الفنانة اللبنانية فيفيان أنطونيوس: هدفي الاستمتاع بأدواري بعد الغياب

نشر في 15-06-2017
آخر تحديث 15-06-2017 | 00:03
بعد سنين الغياب تعود الممثلة اللبنانية فيفيان أنطونيوس هذا العام بمسلسلين رمضانيين «بلحظة» (كتابة ندين جابر، وإخراج أسامة شهاب الحمد، وإنتاج الصدى) و«أدهم بك» (كتابة طارق سويد، وإخراج زهير قنوع، وإنتاج مروى غروب)، وتصوّر راهناً مسلسل «ثورة الفلاحين» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج إيغل فيلمز) المتوقع عرضه بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل.
عن أدوارها والدراما اللبنانية والمسلسلات المشتركة تحدثت إلى «الجريدة».
ما المميّز في المسلسلين «أدهم بك» و«بلحظة»؟

عندما قرأت نص «أدهم بك» أُعجبت بتركيبته الدرامية، ولفتني أنه يدور في حقبة زمنية قديمة، ما يشكّل تحدياً أكبر لدى الممثل بسبب غياب الأكسسوار والماكياج والديكور المبهر للمشاهد، فيتكّل الممثل على شكله الطبيعي وعلى أدائه. إلى ذلك، أحببت قصتي مع «حميد» وكيف تطوّرت قصة الحب بينهما وهي متزوّجة ووالدة لطفلين عانت كثيراً في حياتها ومن زواجها، لكنّ معاناتها لن تنتهي بسبب تطوّر علاقتها بحميد المتزوّج أيضاً. إضافة إلى القصة الجميلة، الإنتاج مهمّ أيضاً.

أمّا بالنسبة إلى شخصية «فاتن» في مسلسل «بلحظة»، فهي تتطوّر مع تقدّم علاقة الحبّ التي تربطها بـ«جلال» الذي انتظرت أن يبادلها الحبّ منذ سنوات فيما هو زير نساء ومهمل.

أحببت تقديم هاتين الشخصيتين المختلفتين جداً عن بعضهما البعض رغم أنهما للأسف تعرضان في التوقيت نفسه. مع الإشارة إلى أن مسلسل «بلحظة» يضمّ شخصيات كثيرة متشعبّة لكل منها خطّها الخاص في سياق الأحداث.

نحن إذاً في انتظار تطوّر تصاعدي للشخصية؟

طبعاً، ستسير بخط تصاعدي مع تطوّر الأحداث، كذلك سنكتشف من خلال سياق المسلسل عمق شخصية «جلال». أدّى الممثل يوسف حدّاد دوره بطريقة جميلة جداً.

ثنائية وبطولة

المفارقة أنك تؤدين في المسلسلين ثنائية مع الممثل يوسف حدّاد؟

نلتقي للمرة الأولى في هذين العملين، وجاءت الثنائية بشكل عفوي غير مقصود. عبّر المخرجان زهير قنوع وأسامة الحمد عن مدى انسجامنا معاً من ناحيتي السن والإحساس. أنا سعيدة جداً بهذه الثنائية لأننا صديقان ونتعاون كثيراً خلال التصوير.

كيف تصفين عدسة المخرج أسامة شهاب الحمد؟

إيقاعه سريع. نشعر بنبضه الممتع أثناء المتابعة، فاستطاع أن يحقق النجاح ويسجّل نسبة مشاهدة مرتفعة. نصوّر راهناً الجزء الثاني، وأنا أبارك لكل فريق العمل ومحطة «الجديد» النجاح التصاعدي الذي نحققه، وخرقنا المنافسة الرمضانية.

ماذا عن عدسة المخرج زهير قنوع؟

فرحت كثيراً بالتعاون معه وهو يعمل على إدارة الممثل بشكل أشعرنا نغم ويوسف وأنا أننا نصوّر أكاديمياً خصوصاً أنه لم يكن مطلوباً منّا سوى الأداء بإحساس ما زاد منسوب الانسجام بيننا نحن الثلاثة، فجاء الأداء عالياً جداً.

