صلاح جاهين... العصفور الحزين (13 - 15)

أزمة العمر

نشر في 23-06-2017
آخر تحديث 23-06-2017 | 00:04
ارتبط صلاح جاهين بمشروع جمال عبد الناصر السياسي، وراهن على عبدالناصر لتحقيق أحلام المصريين، لذلك كانت أشعار جاهين الحماسية مبشرة بفجر جديد، لكن الأماني العريضة تحطمت على صخرة هزيمة يونيو 1967، لذلك دخل صلاح جاهين في دوامة الاكتئاب، وفضل الابتعاد عن كتابة الأغاني الوطنية، لكنه ما كاد يتدارك نفسه حتى جاء خبر وفاة عبدالناصر، ليدخل جاهين في أزمة عمره.
قرر صلاح جاهين مواجهة المرض بالحب، وحسم علاقته بالفتاة التي وقع أسير حبها، منى قطان، بالزواج منها، وعندما صارحها بأمر الزواج، طارت فرحا، كأنما كانت في انتظار هذا القرار، ولم تستمع إلى نصائح المحيطين بها برفض هذه الزواج، ليس لفارق السن فحسب، رغم أنه لم يكن كبيرا، بل ما عرف عن مرض صلاح، لكنها ضربت بكل ذلك عرض الحائط، أمام حبه، ورحبت بالزواج منه، غير أن صلاح رأى ضرورة أن يفي لزوجته الفنانة سوسن زكي، بالوعد الذي قطعه على نفسه منذ أول ليلة تزوجا فيها، وهو أنه إذا وقع يوما في الحب، أو قرر الزواج من غيرها، لا بد من أن يخبرها، قبل أن يقدم على ذلك. بالفعل أطلع زوجته على حبه الجديد لمنى قطان، ورغبته في الزواج منها، المدهش أنها لم تغضب، بل ظلت صامتة تسمعه، إلى أن أنهى كلامه، فنظرت إليه بابتسامة عريضة:

=منتظر أقولك أيه؟

*اتكلمي زعقي.. صرخي عيطي.. زي أي ست ما بتعمل في موقف زي ده

=مش أنت اللي يتعمل معاك كده.. أنا عارفاك كويس.. وعارفه إنك لازم تتجوز.. وفي الوقت ده بالذات

*مش فاهمك!

=مش مهم تفهم دلوقت.. أكيد هايجي وقت وتفهم قصدي

*يمكن يكون كلامك صح.. عارفه عايز أقولك على سر.. أنا نفسي مش عارف أنا هاتجوز ليه.. ممكن أكون حبيت.. وممكن أكون باهرب.. مش عارف.. لكن اللي اعرفه إن اللي بيتجوز للمرة التانية.. كأنه بيقرا كتاب للمرة التانية.. بس صدقيني أنا بحبك زي أول يوم اتجوزنا فيه.

=وكمان حبيت منى.. وأنا مش من حقي أمنعك.. لكن من حقي أبعد.

لم يكره صلاح زوجته سوسن زكي، ولم يمل الحياة معها، لكنه وقع في الحب، لا يعرف لماذا، فلم ينقصه شيء في حياته معها، ولم تنشغل عنه بأمر آخر، لذا لم يرد أن يبتعد عن زوجته، وفي الوقت نفسه شعر بشيء ما ينقصه، ربما أراد التغيير.

لم يكن أمامه سوى النزول عند رغبتها، وتم الطلاق في هدوء واحترام كل منهما للآخر، بعد زواج دام أكثر من أحد عشر عاماً، لم يختلفا خلالها يوما، ولو خلافاً بسيطاً، غير أنه كان من الأفضل الانفصال في هدوء.

