وفاة الطالب الأميركي المعتقل سابقاً في بيونغ يانغ.. وترامب يندد بنظام «وحشي»

نشر في 20-06-2017 | 13:20
آخر تحديث 20-06-2017 | 13:20
وارمبير خلال محاكمته في بيونغ يانغ، كوريا الشمالية
وارمبير خلال محاكمته في بيونغ يانغ، كوريا الشمالية
توفي الطالب الأميركي أوتو وارمبير الذي أعيد إلى بلاده في 13 يونيو في حالة غيبوبة بعد اعتقاله لعام ونصف العام في كوريا الشمالية، ما حمّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التنديد الاثنين بنظام بيونغ يانغ «الوحشي» في وقت يسود توتر شديد بين البلدين.

وقال ترامب «حصل الكثير من الأمور الفظيعة، لكننا على الأقل أعدناه إلى منزله ليكون مع أهله»، وذلك بعيد إعلان أسرة اوتو وارمبير أن الشاب البالغ من العمر 22 عاماً توفي الاثنين بعد أقل من أسبوع على عودته إلى الولايات المتحدة في حالة غيبوبة بسبب إصابته بتلف دماغي.

وأكد ترامب في بيان عزمه على «منع تعرض أبرياء لمآس كهذه بأيدي أنظمة لا تحترم سيادة القانون ولا أبسط مبادئ الكرامة الإنسانية».

من جهته، أعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون في بيان «نحمل كوريا الشمالية مسؤولية اعتقال أوتو وارمبير بصورة غير عادلة»، مطالباً بإطلاق سراح ثلاثة أميركيين آخرين ما زالوا معتقلين لدى النظام الشيوعي.

وكتبت عائلة الشاب في بيان «توفي أوتو اليوم في الساعة 14,20 (18,20 ت غ) محاطاً بعائلته التي تحبه».

وكان الشاب يعاني من تلف بالغ في أنسجة الدماغ عند عودته إلى عائلته في سينسيناتي بولاية أوهايو (شمال)، بحسب أطبائه وذكرت عائلته الاثنين أنه «لم يكن قادراً على الكلام ولم يكن يبصر وكان عاجزاً عن الاستجابة لتعليمات شفهية، كان يبدو غير مرتاح، وكأنه قلق».

وأضاف والداه فريد وسيندي «رغم أننا لن نسمع صوته منذ عودته، إلا أن تعبير وجهه تغير في يوم، بدا في سلام. كان في بيته، ونعتقد أنه كان يشعر بذلك».

ونددت عائلة الشاب مرة جديدة بـ«المعاملة السيئة، المروعة والوحشية» التي تعرض لها ابنها في كوريا الشمالية حيث اعتقل في يناير 2016 لاتهامه بمحاولة سرقة ملصق دعائي في فندق حيث كان يُقيم في بيونغ يانغ ضمن رحلة منظمة.

ورفيق سفره داني غراتون هو الغربي الوحيد الذي كان شاهداً على اعتقاله وقال لصحيفة واشنطن بوست الاثنين إن «أوتو لم يقاوم، لم يظهر عليه أنه خائف».

وعند عرضه على الصحافة الأجنبية بعد أسابيع على توقيفه، أعلن أوتو وارمبير وهو يبكي أنه ارتكب «أسوأ خطأ في حياته».

وبعد صدور خبر وفاته، أعلنت وكالة السفريات «يانغ بايونير تورز» التي سافر الشاب عبرها، على فيسبوك أنها تعدل عن تنظيم رحلات لأميركيين إلى كوريا الشمالية محذرة بأن «المخاطر مرتفعة جداً بالنسبة للأميركيين الذين يزورون كوريا الشمالية».

وجرت محاكمة الشاب في أقل من ساعة وحكمت عليه المحكمة العليا في بيونغ يانغ في مارس 2016 بالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً.

وبعد قليل على محاكمته، دخل في غيبوبة لأسباب لا تزال مجهولة بحسب أطبائه.

ورجح الفريق الطبي أن يكون التلف الدماغي الحاد الذي يعاني منه وارمبير، نظراً إلى صغر سنه، ناجماً عن سكتة قلبية رئوية قطعت تدفق الدم إلى الدماغ.

لكن تعذر عليهم الجزم بشأن أسباب هذه الأزمة، مؤكدين عدم العثور على آثار التهاب بسبب التسمم، وهو المبرر الذي قدمته كوريا الشمالية لدخول الشاب في غيبوبة.

وأعرب فريد واربير خلال مؤتمر صحافي الخميس ارتدى خلاله سترة ابنه عن تأثره وغضبه، مؤكداً أنه «فخور» بابنه الذي «وجد نفسه لدى نظام منبوذ خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، وعانى من سوء المعاملة والرعب».

وتوفي أوتو وارمبير في وقت يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول برنامج الأسلحة النووية الذي تواصل بيونغ يانغ تطويره.

والنظام الشيوعي معزول على الساحة الدولية بسبب طموحاته العسكرية، وضاعفت بيونغ يانغ منذ مطلع العام عمليات إطلاق الصواريخ مثيرة في كل مرة غضب واشنطن وتنديد الأمم المتحدة.

وتحتجز كوريا الشمالية حالياً ثلاثة أميركيين بينهم شابان كانا يعلمان في جامعة في بيونغ يانغ تمولها مجموعة مسيحية من خارج البلاد بالإضافة إلى مبشر أميركي متهم بالتجسس لصالح كوريا الجنوبية.

وأفاد الأجانب الذين تم اعتقالهم أو سجنهم في كوريا الشمالية، مثل الأميركي كينيث باي، أنهم أجبروا على العمل الشاق لفترات طويلة، وتعرضوا لمشاكل صحية، ولاهانات من سجانيهم، غير أن آخرين تحدثوا عن شروط اعتقال يمكن احتمالها.

وقد تسدد وفاة الطالب ضربة قاضية لاستراتيجية الرهائن التي تتبعها كوريا الشمالية وتقوم بموجبها بتوقيف أجانب لاستخدامهم من أجل الحصول على مكاسب دبلوماسية.

ورأى خبراء من غير المرجح أن تكون بيونغ يانغ تعمدت معاملة مواطن أميركي بصورة تتسبب بدخوله حال الغيبوبة.

back to top