها المسلسل، لافتاً إلى أنها أحد التصاميم الهندسية المميزة في الدراما الرمضانية.

«واحة الغروب» أظهر اهتمام مهندس الديكور فوزي العوامري بأدق التفاصيل الفنية
back to top