المشاكل الشخصية والعاطفية التي واجهها صلاح لم تفصله عن المجتمع، والأحداث المتتالية التي يعيشها الشعب المصري، بل والعربي كله، من إنجازات يومية لنظام جمال عبد الناصر، في المجالات الصناعية والزراعية، والتي حركت مشاعر المصريين بالحب تجاه زعيمهم، وحركت مشاعر صلاح لكتابة كلمات، لحنها كمال الطويل، وغناها عبد الحليم حافظ:

يا جمال يا حبيب الملايين يا جمال

ماشيين في طريقك مش ناسيين

يا حبيب الملايين

للنور طالعين.. للخير رايحين

وياك يا حبيب الملايين

إحنا الملايين .. إحنا الملايين

صحيت الشرق بحاله.. وديانه ويا جباله

قام بشعوبه وأبطاله

مع بطل الأمة العربية

إحنا الملايين.. إحنا الملايين

للنور والخير والحرية

أنت اللي كسرت قيودنا.. وكسرت عدو بلادنا

طلعنا الفجر بأيدنا

فجر القومية العربية

إحنا الملايين.. إحنا الملايين

وبيقنا شعوب حرة قوية

إحنا الملايين.. إحنا الملايين

وزرعت الأرض الخضرا.. أفكار ومبادئ حرة

خليتنا عيشنا في بكرة

نورنا على الدنيا بحالها

وبقينا رجالها وأبطالها

ماشيين في طريقك مش ناسيين يا جمال

يا حبيب الملايين

الانكسار

في الأول من مايو 1967 صرح رئيس وزراء إسرائيل، ليفي أشكول بأنه في حال استمرار ما وصفه بـ{العمليات الانتحارية}، فإن بلاده «سترد بوسائل عنيفة» على مصادر الإرهاب، وكرر مثل ذلك الكلام أمام الكنيست في 5 مايو، وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأنه إن لم يتوقف النشاط الفدائي الفلسطيني في الجليل، فإن الجيش سيزحف نحو دمشق، وفي 14 مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضاً عسكرياً في القدس خلافاً للمواثيق الدولية التي تقر بأن القدس منطقة منزوعة السلاح، ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يصرح بأنه في حال كررت إسرائيل عملية «طبرية»، فإن المواثيق الدولية لن تكون مجرد قصاصة ورق لاغية.

كانت كلمات عبد الناصر حافزا لأن يكتب صلاح أغنية «راجعين بقوة السلاح» التي ما إن قرأتها أم كلثوم، حتى طلبت من الموسيقار رياض السنباطي تلحينها على الفور:

راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر الحمى

راجعين كما رجع الصباح من بعد ليلة مظلمة

جيش العروبة يا بطل الله معك

ما أعظمك ما أروعك ما أشجعك

مأساة فلسطين تدفعك نحو الحدود

حول لها الآلام بارود في مدفع

الله معك وكل حر شريف غيور

وياك وجنبك في لهيب المعركة

والنصر لك مهما العدو ساق الغرور

ومهما ساق المسكنة ولا اشتكى

غاصب لعين في كل دين

ودي فلسطين العرب

في كل خطوة معتدين الأرض تتفجر غضب

يغضب نسيم البحر والأمواج تثور

يا شعب يا منصور الله معك

لحّن السنباطي الأغنية وغنتها أم كلثوم في الرابع من يونيو 1967، ولم يكن أحد يتصور أن صباح الخامس من يونيو يحمل كارثة حقيقية، عندما أطلق سلاح الجو الإسرائيلي، عملية عسكرية جوية ضد المطارات المصرية، ثم بدأت العمليات البرية وخلال أيام تم احتلال سيناء المصرية، وهضبة الجولان على الجبهة السورية.

كانت الحرب مباغتة وخاطفة، تعامل معها الإعلام المصري في البداية بشكل حماسي، لكن سرعان ما أفاق الجميع على الحقيقة الموجعة، فقد حلت الكارثة، ووقع جزآن عزيزان من الأراضي المصرية والسورية في قبضة الاحتلال الصهيوني، ما أصاب المصريين والعرب بخيبة أمل كبيرة، غير أن الكارثة كان لها وقع خاص في نفس صلاح جاهين تحديداً، شاعر الثورة، ولسان حالها التي خاطبت الجماهير من خلاله، عبر الأغاني الوطنية والحماسية التي غناها كبار المطربين والمطربات، على رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، ومطرب الثورة عبد الحليم حافظ، وهو ما شعر به سيد مكاوي بحكم العلاقة بينه وبين صلاح، ومشاركته في الهمّ نفسه... والإحساس بالقهر، خصوصاً بعدما أوضح عبد الناصر أبعاد الكارثة بنفسه، وأعلن تنحيه عن كل منصب سياسي، لولا خروج الجماهير المصرية والعربية تطالبه بالرجوع عن هذا القرار.