يختلف جوّ العملين. في أي عصر تفضلين التمثيل؟

شعرت بتحدٍ أكبر في «أدهم بك» بسبب اقتصار إطار المشاهد على المنزل الذي أعيش فيه مع «حميد» وزوجته، فضلاً عن أن اللباس متواضع يناسب تلك الحقبة ولا أكسسوار يلفت المشاهد ولا ماكياج. صدّق المشاهد أنني أم في «أدهم بك» إذ يخفي الماكياج أحياناً ملامح الممثل فلا يفسح في المجال أمام التعبير الصادق في الوجه. أنا فرحة بردود فعل الجمهور الذي عبّر عن إعجابه بأدائنا، نغم أبو شديد ويوسف حداد وأنا.

ألا تأسفين كونك لست في دور البطولة الأولى رغم سنين الخبرة والنجومية؟

أبداً، لأن الأدوار المناسبة لسنّ الأربعين تختلف عن أدوار سنّ العشرين. حين كنت يافعة لم يكن هناك غيري في موقع البطولة. بلغت سنّاً تفسح في المجال أمامي للاستمتاع بالأدوار لأن دور البطولة يقتصر على علاقة حبيبين. من جهة أخرى، أصبحنا في زمن البطولة الجماعية المشتركة لنجاح العمل. أنا راهناً أستمتع بعد الغياب وهدفي الوحيد إقناع المشاهد بأدائي الجيد، خصوصاً أنني أدرك حجمي تماماً بعد غيابي سنوات ولا أسعى إلى بطولة أولى في دور لا نكهة ولا لون له.

لاحظنا أن البطولة الجماعية طاغية ولم تعد البطولة الرمضانية محتكرة من بعض الممثلات؟

يجب أن تكون البطولة جماعية لأن الأدوار المسندة إلى البطل مهمة جداً لدعمه. لطالما كانت البطولة جماعية في سورية حيث يشارك نجوم كبار في أدوار صغيرة لدعم العمل، وهذا ما يسمّى بالمسلسل المتكامل. يجب أن نتعلّم هذا الأمر ونتواضع في ما يتعلّق بحجم الدور ونولي نوعيته الأهمية لأن المهم مستوى الأداء وما نقدّم للجمهور.

ثورة ومسلسل

ماذا تحضّرين لمسلسل «ثورة الفلاحين»؟

سيشكّل هذا المسلسل ثورة في عالم الإنتاج الدرامي المحلي. أشارك في بطولته إلى جانب عدد كبير من النجوم. سيكسر دوري صورتي السابقة في مسيرتي التمثيلية على صعيدي الشكل والإطلالة، إذ أؤدي بكل فخر دور«قمرية» راعية البقر.

في أي اتجاه ستتحقق الثورة في الإنتاج الدرامي؟

يضمّ باقة كبيرة من نجوم الصف الأول، وثمة نجوم شاركوا في مشهد أو اثنين فقط. لقد سخت شركة الإنتاج كثيراً عليه وقام المخرج فيليب أسمر بجهد كبير جداً.

هل من مشروع نصّ درامي جديد؟

كتبت مسلسلاً رمضانياً جديداً لم أعنونه بعد. يخضع راهناً لبعض التعديلات والتصحيح وهو يتحدث عن قصة حبّ جميلة، وعن نائب في البرلمان اللبناني.

بأي صورة سنرى النائب اللبناني؟

سنرى كم هو ممثل بارع في المجتمع حيث أنه محبوب في قريته التي يهتم بإنمائها، لكنه حين يعود إلى منزله يزيل القناع فيبدو سيئاً جداً تجاه زوجته.

ستخضع هذه الشخصية لرقابة وتأويلات.

لم أتطرّق إلى الشق السياسي بل الإنساني للشخصية التي اخترعتها، لذا لا مجال للتأويل فيها. يهدف المسلسل إلى تسليط الضوء على المظاهر التي تغشّ، خصوصاً أننا نقيس الناس بحسب ثروتهم، فيما الإنسان هو إنسان بغض النظر عن ماله وسلطته. لذا كفانا تلهياً بالقشور.