الهروب من الاكتئاب

شعر صلاح جاهين بضرورة الخروج من هذه الحالة سريعاً، فهو لا يحتمل الحزن أو الاكتئاب، وإذا شعر بهما، يحاول الهرب منهما بأسرع وقت ممكن، فوجد أفضل طريقة للخروج من هذه الحالة، بالإسراع بإنهاء مشروع الزواج من منى قطان، ما جعله بالفعل يخرج من أزمته، ساعده على ذلك ما بدأ يحققه الجيش المصري في «حرب الاستنزاف» التي بدأت عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد لاحتلالها في الأول من يوليو من العام نفسه، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح، في ما عرف بمعركة «رأس العش» لتتصاعد بعدها العمليات العسكرية، خلال الأشهر التالية، خصوصاً بعد إعادة بناء الجيش المصري، ومساندة الدول العربية.

خشية تكرار تجربة كتابة الأغاني، اتجه صلاح جاهين إلى السينما، وكتب مقدمة «الزوجة الثانية»، وأداها شفيق نور الدين بصوته. الفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، شارك في البطولة: سعاد حسني وشكري سرحان.

كذلك شارك مع مأمون الشناوي وفتحي قورة في كتابة الأغاني للفيلم الاستعراضي «غرام في الكرنك» بطولة «فرقة رضا»، سيناريو وحوار محمد عثمان، قصة وإخراج علي رضا، وفي كتابة كلمات اسكتش «يا سنيوريتا»، لحنه سيد مكاوي، وأداه أمين الهنيدي في فيلم «7 أيام في الجنة» قصة وسيناريو وحوار محمد مصطفى سامي، وإخراج فطين عبد الوهاب.

بعدها اصطحب صلاح زوجته منى قطان في رحلة إلى إيطاليا، ثم إلى لندن، وعادا في موعد بدء العام الدراسي في المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي التحقت به منى قطان.

اكتفى صلاح جاهين برسم مربع الكاريكاتور في جريدة الأهرام إلى جانب كتابة أغاني المسرحيات، فبعدما كتب أشعار مسرحية «الإنسان الطيب» مع المخرج سعد أردش في العام 1966، طلب منه عام 1969، كتابة أشعار مسرحية «على جناح التبريزي» تأليف ألفريد فرج، ومسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» التي ترجمها صلاح وكتب أشعارها.

ألفية القاهرة

في عام 1969 صودف مرور ألف عام على إنشاء مدينة القاهرة، مع مرحلة من اكثر مراحل مصر مجداً وأكثرها حزناً، حيث سنوات حرب الاستنزاف، فكتب عبد الرحمن شوقي مسرحية «القاهرة في ألف عام» وكتب صلاح جاهين أشعارها، ووضع ألحانها موسيقيون، من بينهم: سيد مكاوي، محمود الشريف، أحمد صدقي، محمد الموجي، كمال الطويل وعبد العظيم عبد الحق، فحققت أشعاره المسرحية نجاحاً كبيراً.

ورغم ذلك وجد جاهين أن السينما تأخذه بقوة، فلم يكتف بكتابة أغاني الأفلام عن بعد، بل عشقه للسينما جعله يحرص على معايشة صناعة العمل السينمائي في مراحله كافة، وربما هو ما دفعه للعمل منتجاً فنياً للحلقات الاستعراضية التي كتبها للتلفزيون بعنوان «لغز الملكة شهر زاد» في شكل «فوازير» يحكي من خلالها «حواديت» للأطفال والكبار، على لسان «شهرزاد» التي تعاقب الملك «شهريار» كل ليلة، بحرمانه من استكمال الحكي، لأنه لم يعرف حل «الفزورة» ومطلوب من المشاهدين حلها.

أدت زوجته منى قطان دور «شهرزاد»، في أول عمل فني كبير لها، بعد تجارب مسرحية، وشاركها البطولة نجم الكوميديا عبد المنعم مدبولي، في دور الملك «شهريار»، وأخرجها يحيى العلمي.

في 12 فبراير 1970 قصفت القوات الإسرائيلية مصنع «أبو زعبل» للكيماويات التابع لشركة الصناعات المعدنية المصرية، أثناء خروج العمال (كان يضم 1300 عامل) بعد «الوردية الصباحية». قتل منهم 70 عاملا وأصيب 68 آخرين، وأُحرق المصنع بالكامل، ولولا خروج بعض عمال الوردية لكان العمال جميعاً قضوا حرقاً.

بعد وقوع الحادث الذي آلم الجميع وضرب مصر في العمق، كتب صلاح جاهين قصيدته «عمال أبو زعبل»:

إحنا العمال اللي اتقتلوا.. قدام المصنع في أبو زعبل

بنغني للدنيا ونتلو.. عناوين جرانين المستقبل 

وحدة صف الأحرار.. جبهة لكل الثوار

عبور الجيش لسينا.. الزحف من الأغوار

جيش العدو يتقهقر.. الأرض قايدة نار 

البحر قايد نار.. الاستعمار أثبت فشله 

محكمة للمجرمين.. قائمة للمتهمين 

إدانة مستر نيكسون.. بقتل الأسطى ياسين

القاتل استعماري.. القتلى وطنيين 

عمال مدنيين.. نصارى ومسلمين

مجزرة بحر البقر

في صباح الخميس التاسع من شهر أبريل عام 1970، وقبل أن يمرّ شهران على كارثة مصنع «أبو زعبل»، نشرت جريدة «الجمهورية» في عددها الأسبوعي، خبرا يحمل كارثة إنسانية بالمقاييس كافة:

استشهاد ثلاثين تلميذا في غارة إسرائيلية

إسرائيل تغير بطائرات الفانتوم الأميركية الصنع على مدرسة بحر البقر بالشرقية 

قرأ صلاح الخبر، فانهمرت دموعه بغزارة، دخل غرفته، وجلس إلى مكتبه، لم تفارق مخيلته صور «أشلاء الأطفال»، تذكر ولديه بهاء وأمينة، فازدادت دموعه، وأمسك القلم وكتب:

الدرس انتهى لموا الكراريس 

بالدم اللي على ورقهم سـال

في قصـر الأمم المتــحدة

مسـابقة لرسـوم الأطـفال

أيه رأيك في البقع الحمـرا

يا ضمير العالم يا عزيزي

دي لطفـلة مصرية وسمرا

كانت من أشـطر تلاميذي

دمها راسم زهرة راسم رايـة ثورة

راسم وجه مؤامرة راسم خلق جبارة

راسم نـار راسم عار

ع الصهيونية والاستعمار

والدنيا اللي عليهم صابرة

وساكته على فعل الأباليس

الدرس انتـهى لموا الكراريس

أيه رأي رجـال الفكر الحر

في الفكرادى المنقوشة بالدم

من طفل فقير مولود في المر

لكن كان حلو ضحوك الفـم

دم الطـفل الفـلاح

راسم شمس الصباح

راسم شـجرة تفاح

في جناين الإصلاح

راسم تمساح بألف جناح

في دنيا مليانة بالأشبـاح

لكنـها قلـبها مرتــاح

وساكتة على فعل الأباليس

الدرس انتـهى لموا الكراريس

ايه رأيك يا شعب يا عربي

أيه رأيك يا شعب الأحـرار

دم الأطـفال جايلك يحـبي

يقول انتـقموا من الأشـرار

ويسيل ع الأوراق يتهجى الأسـماء

ويطـالب الآبـاء بالثـأر للأبـناء

ويرسم سيف يهد الزيـف

ويلمع لمعة شمـس الصيف

في دنيا فيها النور بقى طيف

وساكتة على فعل الأباليـس

الدرس انتهى لموا الكراريس

سجل صلاح بكلماته تلك المجزرة في تاريخ الشعر العربي، والأغنية العربية، وقام بتلحينها الموسيقار سيد مكاوي، وحملها صوت الفنانة شادية إلى ضمير العالم {النائم}.