تكتبين دائماً مواضيع اجتماعية حسّاسة مثل «إلى يارا» و«شوارع الذل». هل تشعرين بأن ثمة نقصاً درامياً في تصوير الواقع؟

أكتب عن وجعي صراحة. كتبت بمعية لورا خبّاز مسلسل «إلى يارا» بسبب ألمي من إصابة والدتي بالسرطان، لكنها واجهته وانتصرت عليه. لذا أردت إعطاء جرعة أمل للمشاهدين عبر نهايته السعيدة. بالنسبة إلى «شوارع الذل» كتبته بسبب حرقة قلبي على أطفال الشوارع. أردت من خلاله توجيه رسالة بأن هؤلاء ضحايا أناس يوزعونهم على الطرقات ويستغلونهم ونحن نتعامل معهم بقسوة ونذلهم أحياناً. حققت هدفي بتغيير نظرة المشاهدين نحو هؤلاء الأطفال، وهذا أمر مهم جداً.

إحساسك هو المحرّك الأول لكتابتك؟

طبعاً. الناحية التقنية ضعيفة قليلاً لديّ، لذا أستشير الآخرين في بعض الأمور، إنما في موضوع الإحساس أكتب مشاهد كثيرة بدموع ووجع، حتى أنني بكيت عند قراءتي مسلسل «أدهم بك». بصراحة، ما يدفعني إلى قبول دور ليس حجمه إنما مدى الإحساس الذي تحرّك في داخلي خلال قراءته.

ازدهار ومشاريع

ما رأيك في الأعمال اللبنانية التي تُعرض راهناً وهل تتابعينها؟

إضافة إلى «أدهم بك» و«بلحظة»، أتابع مسلسل «لآخر نفس» للكاتبة الممثلة كارين رزق الله التي تكتب بشكل جميل وتؤدي بشكل عفوي. كذلك أتابع «كاراميل» الذي أحببت فيه أداء ماغي بو غصن. وأعجبني مسلسل «ورد جوري» الذي يضمّ مجموعة كبيرة من النجوم. المسلسلات المحلية تتنافس هذا العام بشكل كبير وتتميّز بمستوى الأداء والإنتاج، ونحن نثبت تميّز أدائنا ونؤسس للجيل اللاحق صناعة درامية قويّة.

أمام هذا الكم من الإنتاج اللبناني، هل أصبح للدراما المحلية مفهوم جديد؟

طبعاً. اكتسبنا ثقة المحطات ودعمها لنا، كذلك ارتفعت قيمتنا الفنيّة، ما دفع بالمطربين إلى دخول مجال التمثيل، فيما لم يكن وضعنا جيّداً في السنوات السابقة بسبب غياب التسويق ورغبة الممثل اللبناني بالمشاركة في أعمال عربية مختلطة بهدف الانتشار. نحن نحترم كثيراً الدراما السورية، وتعلمنا من خبرة فنانيها ومسيرتهم ومستوى أدائهم، لكنني فرحة بفرضنا أنفسنا كدراما لبنانية في شهر رمضان، حيث أصبحنا مطلوبين من الجمهور اللبناني. من جهة أخرى، تحققت غربلة على صعيد الممثلين، ما رفع مستوى الأداء وأسس لمنافسة شريفة جميلة فسعى كل مخرج إلى تقديم أفضل ما لديه.

اضمحلّت الأعمال العربية المشتركة في لبنان في مقابل ازدهار المسلسل المحلي؟

نعم، وأعزو ذلك إلى مطالبة الجمهور اللبناني بمشاهدة عمل لبناني صرف يشبهه. ربمّا في العام المقبل يختلف الذوق العام. نشعر بأننا خطونا نحو مكان أوسع وهذا أمر إيجابي، خصوصاً أن المحطات اللبنانية تدعم الإنتاج المحلي.

هل تحضّرين مشاريع جديدة بعد «ثورة الفلاحين»؟

ثمة مشروع رمضاني العام المقبل، وأنا فرحة بالعروضات التي أتلقاها وأستمتع بها.

عودة ثابتة

شاركت فيفيان أنطونيوس قبل عودتها من خلال «أدهم بك» و«بلحظة» في مسلسلي «24 قيراط» و«الغالبون»، وفي الفيلم السينمائي «أهلا في لبنان». هل يمكن القول إن عودتها ثابتة؟ تذكر في هذا المجال: «أمومتي هي أولويتي في الحياة، لذا انتظرت حتى كبر أولادي لأعود. يمكن القول إن عودتي الراهنة ثابتة بأدوار مقتنعة بها، خصوصاً أننا مع تقدّم العمر والخبرة نبحث عن الأداء وليس الشكل».

نؤسس صناعة درامية قوية للجيل اللاحق

أدوار الأربعين مختلفة عن أدوار العشرين
back to top