رحيل الوالد

كان الكيل قد فاض، وبدأ الرئيس جمال عبد الناصر في التحضير لشن حرب شاملة لتحرير الأرض، لولا وقوع اشتباكات عنيفة في المملكة الأردنية بين الأردنيين والفلسطينيين، فدعا إلى قمة عربية بالقاهرة في 23 سبتمبر عام 1970، غير أنه مع انتهاء أعمال القمة، أصيب بنوبة قلبية، فاضت على إثرها روحه إلى بارئها، والقى أنور السادات، نائب رئيس الجمهورية، في السادسة والربع من اليوم نفسه بيان وفاة الزعيم.

لم يحتمل قلب جاهين الطفولي، وفاة جمال عبد الناصر، ولم يساعده على احتمال فراق من أحب، فكانت الصدمة الأكبر في حياته والسبب الرئيس لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته. ورغم ما قيل عن انقلاب صلاح جاهين على الزعيم جمال عبد الناصر، بعد نكسة 1967، إلا أنه أكد للجميع، أنها كانت لحظة غضب للوطن، لكنه أحب جمال عبد الناصر بصدق، وهو ما أكده من خلال قصيدته في رثاء حبيبه:

حتى الرسول مات وأمر الله لابد يكون

بس الفراق صعب وإحنا شعب قلبه حنون

وحشتنا نظرة عيونك للبلد يا جمال

والحزم والعزم فيها وحبنا المكنون

وحشتنا عبثة جبينك وأنت بتفكر

ونبرتك وأنت بتعلمنا وتفسر

وبسمة الود لما تواجه الملايين

وقبضة اليد لما تدق ع المنبر

وقبضة اليد لما تلاطم الجرانيت

وترفع السد عالي المجد عالي الصيت

وتأدب النيل وتحكم مية الفيضان

ما تعدي نقطة سوى بالخطة والتوقيت

وبقيت أقول: مية الفيضان واحشاني

سبتمبر إزاي بدونها يكون يا خلاني

يا ويلي من دا طلب ويا ريتني ما اتمنيت

لبى الزمن مُنيتي من دمع أشجاني

وعاد لسبتمبر الفيضان دمع هتون

ينصب م القلب ويهيم في النسيم محزون

يميل نخيل الرطب على بعضه بالهمسات:

حتى الرسول مات وأمر الله لابد أن يكون

---------------

دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت

وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت

وحاجات كتير بتموت في ليل الشتا

لكن حاجات أكتر بترفض تموت

عجبي!!

...

الدنيا من غير الربيع ميته

ورقة شجر ضعفانه ومفتفته

لأ يا جدع غلطان تأمّل وشوف

زهر الشتا طالع في عز الشتا

عجبي!!

...

يا للي أنت بيتك قش مفروش بريش

تقوى عليه الريح.. يصبح مفيش

عجبي عليك حواليك مخالب كبار

وما لكش غير منقار وقادر تعيش

عجبي!!

...

سمعت نقطة ميّه جوه المحيط

بتقول لنقطه ماتنزليش في الغويط

أخاف عليكي م الغرق.. قلت أنا

ده اللي يخاف م الوعد يبقى عبيط

عجبي!!

...

جالك أوان ووقفت موقف وجود

يا تجود بده يا قلبي يا بده تجود

ما حد يقدر يبقى على كل شيء

مع إن –عجبي- كل شيء موجود

عجبي!!

البقية في الحلقة المقبلة

جاهين صارح زوجته سوسن زكي برغبته في الزواج مجدداً فطالبت بالانفصال

النكسة أصابته بالاكتئاب فقرر الهرب منه بإتمام زواجه الثاني

شاعر الثورة ابتعد عن الأغاني الوطنية.. واكتفى بأغاني الأفلام والمسرحيات
back to top